هل شعرت في وقتٍ من الأوقات وكأن فمك ممتلئٌ بالقطن أو الرمل؟ ذلك هو الشعور بجفاف الفم، وهو ناتجٌ عن انخفاض إفراز اللعاب.
عادة، فإن الأشخاص البالغين الذين يتمتعون بصحةٍ جيدةٍ يفرزون تقريباً لتراً ونصف من اللعاب يومياَ.
وغالباَ ما تكون متلازمة جفاف الفم نتيجةَ للأدوية كمضادات الهستامين، ومزيلات الاحتقان، ومضادات الاكتئاب، ومسكّنات الآلام، ومدرّات البول. وتكون أعراض تلك المتلازمة في العادة مؤقّتة.
كما يمكن لبعض الحالات المرضية أن تؤدي إلى انخفاض إفراز اللعاب كمتلازمة شوغرن (جفاف الملتحمة)، أو أمراض السكّري أو السكتة الدماغية.
ويشعر الناس بجفافٍ في الفم في الغالب عندما يكونوا في حالة إجهادٍ وقلقٍ شديدين.
كما أنه من الشائع أن يتأثر إفراز الغدد اللعابية بالعلاج الإشعاعي أثناء تلقي العلاج لسرطان الفم.
بل حتى التغيرات الهرمونية أثناء الحمل، أو توقف الدورة الشهرية عند بلوغ سن اليأس يمكن أن يؤدي إلى جفاف الفم.
يمكنكم غالباً أن تعرفوا ما إذا كنتم تعانون من جفاف الفم أم لا، فعندها ستشعرون أن لعابكم سميك ولزج، وسيصبح لسانكم خشناَ وجافّاَ، وستشعرون بالتهاب الحلق، وتعانون من صعوبةٍ في البلع أو المضغ أو الكلام.
ويمكن في حالة عدم الإفراز الكافي للّعاب، والذي يقضي على البكتيريا الضارة في الفم، أن تظهر أعراضٌ مثل روائح الفم الكريهة وأمراض اللثة، بالإضافة إلى تجاويفٍ عدة على امتداد جذور الأسنان.
بل قد تحدث تغيرات في حاسّة التذوق لديكم في حالة نقص إفراز اللعاب.
هل هناك أخبار جيدة؟ نعم، الخبر الجيد هو أن التعامل مع جفاف الفم ليس بالأمر الصعب عادةً، إذ يمكن تحفيز إفراز اللعاب عن طريق تناول حلوى أو مضغ علكة خاليين من السكّر. كما وُجد أن شرب الماء باستمرار، عوضاً عن القهوة أو الصودا أو الكحول، مع مص شرائح الثلج قد يساعد على ترطيب الفم.
ويمكنكم أيضاً استعمال مستحضرات خاصة للفم من غسول فم أو رذاذ أو مرهم ، بالإضافة إلى بدائلٍ صناعيةٍ لللعاب تباع في الصيدليات، واللتي من شأنها أن تساهم في ترطيب الفم.
إذا كنتم تتناولون بعض الأدوية المسببة لجفاف الفم، ولم تؤدي أياً من الحلول السابقة إلى نتائجٍ إيجابية، فينبغي عليكم حينئذٍ استشارة طبيبكم بخصوص تغيير تلك الأدوية إن أمكن.