كيف تطور ثقة طفلك بنفسه؟
السؤال: أنا أم لطفل بعمر 7 سنوات. أشعر بأنه طفل واثق من نفسه عند وجوده في البيت. لكن عند خروجنا بزيارة يتغير لخجول وغير واثق بنفسه. ما يقلقني هو أنه في العيد تفاجأت ببكائه وبرفض المشاركة في الاحتفال بالعيد مع اقرانه . كيف يمكنني المساهمة بحل تلك المشكلة؟
الجواب: عزيزتي الأم، لا داعي للقلق.
من المهم الانتباه لانفعالاتك الحادة معه حين تلاحظين تغيّره والامتناع عن انتقاده. تعبيرك العاطفي السلبي وعدم رضاك عن سلوكه الاجتماعي يضره ويزيد من قلقه. توقعك منه أداء معين يجعلك تنفعلين وتنتقدينه بانفعال يسيء لتطور شخصيته. كل انتقاد سلبي يقتل تميز طفلك وتلقائيته. فيصبح هاجسه وما يقلقه هو خوفه من أن لا ينال استحسانك. يتلاشى بالمقابل وعيه الذاتي لتحسين أدائه.
الطفل يحتاج لأن يطمئن لمحيطه العاطفي عند أدائه أي سلوك أو لعب. اطمئنانه يزداد وثقته بنفسه تتقوى كلما نال امتداحا على أية محاولة يقوم بها مهما كانت نتائجها. امتداحه حين يتمتع بلعبة ويختلق لها قوانينه التلقائية والتي ربما لا تسير حسب تعليماتها المكتوبة والمبرمجة. عند استحسان أدائه اللعبي بحسب قوانينه وليس بحسب قوانين مصمم اللعبة يزيده ثقتة وتقديرا لذاته. وكلما تلقّى انتقادا وتوبيخا زاد خجله وخوفه. لتحترمي تصرفاته ولتتقبلي مشاعره التلقائية- خجله، رفضه المشاركة- الذاتية الطبيعية. تلك حالة عاطفية تلقائية تدفعه لأن يختبئ بسلوك خاص به. نحن الكبار أيضا وبالرغم مما اكتسبناه من ثقة نختبئ أحيانا خلف سلوك بدافع من شعورنا الداخلي التلقائي. المشاعر الداخلية لها دوافعها الصادقة والتي لا تغشنا أبدا.
انفعالاتك نحو أداء طفلك عادة يمكن استبدالها بالتدريب. والانسان عامل متغير ومتطور.
تدريبك على ضبط انفعالاتك الحادة هو حاجة لها ارتباط وثيق بثقة طفلك بنفسه.
من المهم التدرب على تخفيف عدد مرات انفلات طباعك الحادة واستبدالها بالاستحسان.
يكتسب الطفل ثقته بنفسه من بيئته التربوية الإيجابية التي يعيش فيها.
اكتساب ابنك البكر ثقته بنفسه له ارتباط وثيق بنظرتك إليه وبتقبلك الدائم له- في البيت كما في الخارج-.