عوامل تزيد احتمالية حدوث العقم

سناء حميدة *
    عدم القدرة على الإنجاب بعد سنة على الأقل من الحياة الزوجية الطبيعية دون استعمال أي موانع للحمل لكلا الزوجين هو ما يسمى بالعقم، فما هيّ العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث العقم لدى المرأة ؟
-للعمر التأثير الأكبر على قدرة المرأة على الحمل أو الحفاظ عليه أكثرمن أيّ شيء آخر، فبغضّ النظر عن مدى رشاقتك أو جودة صحّتك، فإن نوعية بويضاتك وقدرتك على الإباضة بشكل طبيعي تتراجع مع الوقت ومع التقدم بالسن تنخفض جودة البويضات كما تنخفض كميتها بشكل ملموس مما يؤدي لزيادة صعوبة حدوث الحمل والإنجاب خصوصاً مع ارتفاع احتمال اصابة الجنين باضطرابات كروموزومية.
ويصرالكثير من الأطباء على وجوب توقف المرأة عن التدخين قبل البدء بعلاجات زيادة الخصوبة، حيث يضر التدخين بالمادة المخاطية الموجودة في عنق الرحم، كما يؤدي لاضطرابات بمبنى قنوات فالوب مما يزيد احتمال حصول حمل خارج الرحم، كذلك يكون هناك انخفاض بكمية البويضات، كما يظهر انخفاض مبكر بقدرة المبيضين على الأداء السليم، وأظهرت المئات من الدراسات أن تدخين السجائر له تأثير على عملية الإباضة ويؤذي البويضات، فيعرّضها لخطر العيوب الجينية، الأمر الذي قد يؤدّي إلى إجهاض
كذلك الإكثار من تناول الكافيين فإن تناول فنجان واحد من القهوة يوميًا لا يزيد خطر العقم، إلا أن الإفراط في تناولها مؤذٍ بالتأكيد للتلقيح والحمل، لهذا السبب يفضَّل أن تحدّ المرأة من تناول الكافيين، كما أن زيادة أو نقصان في الوزن الزائد عن الحد، او الأقل من اللازم قد يسببان خللاً في الهورمونات مما قد يؤثر بشكل ملموس على انتظام عملية الاباضة ويزيدان من احتمال العقم عند النساء، وكذلك الأمراض المتناقلة عبر العلاقة الزوجية فهذه الأمراض قد تؤدّي إلى نقل فيروسات إلى الرحم وتسبّب التهابات معيّنة وقد تؤدي إلى انسداد قناة فالوب وبالتالي تؤثر على حصول الحمل.
وقد أظهرت بعض الدراسات أن التوتر الكبير قد يؤثر على خصوبة المرأة بطريقة غير مباشرة، فالتغيّرات الكبيرة في حياتها أو خسارة الوظيفة، قد تؤدي إلى تغيرات هورمونية تخل بتوازن الإباضة، وإن كانت متوترة وقلقة في كل الأوقات، فلن تكون أبدًا في مزاج يسمح بالحمل، ايضا بعض العقاقير الطبية التي توصف لبعض الأمراض قد تكون السبب في قلة الخصوبة أو العقم، لذا من المهم جداً مراجعة العقاقير، وعرضها على الطبيب المختصص.


*متى ينبغي اِلتماسُ المشورة الطبيَّة
-تتناقص فرصةُ المرأة على الانجاب بسرعة كُلَّ عام بعدَ بلوغها الثلاثين، ويقترح مُعظمُ الخبراء الانتظارَ مُدَّةَ سنة على الأقلّ قبلَ مُراجعة الطبيب من أجل العُقم، أمَّا بالنسبة للنساء اللواتي بلغن أو تجاوزن الخامسةَ والثلاثين، فإنَّ عليهنَّ مُراجعة الطبيب بعدَ ستَّة أشهر من مُحاولات الحمل الفاشلة. بالإضافة إلى أن هناك عدداً من المُشكِلات الصحيَّة التي تزيد احتمالية حدوث العُقم، لذلك، يجب أن تستشيرَ المرأةُ طبيبَها إذا كان لديها:
• انتباذ بطاني رحِمي.
• عدم انتظام الدورة الشهريَّة أو غيابها.
• حدوث إجهاضات متكررة (اكثر من ثلاث مرات).
• دورة شهريَّة مُؤلمة كثيراً "عُسر الطَّمث .
*ثم ما هيّ العوامل التي تزيد من احتمالية العقم عندَ الرجال؟
-إن تعاطي الستيرويدات المنشطة (المنشطات) التي يتم تناولها لتحفيز نمو العضلات وزيادة قوتها يمكن أن تسبب انكماشاً في الخصيتين وخفضاً في انتاج الحيوانات المنوية، كما أن تعاطي المخدرات مثل الكوكايين والماريجوانا أيضا يقلل بشكل مؤقت من عدد ونوعية الحيوانات المنوية المنتجة، كما يمكن لشرب الكحول أن يؤدي إلى خفض مستويات هرمون التستوستيرون في الدم، وأن يسبب عدم القدرة على الانتصاب وكذلك انخفاض في انتاج الحيوانات المنوية، وأمراض الكبد الناجمة عن الإفراط في شرب الكحول قد تكون أيضا من اسباب العقم عند الرجال، كذلك التدخين فعدد الحيوانات المنوية عند الرجال الذين يدخنون قد يكون أقل من عدد الحيوانات المنوية عند أولئك الذين لا يدخنون، أيضا قد يتضارب التوتر العاطفي مع انتاج بعض الهرمونات اللازمة لإنتاج الحيوانات المنوية، وقد يتأثر عدد الحيوانات المنوية لدى الرجل إذا تعرض لضغوط نفسية شديدة، ويمكن لمشكلة العقم عند الرجال بحد ذاتها أن تصبح في بعض الأحيان مصدرا للتوتر والقلق النفسي والاجهاد العاطفي على المدى الطويل وهذا قد يفاقم من المشكلة، كما أن النقص في بعض المواد الغذائية مثل فيتامين (ج) والسيلينيوم والزنك وحامض الفوليك قد يساهم في اسباب العقم عند الرجال، كذلك قد تسبب السمنة والوزن الزائد بعض التغييرات الهرمونية التي تقلل من الخصوبة عند الرجال، وبالاضافة الى ذلك فإن الرجال الذين يعانون من نقص الوزن ربما يكون لديهم نقص في الخصوبة أيضاً، والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 35 عاماً تبدأ لديهم عملية انحسار تدريجية في الخصوبة ومن الممكن أيضاً أن ينخفضَ تعداد النّطاف إذا تعرضت الخصيتان لحرارة أكثر مما يجب، وهذا يمكن أن يحدث في حالات مثل الإفراط في استخدام حمامات الساونا أو المغاطس الحارَّة، وارتداء ملابس شديدة الضيق.
ويصبح طلب المَشورة الطبية ضرورياً إذا كان هناك مشكلات سابقة في الخصيتين أو البروستات، أو مشكلات جنسية، مشكلات في الانتصاب أو القذف، جراحة سابقة في منطقة الخصيتين أو القضيب أو كيس الصَّفَن، ضعف الانتصاب، الألم خلال الممارسة الزوجية، ألم أو تورُّم أو كتلة في منطقة الخصيتين، رزقكم الله الذرية الصالحة.
* عيادة العقم