د. صالح بن عائض القرني*
مصابو الزهايمر هم فئة مهمة وغالية علينا جميعاً، وهي فئة تحتاج إلی وقفة اهتمام ورعاية في هذا الفصل من فصول السنة، فمصاب الزهايمر يصعب عليه التذكر والإدراك واتخاذ القرار في بعض مراحل المرض وخصوصاً المتقدمة منه، ويستدعي ذلك حرص ذوي المصاب علی تقديم الرعاية اللازمة والحرص الدائم ومتابعة المصاب.
ومرضى الزهايمر في النسبة العظمى منهم هم من كبار السن ونحن هنا نتحدث عن الآباء والأمهات والأجداد، ونحن مجتمع نشأ وتكون على الوازع الديني وندرك ونعي قول الله عز وجل في كتابه الكريم في سورة العنكبوت (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا) وفي سورة الإسراء (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) وهذه التوصيات الإلهية بآبائنا وأمهاتنا هي عقيدة وإيمان امتثالاً للتعليمات الإلهية.
فصل الشتاء قد يحمل من الخصوصية التي تهم المريض ولكنها قد لا تكون بدرجة الوعي الكافي لذوي المصاب أو القائمين عليه، والعامل المهم والأولي في تحقيق الرعاية اللازمة هو فهم ذوي المريض لحالة الزهايمر والاحتياجات المتناسبة معه، وتطور الحالة مع الزمن إن حدث ذلك.
وهناك بعض النقاط المهمة في فصل الشتاء لأخذ الحيطة والحذر ومنها المخاطر التي قد يقع فيها المصاب مثل الحروق وذلك لصعوبة إدراكها من قبل المريض وبالتالي صعوبة اتخاذ القرار المناسب، والاختناق، وعدم اتخاذ احتياطات التدفئة الجيدة، والإصابة بالعدوى المتكررة مثل التهابات الحلق والإنفلونزا، والسقوط المتكرر، لذلك على من يقوم بالعناية بالمريض اتخاذ بعض الطرق الوقائية كالحرص علی استخدام عوامل تدفئة غير حارقة للأوكسجين وغير حارقة باللمس، وإيجاد عامل تهوية جيد لعبور الهواء في البيت وخاصةً في مكان النوم، وعدم ترك المصاب في مكان مغلق كي لا يلحق الضرر بنفسه بعيدا عن أنظار القائمين عليه، وعدم ترك المريض في مكان إشعال النار (المشبات) منفرداً حرصاً عليه ومنعاً لحدوث اختناق، التغذية الجيدة بالطريقة الملائمة لحالة المصاب والإكثار من شرب السوائل الدافئة وغير الحارقة، والحرص على وجود المصاب في مكان يسهل ملاحظته وذلك لأن بعض مصابي الزهايمر يصعب عليه الإفصاح عن احتياجاته، وإن كان المصاب من المقعدين فيجب الأخذ بالاحتياطات اللازمة لمنع تكون تقرحات سريرية والتهابات رئوية، كأخذ لقاح الإنفلونزا السنوي إن لم يكن هناك مانع طبي من ذلك، وأخذ الاحتياطات اللازمة لعدم نقل العدوى داخل المنزل كلبس الكمام واستخدام معقم اليدين بشكل منتظم، والاستخدام المنتظم للأدوية المصروفة من قبل الطبيب المتابع للحالة وتجنب إيقافها.
وهناك علامات مهمة تدل على ضرورة زيارة الطبيب مثل الرشح وظهور علامات الإنفلونزا بشدة، والخمول الزائد عن العادة، والتغير المفاجئ في شخصية المصاب، والتغير في لون الجلد لدى المصاب أو في كل من لون أو رائحة المخرجات (البول والبراز)، والصعوبة والنقص الواضح في التغذية أو صعوبة في إعطاء الدواء، نتمنى للجميع شتاءً دافئاً وفصلاً جميلاً بعيداً عن الأسقام.