سؤال:
أنا عندي بنت بصف الأول. هي طفلة ذكية وناعمة. تشكو معلمتها من كثرة ثرثرتها. حاولت المساعدة وذك بزيارة صفها ليومين. جلست مع المستشارة. لا أدري ماذا أفعل.
أرجو أن ترشديني كيف أتعامل معها وشكرا.
الجواب:
تحتاج طفلتك كمعظم أطفال جيلها لأن تشارك بالحديث، تعبر، تكشف عما تعرفه، تبدي برأيها و... .
هل السبب هو صف الأول؟
من الطبيعي تشجيع الطفل على التعبير الحر في صف الأول وما قبله أيضا. من الضروري تدريبه على الادلاء برأيه وكشف حالته الشعورية. تلك مهارة تحتاج لتطوير أثناء تجاربه اليومية وتنوع خبراته الاجتماعية. لكن بالمقابل هو يحتاج أيضا لتدريبه على الصبر وعدم مقاطعة الآخر من جيله ومن الكبار أيضا.
عند انضمام طفلتك لبرنامج صف الأول التعليمي اصطدمت بنظام يتطلب منها مهارة الاصغاء والصبر. وهنا تكمن أهمية دور الأسلوب التربوي التعليمي. من المهم توفير بيئة إيجابية ومتفهمة لحالة طفلتك تعمل على تدريبها الضبط التدريجي بأسلوب يحتاج لكثير من صبر واحترام. لا لتوقع نتائج نجاح سريعة وفورية. لا للتأفف والشكوى من ثرثرتها أو توبيخها على المقاطعة. لا مانع من تنبيهها باشارة لطيفة تعني الصبر ولكن يلزم امتداحها بعد لحظات قليلة على انتظارها وصبرها.
هل يوجد خطة لضبط الثرثرة؟
بالطبع نعم. من المهم الاتفاق مع مربيتها على خطة واحدة للتعامل معها في البيت وفي الصف. الهدف من الخطة هو تعويدها على الاصغاء وعدم المقاطعة أثناء حديث الآخرين حتى النهاية. لا يمكن أن تحدث عادة الضبط فوريا وبمسحة سحرية. تلك عادة يكتسبها الطفل بعد تدريب الأهل في البيت والمربية في المدرسة. المهم توقع الضبط التدريجي. كلما طالت مدة إصغائها كلما اعتادت على الضبط مدة أطول في وقت لاحق. التعويد التربوي يحتاج لترغيب. كيف؟
كيف يتم ترغيبها على ضبط المقاطعة والثرثرة؟
بالترغيب المشروط. أي حين تقاطع تتوجه إليها المربية بعبارة: ( أنا سوف أستمع لما ترغبين بقوله ولكن بشرط أن تنتظري قليلا إلى أن أنهي حديثي الذي كنت قد بدأت به قبلك). أسلوب كهذا يحتاج في بداية التعويد لتقصير فترة انتظارها بافتعال نهاية الحديث كي تشعر بنجاحها بالقدرة على الضبط. أي لا لجعلها تنتظر مدة طويلة ليس بمقدورها تحملها خاصة في بداية التدريب.
نعم لتشجيعها وامتداحها في كل مرة تنجح بضبطها المقاطعة أو الانفلات بالثرثرة. يلزم استخدام عبارات مثل: (أشكرك لأنك صبرت إلى أن أنهيت فكرتي).
بستحسن أيضا مكافأتها بهدية رمزية ترغيبية بعد عدد مرات ضبط بالقول مثلا: ( أنت تستحقين هذه المفاجأة لأنك أصبحت قادرة على الانتظار والصبر). كلما تكرر امتداح قدرتها على الضبط كلما اعتادت على مدة طول بالاصغاء.