صحة الفم والأسنان
نهــى سـمير عــرب *
المجتمع لا يرى أن صحة الفم والأسنان لها دور أساسي في الصحة العامة، أو أنها قد تشكل خطراً على الصحة الشخصية إذا أهملت، وقد أوضحت بعض الدراسات أن الأمراض التي تصيب الفم والأسنان ترتبط بزيادة احتمال الإصابة بالسكري، وأمراض القلب، والعكس صحيح، حيث تؤدي بعض الأمراض العامة مثل هشاشة العظام، والسكري، والسرطان، إلى تدهور صحة الفم والأسنان.
إن صحة الفم والأسنان ترتبط بصحة الجسم بأكمله وعلى نوعية الحياة، وهي تعني السلامة من الأمراض التي تصيب الفم والأسنان، والوجه، ومن السرطان الذي يصيب الفم والحلق، ومن العدوى والتقرحات، ومن الأمراض التي تصيب اللثّة ومن تسوّس الأسنان وفقدانها، وغير ذلك من الأمراض والاضطرابات التي تحدّ من قدرة الفرد على العضّ والمضغ والابتسامة، ومن عافيته النفسية والاجتماعية. وتتمثل عوامل الخطورة والتي تزيد من احتمال الإصابة بأمراض الفم والأسنان في الغذاء الغير صحي، استخدام منتجات التبغ وشرب الكحوليات، وعدم تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون من 2-3 مرات يوميا والانتظام على استخدام الخيط السني، وتلعب الظروف الاجتماعية دوراً في احتمال الإصابة بأمراض الفم والأسنان، حيث تزداد معدلات الإصابة بين الأطفال والبالغين الفقراء.
فصحة وسلامة الفم والأسنان من المنظور العالمي هي قضية صحية بالغة الأهمية، فعلى المستوى العالمي وحسب منظمة الصحة العالمية فإن 60 إلى 90% من أطفال المدارس يعانون من تسوس الأسنان، بينما تصل إلى 100% بين البالغين في جميع أنحاء العالم، ويمكن تقليل احتماليه الإصابة بالتسوس بتطبيق جل الفلورايد مرتين بالسنة، كما وحسب المنظمة تُسجّل لدى 15% إلى 20% من البالغين من ذوي الأعمار المتوسطة (35-44 سنة) حالات حرجة من أمراض اللثة والتي بدورها تؤدي لفقدان الأسنان، بينما الفئة العمرية (65-74 سنة) لا يملك نحو 30% منهم أسناناً طبيعية، وتزداد معدلات إصابة الأطفال والبالغين بأمراض الفم بين الفئات السكانية الفقيرة.