منتدى شاكر الخالدي
عزيزي الزائر تفضل بالتسجيل معنا ليزداد المنتدى إشراقا بكم وإذا لم ترغب بذلك فتفضل بزيارة الأقسام التي تريدها
منتدى شاكر الخالدي
عزيزي الزائر تفضل بالتسجيل معنا ليزداد المنتدى إشراقا بكم وإذا لم ترغب بذلك فتفضل بزيارة الأقسام التي تريدها
منتدى شاكر الخالدي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شاكر الخالدي

المنتدى يختص بنشر دروس تعليمية للبرامج مثل الفوتوشوب وسويج ماكس وغيرها مع تحميل البرامج الجميلة ونشر مواضيع مختصة بالطب البديل ومواضيع علمية متنوعة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولمركز التحميل

 

 عـــرق النــسا ومايسبب حدوثه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شاكر عبد الرحمن
Admin
شاكر عبد الرحمن


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 10669
تاريخ التسجيل : 07/06/2011
الموقع : العراق

عـــرق النــسا ومايسبب حدوثه Empty
مُساهمةموضوع: عـــرق النــسا ومايسبب حدوثه   عـــرق النــسا ومايسبب حدوثه I_icon_minitime2/6/2016, 11:37 am

ياسر محمد البحيري


إن أمراض الغضاريف التي تقع في أسفل الظهر بين الفقرات القطنية عادةً تكون مزمنة وتؤدي إلى آلام تذهب وتعود على مدى السنين أو الأشهر وتكون متركزة في أسفل الظهر وتزداد مع المجهود والقيام بأعمال شاقة مثل حمل الأثقال وغير ذلك وفي هذه المرحلة يكون المرض متركزاً في الغضروف؛ حيث يكون على شكل جفاف الغضروف وتهتك وتآكل بدون وجود إنزلاق غضروفي. وفي مرحلة ما قد يقوم المريض بعمل حركة مفاجئة وقد لا تكون شديدة أو مجهدة تؤدي هذه الحركة إلى حدوث فتق في الحلقة الغضروفية مما يؤدي إلى خروج المادة الجلاتينية الموجودة داخل الغضروف من هذه الحلقة وضغطها على الأعصاب التي تغذي الساقين وفي هذه الحالة يبدأ الشعور بآلام شديدة ومبرحة في منطقة زر الورك ومنطقة الفخذ والساق والقدم وقد يصاحبها وجود خدور وتنمل. هذا الفتق نتيجة هذه الحركة المفاجئة هو مايؤدي إلى حدوث الانزلاق الغضروفي والأعراض التي تصاحبه والمعروفة عند العامة بمرض عرق النسا. وعرق النسا يكون نتيجة الضغط على العصب بواسطة المادة الجلاتينية المنزلقة ويؤدي إلى ظهور الأعراض بالإضافة إلى وجود تحدد شديد في حركة الفقرات القطنية وعدم القدرة على الركوع وعدم القدرة على رفع الساق المصابة بالمرض، وأيضاً عدم القدرة على المشي بشكل طبيعي. وفي كثيرمن المرضى تكون هذه الأعراض مفاجئة ويستغرب المريض والمريضة حدوثها ليس فقط لشدتها وتأثيرها عليه بل لأنه لا يتذكر حدوث أي شيء مهم قبل أن يشعر بهذه الأعراض.

الجلسة الأرضية وكثرة الانحناء تساعدان على ظهور عرق النسا!
ياسر محمد البحيري


إن المرض المعروف بعرق النسا (Sciatica) هو مرض معروف منذ قديم الزمان وعرفته العرب والعجم وعرفوا أعراضه ووصفوها بدقة. وقد سمته العرب بعرق النسا لأن المرض يصيب العصب الوركي الطويل (Sciatic nerve) . وبما أنهم لم يكونوا يعرفون الفرق بين الشرايين والأوردة التي هي العروق وبين الأعصاب فقد سمي مجازاً بالعرق. أما كلمة النسا فهي صحيحة حيث أن هذا العصب الوركي هو أطول عصب في الجسم ويمتد من منطقة الفقرات القطنية في أسفل الظهر ويمر خلف الورك ثم خلف الفخذ ثم يتفرع لتصل فروعه إلى أصابع القدم. إذاً فكلمة عرق ليست دقيقة أما كلمة النسا والتي تعني بالعربية الفصحى الطويل فهي دقيقة تماماً. وقد استخدمت هذه التسمية من قبل الناس قديماً وحديثاً لتصف آلاما تمتد من منطقة أسفل الظهر أو ما يعرف بالعامية بمنطقة زر الورك ثم تمر أسفل إلى المنطقة الخلفية من الفخذ ثم خلف الركبة ثم تصل إلى الساق وتلتف لتصل إلى أصابع القدم. وهذه الآلام تنتج بسبب التهاب أو ضغط على العصب الوركي. وقد استخدم العرب قديماً أساليب مختلفة لعلاج هذا المرض مثل الأعشاب والكي واستخدام الكمادات ودفن جزء من الساق وغمرها في الرمال الساخنة. بالإضافة إلى ذلك استخدموا الحجامة والزيوت بأنواعها لعلاج هذا المرض. أما في العصر الحديث ومع الطب الحديث فنحن الآن نعرف بالضبط ماهية هذا المرض وما هي أسبابه وكيفية طرق علاجه بالطرق الطبية الحديثة.
ما هي أسباب عرق النسا؟
في الواقع أن أسباب هذا المرض كما ذكرنا سابقاً هي التهاب أو ضغط على جذور العصب الوركي في منطقة أسفل الظهر في الفقرات القطنية (Lumbar spine) . هذا الالتهاب ينتج عن ضغط على العصب بسبب انزلاق غضروفي في الفقرات القطنية (herniated disc) أو بسبب تضيق في الفتحات التي تخرج منها الأعصاب التي تكوّن هذا العصب الوركي أو بسبب ضيق القناة الشوكية (Spinal stenosis). وتختلف المسببات بحسب سن المريض. ففي فئة الشباب يكون السبب هو انزلاق غضروفي يخرج من بين الفقرات القطنية ليضغط على العصب ويسبب آلاما حادة وشديدة ومبرحة تظهر خلال فترة أيام أو أسابيع وتزداد مع الحركة أو الجلوس أو أي مجهود. أما في فئة كبار السن فعادةً ما تكون الأعراض أقل حدة وتظهر ببطء وعلى مدى سنين وأشهر وتزداد مع الوقوف أو المشي ولكنها تختفي مع الجلوس. وفي جميع الحالات فإن السبب الرئيسي هو ضغط على جذور الأعصاب عند منطقة خروجها من الفقرات القطنية في أسفل الظهر. هذا الضغط يسبب تهيجا وتورما والتهابا في هذه الأعصاب مما يؤدي إلى الأعراض المعروفة لمرض عرق النسا.
عـــرق النــسا ومايسبب حدوثه D0e8c84f8de42cc9cb3a737672569997
تتضاعف مع مرور الزمن خلال شهور أو سنوات حتى تصبح مزعجة ومؤلمة جداً
ما هي أعراض عرق النسا ؟
الأعراض معروفة لدى الغالبية العظمى من الناس وهي تتكون من آلام تمتد من أسفل الظهر إلى الساق هذه الآلام تزداد مع الحركة ومع المشي وربما أيضاً عند الجلوس. وهي تزداد بشدة عند الانحناء للأمام خلال الركوع مثلاً أو خلال الانحناء لالتقاط الأشياء. كما أن المرضى عادةً ما يشعرون بزيادة في هذه الآلام عند العطس أو عند الإصابة بكحة. وفي كثير من الناس يصف المريض أو المريضة هذه الآلام بأنها مثل سيخ النار أو مثل صاعقة الكهرباء في فخذه وساقه. وفي بعض الحالات قد يكون هناك شعور بالخدر أو التنميل في منطقة الساق وأصابع القدم. وفي حالة إهمال العلاج وفي حالة تطور هذا المرض فإن العضلات التي تغذيها أفرع العصب الوركي تبدأ بالضمور وقد يصيبها شلل جزئي مما يؤدي إلى صعوبة تحريك القدم إلى أسفل أو إلى أعلى (Foot drop) حسب العصب المصاب. أما في الحالات التي يكون فيها الانزلاق الغضروفي شديداً وضخماً وحاداً بحيث يضغط على أكثر من جزء من الأعصاب التي تمر في القنوات العصبية في أسفل الظهر فإن هذا قد يؤدي إلى خلل في وظيفة المثانة البولية أو في وظائف مخارج البراز مما يؤدي إلى احتباس البول وفقدان التحكم في القدرة على التبرز لا سمح الله. وهذه الحالات قليلة ونادرة ولكنها خطيرة. وقد تكون أعراض مرض عرق النسا مفاجئة وشديدة منذ البداية وقد تكون أيضاً بسيطة وتذهب وتعود على فترات ثم تزداد شدتها مع مرور الزمن خلال شهور أو سنوات حتى تصبح مزعجة ومؤلمة جداً بالنسبة للمريض.
العوامل التي تؤدي إلى ظهور هذا المرض
هناك الكثير من العوامل التي تؤدي إلى ظهور عرق النسا عن طريق الانزلاق الغضروفي أو ضيق القناة الشوكية. ولكن أهم هذه العوامل هي عدم العناية بأسفل الظهر ومنطقة الفقرات القطنية. ولذلك فهذا المرض منتشر في المجتمعات التي تقل فيها اللياقة والتي تزداد فيها أوزان الناس. كما أن الجلوس على الأرض في وضعيات غير صحية لفترات طويلة يزيد من الضغط على الفقرات القطنية وبالتالي يزيد من احتمالات ظهور هذا المرض. وفي بعض الناس قد تكون طبيعة جلوسهم خلال العمل أو طبيعة أعمالهم التي تتطلب مجهود شاقاً والتقاط الأشياء من الأرض أو الانحناء لفترات طويلة من العوامل التي تؤدي إلى ظهور هذا المرض. وفي بعض الناس قد تكون هناك عوامل وراثية أو جينية تؤدي إلى ضعف الحلقة التي تكون الغضروف للفقرات القطنية وبالتالي تؤدي إلى سرعة ظهور الفتق فيها وظهور الانزلاق الغضروفي. وفي كبار السن قد يكون السبب هو خشونة الفقرات التي تؤدي إلى ظهور زوائد عظمية تتكون على مدى سنوات ثم تضغط على الأعصاب مسببةً أعراض عرق النسا.
عـــرق النــسا ومايسبب حدوثه 456e9403d59b40e3d97cff0fcef3353d
الآلام تزداد مع الحركة والمشي وربما أيضاً عند الجلوس
تشخيص المرض
عادةً ما يكون التشخيص بعد الاستماع للأعراض التي يصفها المريض والتي تتكون من الأعراض التي ذكرناها سابقاً وبعد ذلك يتم فحص المريض الذي يبين وجود تحدد في حركة الفقرات القطنية وكذلك حركة رفع الساق اليمنى أو اليسرى حسب طبيعة الانزلاق الغضروفي. بالإضافة إلى ذلك فقد يكون هناك نقص في الإحساس في الساق المصابة وكذلك فقدان الانعكاسات العصبية عند مفصل الركبة أو عند مفصل الكاحل. وفي الحالات الشديدة قد يكون هناك شلل جزئي في عضلات الساق. وفي كثير من المرضى الذين يراجعوننا في العيادة تظهر آثار طرق علاجية سابقة مثل آثار الكي أو آثار الحجامة أو آثار وخزات الإبر الصينية. وفي بعض الحالات قد يأتي المريض على كرسي متحرك ولا يستطيع الوقوف أو المشي بسبب شدة الآلام. أما في حالات أخرى فهو يأتي واقفاً ولا يستطيع الجلوس بسبب شدة الآلام ويكون في حال أفضل إذا وقف خلال الفحص والزيارة الطبية. وبعد الفحص السريري يأتي دور الأجهزة التشخيصية والتي أهمها أشعة الرنين المغناطيسي للفقرات القطنية (MRI). فهذه الأشعة هي أفضل وأحدث وأدق طريقة لتشخيص السبب الكامن وراء مرض عرق النسا والذي عادةً ما يكون انزلاقاً غضروفياً أو ضيقاً في القناة الشوكية كما ذكرنا سابقاً. أما الأشعة السينية العادية (X-ray) فهي ليست ذات فائدة في تشخيص هذا المرض لأنها تبين بالوضوح الفقرات القطنية فقط ولا تعطينا أية فكرة عن الغضروف ومدى تآكله ومدى انزلاقه وكذلك لا تعطينا فكرة عن الأعصاب ومدى تأثرها بعكس أشعة الرنين المغناطيسي التي تبين بوضوح مكان الانزلاق الغضروفي وتأثره ومدى تأثر العصب. أما التحاليل المخبرية فهي أيضاً ليست ذات فائدة تذكر في تشخيص هذا المرض وإنما نلجأ إليها عندما نقرر عمل جراحة لإزالة الانزلاق الغضروفي وفي هذه الحالة فهي جزء من عملية إعداد المريض قبل الجراحة. أما في المرضى الذين لا يتحملون أشعة الرنين المغناطيسي المغلقة فهناك جهاز الرنين المغناطيسي المفتوح الذي يؤدي نفس الغرض.
عـــرق النــسا ومايسبب حدوثه 5778ef2a1f31434c2972ad1e79e48e9f
قد يكون هناك شعور بالخدر أو التنميل في منطقة الساق وأصابع القدم
عـــرق النــسا ومايسبب حدوثه E3a911640a82b0d835acb0abb532c81b

عاداتنا اليومية أدت إلى انتشار الإصابة بالانزلاق الغضروفي وعرق النسا
عـــرق النــسا ومايسبب حدوثه 664554c5f3752fdc29b6c49334aeacd3
آلام مبرحة
ياسر محمد البحيري


سأذكر لكم حالة مريض في العقد الرابع من العمر أي في بداية الثلاثينات حضر إلى العيادة يشتكي من آلام شديدة ومبرحة في أسفل الظهر تمتد إلى الساق اليمنى حدثت عندما كان يقوم بحركة روتينية يومية يقوم بها دائماً ألا وهي رفع الرجل على المغسلة أثناء قيامه بغسل قدمه عند الوضوء. ويعود تاريخه المرضي إلى سنتين أو ثلاث سنوات كان يعاني خلالها من آلام في منطقة أسفل الظهر تأتي وتذهب مع الإجهاد وتستمر لبضعة أيام يقوم خلالها بتناول قسط من الراحة وتعاطي الأدوية المسكنة للآلام والمرخية للعضلات وتتحسن حالته بعدها وكان متأقلماً مع آلام الظهر هذه ويحاول تجنب الإجهاد وحمل الأشياء الثقيلة لكي يتفادها. إلا أنه في اليوم السابق لحدوث الآلام الشديدة التي أجبرته على القدوم إلى العيادة كان يرفع رجله كما ذكرنا سابقاً للقيام لغسلها عند الوضوء عندما شعر بآلام شديدة ومبرحة في أسفل الظهر امتددت إلى الفخذ والساق اليمنى وأسقطته على الأرض حيث بقيَ لمدة نصف ساعة ثم قام بعد ذلك بمساعدة أهله وتناول بعض المسكنات حيث خفت الآلام ولكنها ما زالت مبرحة عندما أتى إلى العيادة. وعند فحصه سريرياً تبين المريض لا يستطيع الجلوس حيث إن الجلوس يؤدي إلى زيادة الآلام على ظهره ورجله وكان يفضل الوقوف عند الفحص وعند إعطاء تاريخه المرضي كما أنه من الواضح أنه كان لديه ميلان في الجسم (Sciatic list) إلى الناحية اليسرى ولم يعد قوامه مستقيماً نتيجة هذه الآلام التي يشعر بها. وعند فحصه سريرياً تبين أنه يعاني من تحدد شديد في حركة أسفل الظهر ولا يستطيع القيام بعملية الركوع ولديه ضعف في عضلات الساق اليمنى. وقد أظهرت أشعة الرنين المغناطيسي (MRI) بأن لديه إنزلاقاً غضروفياً بين الفقرة القطنية الرابعة والفقرة القطنية الخامسة يضغط على العصب المغذي للفخذ والساق في الناحية اليمنى ويؤدي إلى هذه الآلام الشديدة والمبرحة. وقد تفاجأ المريض بهذا التشخيص وكان السؤال الملح الذي كان يكرره دائماً هو لماذا أصيب بالانزلاق الغضروفي هذه المرة حيث إنه لن يقم بأي مجهود شديد يذكر ولم يقم بحمل أثقال.
التفسير المنطقي
في الواقع أن قصة هذا المريض والعشرات غيره هي قصة واقعية ومنطقية جداً جداً حيث إن أمراض الغضاريف التي تقع في أسفل الظهربين الفقرات القطنية عادةً تكون مزمنة (Chronic)وتؤدي إلى آلام تذهب وتعود على مدى السنين أو الأشهر وتكون متركزة في أسفل الظهر وتزداد مع المجهود والقيام بأعمال شاقة مثل حمل الأثقال وغير ذلك وفي هذه المرحلة يكون المرض متركزاً في الغضروف حيث يكون على شكل جفاف الغضروف وتهتك وتآكل (Bulge) بدون وجود انزلاق غضروفي. وفي مرحلة ما قد يقوم المريض بعمل حركة مفاجئة وقد لا تكون شديدة أو مجهدة تؤدي هذه الحركة إلى حدوث فتق في الحلقة الغضروفية مما يؤدي إلى خروج المادة الجلاتينية الموجودة داخل الغضروف من هذه الحلقة (Herniation) وضغطها على الأعصاب التي تغذي الساقين وفي هذه الحالة يبدأ الشعور بآلام شديدة ومبرحة في منطقة زر الورك ومنطقة الفخذ والساق والقدم وقد يصاحبها وجود خدور وتنمل (Sciatica). هذا الفتق نتيجة هذه الحركة المفاجئة هو ما يؤدي إلى حدوث الانزلاق الغضروفي والأعراض التي تصاحبه والمعروفة عند العامة بمرض عرق النسا. وعرق النسا يكون نتيجة الضغط على العصب بواسطة المادة الجلاتينية المنزلقة ويؤدي إلى ظهور الأعراض التي ذكرناها سابقاً بالإضافة إلى وجود تحدد شديد في حركة الفقرات القطنية وعدم القدرة على الركوع وعدم القدرة على رفع الساق المصابة بالمرض وأيضاً عدم القدرة على المشي بشكل طبيعي. وفي كثير من المرضى تكون هذه الأعراض مفاجئة ويستغرب المريض والمريضة حدوثها ليس فقط لشدتها وتأثيرها عليه بل لأنه لايتذكر حدوث أي شيء مهم قبل أن يشعر بهذه الأعراض. ولكن هناك الكثير من الحركات والأنشطة الخاطئة التي نمارسها خلال حياتنا اليومية والتي قد تؤدي إلى حدوث مثل هذه الأعراض التي ذكرناها سابقاً ولذلك من الواجب على مريض آلام أسفل الظهر المزمنة بل وحتى على الشخص الطبيعي محاولة تفادي الحركات والوضعيات السيئة التي قد تؤدي إلى حدوث الإنزلاق الغضروفي لاسمح الله. وفي ما يلي سوف نحاول استعراض هذه الحركات والوضعيات السيئة من خلال تجربتنا في علاج هؤلاء المرضى خصوصاً في مجتمعنا وذلك بغرض التعريف بها بحيث يمكن بإذن الله تفاديها وتفادي حدوث الآلام الشديدة المصاحبة لها. ولكن في البداية سوف نستعرض الوضع الطبيعي من الناحية التشريحية والفسيولوجية لمنطقة أسفل الظهر حتى نعرف بعد ذلك المغزى من المحافظة عليه ولكي نعرف لماذا تؤدي الوضعيات والحركات الخاطئة إلى حدوث الأمراض في هذه المنطقة.
التقوس الطبيعي في الفقرات القطنية
سوف أبدأ بتوجيه سؤال بسيط وهو لماذا نلاحظ أن في بعض مقاعد الطائرات وبعض مقاعد السيارات الفاخرة يوجد هناك بروز في مسند الظهر في الجزء الأسفل منه(Lumbar support)؟
في الواقع أن هذا البروز الهدف منه هو المحافظة على تقوس الطبيعي في منطقة الفقرات القطنية (Lumbar lordosis). لأن الله عزوجل خلق جسم الإنسان بشكل مثالي للقيام بالوظائف المحوطة به. وفي منطقة أسفل الظهر ومنطقة الفقرات القطنية فإن هناك تقوساً طبيعي أو ميول طبيعي في هذه المنطقة بحيث تكون المنطقة بارزة إلى الأمام ويكون هناك فراغ بسيط في منطقة خلف الظهرلأن هذا الوضع يؤدي إلى تخفيف الضغط على الغضاريف والقيام بعملها بشكل مثالي. ولذلك فإن هذا التقوس مهم جداً للمحافظة على سلامة الغضاريف وعلى سلامة الظهر وعلى استقامة القوام بحيث يكون الرأس والعنق متمركزين فوق منطقة الفقرات القطنية والعجزية. وأي نشاط أو مجهود يؤدي إلى الإخلال بهذا التقوس الطبيعي الفسيولوجي قد يؤدي مع مرور الزمن إلى حدوث إصابات تراكمية وإجهاد وخشونة وجفاف في منطقة أسفل الظهر بما في ذلك الغضاريف التي تقع بين الفقرات وأيضاً العظام التي تكون الفقرات نفسها وكذلك المفاصل الخلفية في منطقة أسفل الظهر مما يؤدي إلى حدوث خشونة مبكرة ويؤدي إلى ظهور جميع الأمراض التي تصيب منطقة أسفل الظهر مثل الإنزلاق الغضروفي (disc prolapse) وضيق القناة الشوكية (Spinal stenosis) وخشونة المفاصل (Spondylosis) وغير ذلك. وإذا ما نظرنا إلى حياتنا وأنشطتنا اليومية وعاداتنا وخصوصاً في المجتمعات الشرقية ومن ضمنها مجتمعنا المحلي سوف نجد أن هناك العديد من الحركات والأنشطة التي نقوم بها والتي تؤدي إلى التأثير والتغير في هذا التقوس الطبيعي الفسيولوجي في منطقة أسفل الظهر وتؤدي إلى فقدان هذا التقوس (Loss of lumbar lordosis) وبالتالي تؤدي مع مرور الزمن إلى حدوث الأمراض التي ذكرناها سابقاً وتفسر بشكل كبير سبب انتشار هذه الأمراض والآلام في مجتمعنا.

خطورة إهمال علاج إلانزلاق الغضروفي
محمد حسن عدار


إن الغضروف الواقع في المنطقة ما بين الفقرات القطنية والمعروف بالديسك يتكون من حلقة خارجية من الألياف بداخلها مادة جيلاتينية مهمتها امتصاص الصدمات وتأمين المرونة لحركة الفقرات القطنية. ويحدث الإنزلاق الغضروفي عندما ينزلق الجزء الجيلاتيني ويخرج عبر فتق في الجزء الليفي من الديسك. هذا الجزء الجيلاتيني الرخو ينزلق نحو القنوات العصبية ويضغط على أجزاء من الأعصاب وبالتالي يؤدي إلى ألم في الظهر والفخذ والساق، وهو ما يعرف عند العامة بعرق النسا. هذه الآلام تختلف في شدتها من آلام بسيطة ومتفرقة إلى آلام قد تكون شديدة ومبرحة وتمنع المريض من القدرة على الوقوف والمشي. وهي تزداد مع الحركات التي تتطلب ثني الفقرات القطنية كحركة الركوع عند الصلاة والإنحناء عند الوضوء وعند التقاط الأشياء من الأرض. كل هذه الأعراض تكون نتيجة ضغط الإنزلاق الغضروفي على الأعصاب الطرفية وتهيجها وحدوث التهابات فيها. ومع مرور الوقت وعند الإهمال في علاج هذه الحالات فإن الضغط على العصب قد يؤدي إلى تغير في الإحساس في المنطقة التي يغذيها العصب وإلى ضمور في العضلات بسبب الضغط على الجزء الحركي من الأعصاب وبسبب عدم استخدام هذه العضلات نتيجة الألم عند حركتها.
كما أن الآلام قد تزداد حدتها ولا تستجيب للمسكنات ومضادات الالتهابات.
أما في الحالات القليلة التي يكون الانزلاق الغضروفي فيها شديداً ويستمر الضغط على الأعصاب لفترات طويلة فإن أجزاء الأعصاب التي تغذي العضلات الصغيرة المسؤولة عن التحكم في مخارج البول والبراز والمسؤولة عن الانتصاب في الرجال قد تتأثر بدرجات متفاوتة وتؤدي إلى خلل في عمل هذه المخارج وفي وظيفة الانتصاب. وعلى الرغم من أن جميع هذه المضاعفات الناتجة عن الإهمال والتأخير في تشخيص وعلاج الإنزلاق الغضروفي في الفقرات القطنية واردة الحدوث ونراها فعلاً بين الحين والآخر، إلا أنه يجب التنويه بأن زيادة الوعي والتثقيف الطبي لدى المرضى قد ساهم بشكل فعال في تلافي حدوث هذه المضاعفات. ولهذا فإننا ننصح المرضى بعدم التأخر أو التردد في مراجعة الطبيب عند الشعور بأعراض هذا المرض وعدم الإهمال في علاج هذه الحالات وعدم الانسياق وراء الآراء غير العلمية حول هذا المرض وطرق علاجه.

عرق النسا... آخر الدواء الجراحة !!!
ياسر محمد البحيري


لقد أثبتت الدراسات الطبية بأن الغالبية العظمى من الناس تتعرض لآلام الظهر في مرحلة ما خلال الحياة. وعلى الرغم من أن هذه الآلام لها أسباب كثيرة، إلا أن الانزلاق الغضروفي في الفقرات القطنية يعتبر من أهم الأسباب التي تصيب الناس في جميع مراحل العمر وتؤدي إلى آلام مبرحة في الظهر وفي الساقين. وهناك العديد من الأسباب والعوامل التي تمت دراستها والتي قد تساهم في ظهور هذا المرض مثل زيادة الوزن وانعدام اللياقة البدنية وترهل عضلات البطن والظهر والأعمال الشاقة التي تتطلب مجهودا على أسفل الظهر والجلوس بطريقة خاطئة لفترات طويلة والانحناء المتكرر والتقاط الأغراض من الأرض بطريقة خاطئة. بالإضافة إلى ذلك فقد تكون بعض العوامل الوراثية مسئولة عن ضعف في تركيبة غضاريف الظهر وبالتالي تؤدي إلى زيادة التعرض للانزلاق الغضروفي.
ما هو الانزلاق الغضروفي؟
إن الغضروف القطني أو الديسك هي جزء من العمود الفقري يوجد بين الفقرات ليمتص الصدمات ويعطي العمود الفقري مرونته وحركته. هذه الديسك تتكون من حلقة خارجية من الألياف بداخلها مادة جيلاتينية ويحدث الانزلاق الغضروفي عندما ينزلق الجزء الجيلاتيني الداخلي ويخرج عبر فتق في الجزء الليفي الخارجي ويتجه نحو القنوات العصبية ليضغط على الأعصاب الطرفية مسببا آلاما مبرحة في منطقة الورك والفخذ والساق وهو ما يعرف عند العامة بعرق النسا (بفتح النون).
أعراض المرض:
عادة ما يشتكي المريض أو المريضة من آلام مزمنة تزداد وتنقص شدتها حسب المجهود لعدة شهور ثم تزداد في أسفل الظهر بشكل كبير وتنزل إلى منطقة الورك والجزء الخلفي من الفخذ الأيمن أو الأيسر وإلى الساق والقدم وقد يصحبها شعور بالخدر أو التنميل في الساق. هذه الآلام قد تكون شديدة لدرجة أن المريض لا يستطيع الوقوف أو المشي ولو لعدة أمتار من دون ألم، أما في الحالات المتقدمة والشديدة والتي يتم إهمالها فقد يؤدي الضغط على الأعصاب إلى تأثر في وظيفة المخارج مما يؤدي إلى احتباس البول وفقدان التحكم في إخراج البراز.
التشخيص:
في البداية يقوم الطبيب المعالج بأخذ التاريخ المرضي ثم بعد ذلك يقوم بعمل فحص دقيق لحركة الفقرات القطنية والأعصاب الطرفية في الساقين لتحديد قوة العضلات ومدى التغير في الإحساس والانعكاسات العصبية بعد ذلك يتم إجراء أشعة رنين مغناطيسي للفقرات القطنية وهي الطريقة المثلى والأسلم لتحديد مكان الانزلاق الغضروفي ومدى شدته وكمية الضغط الناتج على الأعصاب الطرفية.
عـــرق النــسا ومايسبب حدوثه 2b8cb7a200147fa018d1e653e26d9205
العلاج التحفظي:
عندما يكون المرض في مراحله الأولى وعندما تكون الآلام بسيطة ولا يوجد ضغط على الأعصاب الطرفية فإنه من الأفضل البدء بما يعرف بالعلاج التحفظي غير الجراحي والذي يتكون من الراحة لبضعة أيام واستخدام الأدوية المسكنة للآلام والأدوية المضادة لالتهاب المفاضل (ب) المركب، بعد ذلك تبدأ مرحلة العلاج الطبيعي الذي يساعد على التحقق من حدة الآلام ثم يعمل على تقوية العضلات المحيطة بالعمود الفقري بالإضافة إلى ذلك فإنه من المهم تجنب الحركات المجهدة لأسفل الظهر كالانحناء والجلوس على الأرض واستخدام الحمام العربي وحمل الأثقال وفي بعض الأحيان قد يتم اللجوء إلى حقن إبرة تحتوي على مادة الكورتيزون حول الانزلاق الغضروفي بغرض التقليل من الالتهاب حول الأعصاب الطرفية، إلا أن مفعولها غير مضمون وقد يكون مؤقتا.
العلاج الجراحي:
في الحالات الشديدة أو التي لا تستجيب للعلاج التحفظي فإن التدخل الجراحي قد يكون ضروريا وهو عبارة عن عملية استئصال الجزء المنزلق من الديسك والذي يضغط على ازالة الأعصاب عن طريق جرح صغير (2 : 3 سم) في أسفل الظهر وباستخدام الميكروسكوب الجراحي.
هذه الجراحة عادة ما تستغرق من 45 إلى 60 دقيقة ويتم إجراؤها تحت تخدير كامل وتصل نسبة نجاحها إلى أكثر من 95% وعادة ما يصحو المريض من البنج وقد زالت آلام الساق، أما ألم الجرح فيكون بسيطا ويستمر ليوم أو يومين يتم خلالها أخذ مسكنات بسيطة له وفي الغالبية العظمى يستطيع الخروج من المستشفى خلال يوم أو يومين بعد العملية ويستطيع المشي والجلوس والسفر بالطائرة أو السيارة لمسافات قصيرة، أما بالنسبة للعودة للعمل فذلك ممكن خلال ثلاثة أسابيع للأعمال المكتبية وستة أسابيع للأعمال الميدانية. ومع التقدم في مجال جراحة العمود الفقري فإن هذه العمليات تعتبر آمنة جدا وهي جراحة روتينية في المراكز المتقدمة. وقد ظهرت في السنوات الأخيرة العديد من الطرق الجراحية البديلة لاستئصال الانزلاق الغضروفي عن طريق الانزيمات أو المنظار أو باستخدام الليزر الجراحي إلا أن نتائجها كانت دون المستوى المطلوب فأثبتت فشلها في الغالبية العظمى من المرضى وبالتالي فإن تطبيقاتها أصبحت محدودة جدا.
الطب البديل:
قد يلجأ بعض المرضى إلى الطب البديل أو الطب الشعبي مثل الحجامة والكي والإبر الصينية وحمامات الرمل الساخن وبعض الأعشاب كالحلبة وغيرها، وعلى الرغم من أنها قد تؤدي إلى تحسن مؤقت للألم، إلا أن الأبحاث الطبية والعلمية لم تثبت فعالية هذه الطرق البديلة، ومفعولها من الناحية العلمية مشابه لمفعول الأدوية المسكنة.
الوقاية من الديسك:
يجب تطبيق النصائح التالية:
1 - المحافظة على الوزن المثالي.
2 - المداومة على مزاولة التمارين الرياضية والتي تساعد على تقوية عضلات أسفل البطن والظهر.
3 - استخدام الطرق الصحيحة لرفع الأشياء أو تحريكها.
4 - المحافظة على استقامة الظهر عند الجلوس والمشي.
5 - استخدام الأجهزة المساندة كالمراتب الطبية ومخدات أسفل الظهر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkhaldy.forumarabia.com
 
عـــرق النــسا ومايسبب حدوثه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تكرار الإجهاض..تدخين الزوجين قد يكون سبب حدوثه!!
» البلوغ المبكر.. عوامل خطورة حدوثه في البنات أكثر من الأولاد
» المشي أثناء النوم.. التعب والإرهاق يزيدان من احتمال حدوثه!
» الفشل الكلوي الحاد..توفر العناية الطبية اللازمة السريعة تقي من حدوثه
» الماء الأزرق.. نبات المردقوش يمنع حدوثه وعنب الأحراج لكل علة في العين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شاكر الخالدي :: الفئة الأولى :: المنتدى الثالث - قسم الأمراض العام :: العظام والمفاصل-
انتقل الى: