يساعد على ضبط مستوياته.. ويمكّن المريض من العيش حياة طبيعية
المعالجة بالأنسولين لا تشفي من السكري!
يزرع لبعض المرضى بالسكري مضخات للأنسولين تحت الجلد
الأنسولين هورمون ينظم استخدام الجسم للسكر والأغذية الأخرى وينتج في خلايا متخصصة في جزء من البنكرياس وبالأخص في خلايا بيتا الموجودة في جزر لانجرهاز. وتسبب اضطرابات معينة ذات صلة بالأنسولين المرض المعروف باسم داء السكري الذي يدعى عادة السكري. وفي هذا المرض لا يستطيع الجسم استخدام السكر بشكل صحيح ويتكاثر سكر العنب (جلوكوز) وهو نوع من السكر في الدم. ويؤثر الأنسولين أيضاً في استخدام الجسم للبروتين والدسم ولمنتجات المعدنية مثل الفوسفات والبوتاسيوم.
كيف يعمل الأنسولين في جسم الإنسان؟
حيث يمتص الغذاء في مجرى الدم يزيد البنكرياس من إفراز الأنسولين في الدم. ويزيد الأنسولين سرعة حركة المغذيات من مجرى الدم إلى الخلايا المستهدفة التي تتمركز بشكل رئيسي في الكبد والعضلات والأنسجة الشحمية. وتستقر على الخلايا المستهدفة جزيئات بروتينية متخصصة تسمى مستقبلات الأنسولين، وتتماسك مستقبلات الأنسولين مع الأنسولين مما ينشط المستقبلات. وتزيد المستقبلات المنشطة فوق الخلايا سرعة دخول المغذيات والانتفاع بها، ويستخدم الجلوكوز وأنواع السكر البسيطة الأخرى الناتجة عن هضم النشويات الأكثر تعقيداً، لتوليد طاقة فورية أو للتحول إلى كليوجين من أجل التخزين في الكبد. وتتحرك الأحماض الأمينية الناتجة عن هضم البروتينات إلى الخلايا، وهناك تشكل البنى الأساسية للبروتين. وتتحول الأحماض الدهنية الناتجة عن هضم الدهون إلى شحوم ثلاثية، لتخزين وتستخدم فيما بعد من أجل الطاقة.
يسبب نقص كمية الأنسولين في الجسم نوعاً من السكري يسمى سكري الدرجة الأولى. وفي نوع من السكر أخف يسمى سكري الدرجة الثانية، ينتج المريض عادة كميات طبيعية من الأنسولين، ولكن الجسم لا ينتفع بالأنسولين بشكل صحيح. وهذا قد يحدث لأن المريض لديه عدد منخفض جداً من مستقبلات الأنسولين، أو لديه مستقبلات معطوبة. وعند معظم المرضى لا يعرف سبب العطب. وعند بعض الناس، تنتج الأورام في جزر لانجرهانز كميات زائدة من الأنسولين، مما يؤدي بسكر الدم إلى الانخفاض إلى مستوى أدنى بكثير من الطبيعي، وهي حالة تسمى نقص جلوكوز الدم.
وعند معالجة السكري يحقن الأنسولين عادة تحت الجلد. وإذا أخذ الأنسولين بالفم فإن السوائل الهاضمة بالجهاز الهضمي توقف فاعلية الأنسولين. والمعالجة بالأنسولين لا تشفي من السكري، ولكنها تضبط المرض وتنتيح للمريض أن يعيش حياة طبيعية تقريباً. حتى أوائل الثمانينيات من القرن العشرين، كان الأنسولين المعد للسكري يؤخذ بشكل رئيسي من بنكرياس الماشية والخنازير. واليوم ينتج الأنسولين أيضاً بواسطة بكتيريا عولجت وراثياً. ويمتص الجسم الأنسولين النقي بسرعة، وتأثيره يدوم وقتاً قصيراً. وتصنع شركات الأدوية مستحضرات متعددة من الأنسولين. من شأنها أن تطيل مدة تأثير الهرمون. وتصنع مثل هذه المستحضرات بالجمع بين الأنسولين والبروتين، أو بتعديل البنية الكيميائية للأنسولين. ومن أجل محاكاة نمط الجسم السوي في إفراز الأنسولين، يمكن لمرضى السكري أن يستخدموا أنواعاً مختلفة من الأنسولين، ويتعاطوها بين مرة وخمس مرات يومياً. ويزرع لبعض المرضى بالسكري مضخات للأنسولين تحت الجلد وتبرمج المضخات لفرز الأنسولين في أوقات محددة.