د. ماسة نحلاوي
يعتقد الكثير من الشّباب الّذين لا تتجاوز أعمارهن 25 سنة، أنّ تدخين الأراكيل والسيجارة الالكترونية أقل ضرراً من تدخين السيجارة التّقليديّة. حيث أنّ طعم المنكّهات من عنب، وتفاح أخضر وغيرها، يجعل من السّهل تجاهل أثر التّبغ السّلبي على الجسم. لكن ما مدى صحّة هذا الاعتقاد؟؟
يميل باحثون للاعتقاد أن الأركيلة، بشكل عام، طريقة أكثر أماناً لتناول التّبغ. حيث أنّ فلترة الدّخان بالماء تقلل من السّموم المستنشقة. ولكن، وحسب دراسة أعدّتها منظّمة الصحة العالميّة، فأنّ مدخّني السجائر يستنشقون ما يعادل 0.5 ل0.6 لتر من الدّخان خلال 8 إلى 12 دقيقة، وهو الوقت اللازم لتدخين سيجارة واحدة تقريباً. بالمقارنة، تدوم جلسة تدخين الأركيلة 20 ل80 دقيقة، ويستنشق خلالها المدخّن تقريباً 50 لتر من الدّخان، أي ما يعادل 100 سيجارة أو أكثر.
وفيما يتعلّق بالسيجارة الالكترونيّة، صحيح أنّها تعتبر أكثر أماناً من حيث كميّة التّبغ المتناولة، لكن ماذا عن باقي مكوّناتها؟؟ فقد أكّدت دراسة أعدّت من قبل الـFDA، وجود مواد مسرطنة ، كمانعات التّجمّد ومواد أخرى ناتجة عن الفولتاج المستعمل مثل الفورمألهيد، بكميّات عالية نسبيّاً في السيجائر الالكترونيّة.
والمشكلة حالياً تكمن في أن هذه الاعتقادات الخاطئة تسوّق لهذه المنتاجات وتجعلها أكثر انتشاراً بين الشّباب بزعم أنّها أكثر أماناً. لكن هذه المزاعم لا تدفع المدخنين للاقلاع عن التّدخين أو استبداله، لكنّها تشجّع الشّباب غير المدخّن لتجربتها والتعلّق بها