التهاب القولون التقرحي هو شكل من أشكال مرض التهاب الأمعاء، كما أنه يسبب التهاباً مزمناً في الخلايا التي تبطن القولون والمستقيم، وتؤدي إلى تقرحات تسمى القرحة، والتي قد تنزف وتتداخل مع عملية الهضم.
هذا ما أكده الدكتور عمرو فطين أستاذ أمراض الجهاز الهضمى والكبد بطب عين شمس، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته ” أبفى” لتدشين مبادرة “عيش متخليش كرون يعطلك”، مشيرا إلى أن مرض كرون ومرض إلتهاب القولون التقرحى، يعدا من أهم العوامل وأخطرها التي تسبب إلتهابات الجهاز الهضمي.
وأوضح فطين أن مرض كرون يصيب أى جزء من الجهاز الهضمى، من الفم وحتى الفتحة الشرجية، أما إلتهاب القولون التقرحى فيصيب القولون بشكل رئيسى.
كرون أكثر شراسةأضاف فطين أن كرون يعد أكثر شراسة من مرض إلتهاب القولون التقرحى، ويتشابه كلاهما فى كثير من الأعراض وطرق العلاج، ويتم تأكيد التشخيص بإستخدام منظار القولون لمعرفة ما إذا كان يعاني منه المريض هو كرون أم إلتهاب القولون التقرحى وكلاهما يمكن أن يصيب كل الأعمار، ويكون الإنسان أكثر عرضة للإصابة فى العقد الثالث من العمر.
وأشار فطين إلى أن نسبة الإصابة بمرض كرون والتقرحي تبلغ في مصر نحو 2% ، أى حوالى مليون وثمانمائة ألف مصاب كلٍ على حدة.
لذا يجب رفع التوعية الصحية لدى فئات المجتمع بمرض كرون و التقرحي، حيث أن زيادة الوعى والتعرف على أعراض المرض يعد أول خطوة على طريق العلاج وتحسين جودة حياة المريض وإنتاجيته وممارسة دوره الطبيعى فى المجتمع.
أعراض المرضتتراوح الأعراض التي تصاحب داء كرون و التقرحى ما بين المعتدلة والحادة جداً، وقد تظهر هذه الأعراض بصورة تدريجية أو بشكل مفاجئ دون سابق إنذار.
وتكون الأعراض في صورة ألم بالبطن مع حدوث إسهال ونزيف من الجهاز الهضمي وأحيانا إرتفاع في درجة الحرارة مع شعور بالتعب والإرهاق بجانب فقدان للشهية والوزن وتقرحات حول فتحة الشرج، وهناك أيضاً مضاعفات ثانوية مثل الإلتهابات في العين ومشاكل في الجلد وإتهاب الفم وإلتهابات المفاصل.
كما يعاني المصاب بأمراض إلتهابات القولون المناعية من إرتفاع أسعار العلاج، حيث يضطر المريض لإستخدام أدوية بيولوجية عن طريق الحقن باهظة الثمن بعد فشل الأدوية المثبطة للمرض أو فى الحالات الشديدة، وهذه الأدوية لا يستطيع المريض تحمل نفقاتها.
سبب المرض غير معروفقال الدكتور أحمد عبد العزيز أستاذ جراحة القولون بجامعة عين شمس، إن سبب مرض كرون والتقرحى غير معروف حتى الآن، حيث أن هناك عدة أسباب قد تتضافر معاً لظهور هذا المرض ومنها:
عوامل وراثية، عوامل بيئية وجراثيم معوية، وقد يتأخر تشخيص مرض كرون والتقرحى أو يتم تشخيصهما بالخطأ، وذلك لتشابه أعراضهما مع كثير من أمراض الجهاز الهضمى، حيث أن نسبة وعى المجتمع بأعراض ومسببات المرض ليست كبيرة بما يكفى للتوجه للطبيب المختص فى مرحلة مبكرة من المرض، حيث تختلف أعراض داء كرون و التقرحى من شخص لآخر، الأمر الذى يستدعى رفع التوعية بهما للتعرف على سبل التغلب عليهما، وكيفية التعايش مع المرض وطرق علاجه.
وقد يشمل داء كرون و التقرحى، أيضاً أعضاء من خارج الأمعاء مثل: الجلد، المفاصل، العينين، حصى الكلى، حصى المرارة وإضطرابات شتى في الكبد، وعندها تزيد فرصة خطر الإصابة بسرطان الإمعاء الغليظة (سرطان القولون او سرطان الأمعاء الدقيقة).
وأوضح أن المريض المصاب يكون أقل نشاطاً فى عمله مقارنة بالأصحاء، فأثناء فترة نشاط المرض يتغيب المريض عن عمله أو دراسته إذا كان طالباً بسبب الحرج الذى يشعر به المريض، بالإضافة إلى الأعراض الجسدية، حتى أنه فى بعض الأحيان قد يتغيب عن مناسبات إجتماعية مما ينعكس بالسلب على نمط حياته واندماجه فى المجتمع، بالإضافة إلى التأثير على الطاقة الإنتاجية والإقتصادية، حيث أن معظم المصابين في العقد الثالث من العمر والذي يعتبر الفئة العمرية الأكثر إنتاجاً فىي أى مجتمع.
نصائح لصحتكنصح فطين بإجراء بعض التغييرات في نظام حياة المريض، وذلك لأنه يخفف من حدة الأعراض، كالتغيير في النظام الغذائي، والمحافظة على الترطيب السليم والإقلاع عن التدخين؛ إذ قد يؤدي التدخين إلى زيادة في داء الكرون، لذلك ينصح بعدم التدخين.
كما نصح بتناول وجبات صغيرة متكررة بدلاً من تناول وجبات كبيرة، ما يساعد في حال إنخفاض الشهية، وضرورة إتباع نظام غذائي متوازن مع التحكم بكمية الطعام المتناولة، مع ممارسة الرياضة بانتظام.
وتعتبر أدوية مثبطات المناعة هى الأساس في علاج مرض كرون و التقرحى، وقد توصل العلم الحديث إلى أحدث طرق العلاج التي تؤخذ عن طريق حقن تحت الجلد بسهولة للتحكم في أعراض المرض، وجرى تصميمه لإستهداف جزء من الجهاز المناعي المسمى عامل نخر الورم (تي ان اف)، حيث أن زيادة عامل نخر الورم (تي ان اف) هي العامل الرئيسي في عملية الجهاز المناعي التي تؤدي إلى إلتهاب الأمعاء في حالة كرون والتهاب القولون التقرحى.