أ.د جابر القحطاني
وهو التهاب للأذن الوسطى، يصيب الأطفال بكثرة، وقد يسبب فقداً سمعياً شديداً إذا لم يعالج فوراً. وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من هذا الالتهاب هي الحاد والمزمن والمْصلي التهاب الأذن الوسطى الحاد يحدث نتيجة انتشار العدوى من الأنف أو الحلق، ويتجمع الصديد في الأذن الوسطى محدثاً ألماً شديداً وفقداً محدوداً للسمع ويمكن معالجة غالبية تلك الحالات باستخدام المضادات الحيوية. أما التهاب الأذن الوسطى المزمن فهو التهاب شديد أو متكرر للأذن الوسطى، وقد يؤدي إلى تمزق طبلة الأذن ويلي ذلك خروج متواتر للصديد من الأذن الوسطى، وغالباً ما يلتحم غشاء الطبلة تلقائياً، إلا أن بعض الحالات تتطلب تدخلاً جراحياً، ويستعمل الجراحون أنسجة ضامة من أوردة أو عضلات المريض نفسه، وذلك لإصلاح طبلة الأذن. وقد يستمر خروج الصديد من الأذن في الأحوال الشديدة، وتتلف العظيمات السمعية تدريجياً، كذلك فقد ينمو جلد قناة السمع الخارجية باتجاه الأذن الوسطى مكوناً جيباً صغيراً يسمى الكيسة. وإذا ما استمر هذا الجيب في النمو، فقد يتلف أجزاء من الأذن الداخلية والعصب الوجهي والدماغ ويمكن استئصال أغلب هذه الكيسات جراحياً، كما يمكن أن يستبدل بعظيمات السمع التالفة أخرى صناعية أو منقولة من شخص لآخر. وفيما يتعلق بالتهاب الأذن الوسطى المصْلى فينجم عن انسداد قناة إستاخيو (غالباً ما تكون مغلقة، ولكنها تنفتح عند التثاؤب أو البلع أو فتح الفم أو النفخ مع إغلاق الأنف)، وتتعدد أسباب هذا الانسداد كحدوث التهاب جهاز التنفس أو التهاب الغدد أو بسبب الحساسية أو وجود بعض العيوب الخلقية. وتتراكم مادة سائلة في الأذن الوسطى تعوق مرور الاهتزازات عبر الطبلة وعظيمات السمع، ويختلف هذا الالتهاب عن الالتهاب الحاد والمزمن في عدم الشعور بالألم وعدم خروج الصديد من الأذن، ويكون العلاج بشق غشاء الطبلة وغرس أنبوب في الشق بما يسمح للمادة السائلة بالخروج وبعد ذلك يتم علاج سبب إنسداد قناة إستاخيو.