عمليات جراحة إنقاص الوزن، متى يمكن عملها ؟
لاشك أن زيادة الوزن والسمنة انتشرت بشكل مخيف في مجتمعاتنا وفي كل الأعمار في الأطفال والشباب والكبار والنساء والرجال ، والسمنة سبب رئيسي في كثير من الأمراض المزمنة مثل السكري وفشل الكلى وأمراض القلب والشرايين وغيرها من الأمراض . وكلنا نعرف أن سبب السمنة هو نمط الحياة غير الصحي سواء بتناول الأغذية عالية السعرات والفقيرة في العناصر الغذائية المفيدة ، أو بسبب الخمول والكسل وقلة الحركة أو كلا السببين مجتمعين. المشكلة التي انتشرت في الآونة الأخيرة هي التوجه للعمليات الجراحية مباشرة قبل محاولة نقص الوزن بتعديل نمط الحياة سواء تصحيح الأكل أو اللياقة ، فبعض الناس لديه تصور سلبي جداً عن الطرق السليمة ويتوقع أنه سيدخل في حمية قاسية لا يستطيع معها الاستمرار ويستدعي قصصاً كثيرة لا يعلم صحتها عن أناس فشلوا في إنقاص أوزانهم وتعبوا مع الحميات، ولهذا يختصر الطريق بالتوجه للعمليات الجراحية ويرتاح -وهو ما أشاهده بنفسي مع بعض المراجعين-، ومما يؤسف له أن هؤلاء لايدركون أخطار مضاعفات العمليات الجراحية ولا ماسيتوجب عليهم فعله قبل وبعد العملية الجراحية والتي لو طبقوها بدون عملية لكانت كفيلة لنقص أوزانهم. أنا لست ضد العمليات الجراحية لإنقاص الوزن بل أدعمها ويدعمها زملائي الجراحون ولكن عندما تكون الحل الأوحد أي عندما تكون الأخطار الصحية للسمنة أكثر من أخطار مضاعفات الجراحة . كما أنه لا يسمح لعمل الجراحة إلا بعد تجاوز مؤشر كتلة لجسم 40 وهو حاصل قسمة وزن الشخص بالكيلجرام على مربع الطول بالمتر ، أي تكون الزيادة في الوزن أكثر من 65% من الوزن الأصلي فمثلا من كان وزنه الطبيعي 70 كجم لابد أن يتجاوز وزنه 116 كجم لتكون العمليات أحد الخيارات وليست الخيار الأول .