رشيد الرشيد *
علمياً للسكري التأثير الأقوى على الكلى وجهاز المسالك البولية لدى الرجال والنساء، وذلك يشمل مشاكل المثانة والتهابات المسالك البولية المتكررة ووصولاً للفشل الكلوي.
هنالك العديد من الأسباب والظروف التي قد تكون سببا في تلف الأعصاب التي تتحكم في وظيفة المثانة ومن ضمنها داء السكري، والذي قد يكون من الأسباب الرئيسية في مشاكل المثانة وغيرها من الأمراض والإصابات والالتهابات البولية.
ويوجد نسبة عالية من ضعف المثانة لدى الرجال والنساء، الذين يعانون من هذا المرض، وذلك بسبب تلف الأعصاب المتحكمة في وظيفة المثانة، في حين أن ضعف المثانة قد يكون له تأثير وبشدة على حياة الإنسان الشخصية واليومية، إن أكثر هذه المشاكل لدى الرجال والنساء المصابين بمرض السكري تشمل فرط نشاط المثانة حيث تقوم الأعصاب التالفة بإرسال إشارات إلى المثانة، في التوقيت الخاطئ، مما يدعو عضلات المثانة للضغط دون سابق إنذار، ومن أهم أعراض فرط نشاط المثانة كثرة التبول وتكراره كالتبول سبع مرات أو أكثر في النهار، أو الاستيقاظ مرتين أو أكثر من النوم للتبول بالليل، وكذلك الإلحاح البولي؛ وهو أن تكون هنالك حاجة قوية ومفاجئة جداً للتبول سريعاً، ومن الأعراض أيضاً سلس البول وهو حدوث تسرب للبول مفاجئ، وأخيراً احتباس البول وهو بقاء البول في المثانة لفترة طويلة مما يسبب ارتجاع البول إلى الحالبين، والذي قد يكون من أحد الأسباب في الفشل الكلوي وظهور البكتيريا في المثانة.
وأما بالنسبه لالتهابات المسالك البولية فمرضى السكر هم الأكثر عرضة لهذه الالتهابات وذلك بسبب عدة عوامل، وأعراضها وجود الألم أسفل البطن، وحرقة أثناء التبول، وتغير في لون ورائحة البول، والشعور بالحاجة للتبول بشكل دائم، ويجب أن نشير إلى أن التهابات المسالك البولية عند مرضى السكر قد تأتي بدون أعراض نسبيا.
كما أن وجود مرض السكري يهيئ لالتهابات شديدة خصوصا لدى المرضى الذين يعانون من ضعف السيطرة والتحكم بمرض السكر، وهذه الالتهابات البولية الخالية من الأعراض عند مرضى السكري قد تكون أحد أهم الأسباب المؤدية إلى التأثير على الكلى، وقد أثبتت الدراسات أن النساء هم أكثر عرضة للالتهابات البولية من الرجال المصابين بمرض السكر.
وعلى الرغم من عدم وجود بيانات محددة، فهناك انطباع بأن مرضى السكري قد يكونون أكثر عرضة للفشل الكلوي من غير المصابين بالسكري نتيجة التهابات المسالك البولية وتأثير مرض السكر على الكلى مباشرةً.
كما يصيب مرض السكر خلايا الأوعية الدموية للكلى ويؤثر على وظيفة الكلى في التخلص من المواد السامة والضارة فيحبسها في الجسم بدلا من ترشيحها إلى الخارج، ففي المراحل الأولى من إصابة الكلى، لا يشكو المريض من أي أعراض ولا يكتشف المرض إلا بعد فحص مستوى البروتينات في البول أما عند ظهور الأعراض، وذلك مثل ارتفاع في ضغط الدم، تورم في الأطراف ثم في بقية الجسد، وارتفاع في معدلات الدهون والكولسترول في الدم، وارتفاع أو هبوط في معدلات السكري مع زيادة درجة الفشل الكلوي في الدم لعجز الكلى عن إخراج الأنسولين فإن هذا يعني انتقال المرض إلى مراحل متقدمة.
وختاما، إضافة إلى المضاعفات المرتبطة بالتهابات المسالك البولية، فهناك عدة مضاعفات تنتج عن مرض السكري مثل المضاعفات المرتبطة بالعين، والمضاعفات المرتبطة بالأقدام، ومشاكل القلب، وارتفاع ضغط الدم ومشاكل ذهنية.
نصيحتنا للمريض بأن يحرص على قياس نسبة السكر في دمه بشكل دوري عن طريق الفحص باستخدام جهاز قياس السكر المنزلي ومراجعة طبيبه فورا في حالة عدم انتظام القراءات، (ارتفاعها أو انخفاضها)، والتوقف عن التدخين لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والالتزام بتناول العلاجات الموصوفة من قبل طبيبه في أوقاتها والأهم هو الحرص على مراجعة طبيبه بشكل دوري.