تركز تغذية المصابين بداء السكري على الأطعمة الصحية، ولكن يمكنك تناول الحلوى من حين لآخر من دون الشعور بالذنب، أو التعارض بشكل كبير مع التحكم في سكر الدم، حيث يتمثل مفتاح التغذية المناسبة لمرضى السكري في الاعتدال.
** ما لا تعرفه عن السكر
ظل مرضى داء السكري لسنوات يُحَذّرون من تناول الحلويات، إلى أن تغيّر فهم الباحثين عن التغذية المناسبة للمرضى المصابين بداء السكري.
- كل ما يهم هو إجمالي مقدار الكربوهيدرات
كان يُعتقد في الماضي أن العسل والحلوى وغيرها من الحلويات تزيد من مستوى سكر الدم، بشكل أسرع وأكبر مما تحدثه الفواكه أو الخضروات أو الأطعمة النشوية، مثل البطاطس أو المعكرونة، أو خبز الحبوب الكاملة، إلا أن هذا غير صحيح، طالما أن الحلويات تؤكل مع الوجبة وبشكل متوازن مع الأطعمة الأخرى في مخطط وجباتك.
ورغم أن تأثير الأنواع المختلفة للكربوهيدرات على مستوى سكر الدم قد يتباين، إلا أن المقدار الإجمالي للكربوهيدرات هو بالفعل ما يهم.
- لا تسرف في تناول السعرات الحرارية الفارغة
لا يزال من الأفضل التفكير في الحلويات باعتبارها فقط جزءا صغيرا من الخطة العامة للتغذية المناسبة للمرضى المصابين بداء السكري.
تحتوي الحلوى والكعك والحلويات الأخرى على مقدار قليل من الفيتامينات والمعادن، وغالبا ما تكون غنية بالدهون والسعرات الحرارية. لذلك سوف تحصل على المزيد من السعرات الحرارية الفارغة (السعرات الحرارية الخالية من العناصر الغذائية الأساسية الموجودة في الأطعمة الصحية)، عند تناول الحلويات.
- اصنع كعكتك المفضلة وتناولها
احسب الحلويات باعتبارها كربوهيدرات في خطة الطعام لديك. وتتمثل الخدعة في أن تستبدل أجزاء صغيرة من الحلوى بأنواع أخرى من الكربوهيدرات (مثل الخبز، التورتيلا، الأرز، البسكويت، الحبوب، الفواكه، العصائر، الحليب، الزبادي، البطاطس)، في وجبات الطعام.
* لكي تسمح بحيز للحلويات كجزء من وجبة طعام، فإن لديك خيارين:1- استبدال بعض أنواع الكربوهيدرات في وجبة الطعام لديك بالحلويات.
2- استبدال الطعام الذي يحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات في وجبتك بشيء ما يحتوي على كربوهيدرات أقل، وتناول الكربوهيدرات المتبقية في مخططك على أنها حلويات.
مثلاً، لنفترض أن عشاءك النموذجي عبارة عن صدور دجاج مشوية، وبطاطس متوسطة الطهي، وشريحة من خبز الحبوب الكاملة، وسلطة خضار وفواكه طازجة، فإذا رغبت في تناول قطعة كاب - كيك صغيرة بالكريمة بعد الوجبة، فابحث عن طريقة للحفاظ على إجمالي الكربوهيدرات في الوجبة نفسها.
يمكنك استبدال شريحة الخبز والفواكه الطازجة بالكاب - كيك، أو استبدال البطاطس بخضار منخفض الكربوهيدرات مثل البروكلي. وعن طريق إضافة الكاب - كيك بعد هذه الوجبة يمكنك الحفاظ على إجمالي الكربوهيدرات نفسه.
فقط تذكّر أن حجم وجبة الحلويات يمكن أن يختلف بشكل كبير، ولذلك حاول أن تحسب عدد الكربوهيدرات بأكبر قدر ممكن من الدقة.
وللتأكد من قدرتك على إجراء مبادلات متساوية، اقرأ ملصقات الأغذية بعناية، وتأكد من الرجوع إلى اختصاصي التغذية في حالة وجود أية أسئلة. اطَّلع على إجمالي الكربوهيدرات في كل مادة غذائية، وهذا سيحدد حجم الكربوهيدرات الذي تتناوله في الوجبة الواحدة من الطعام.
- فكر في بدائل السكر
كجزء من تغذية داء السكري، يمكن للمحليات الصناعية أن تمنح حلاوة السكر بدون سعرات حرارية. وقد تساعدك المحليات الصناعية على تقليل السعرات الحرارية، والالتزام بخطة تناول وجبات صحية (خاصة عند استخدامها بدلاً من السكر في القهوة أو الشاي أو على الحبوب أو في المخبوزات).
وفي الواقع، تعتبر المحليات الصناعية أطعمة خالية من السعرات الحرارية، لأنها تحتوي على عدد قليل جدا من السعرات الحرارية، ولا يتم حسابها على أنها كربوهيدرات أو دهون أو أي أطعمة أخرى في تخطيط الوجبات.
* تشمل أمثلة المحليات الصناعية ما يلي:
- أسيسولفام البوتاسيوم (صانيت، سويت وان)
- الأسبارتام (إكوال، ناتراسويت)
- سكرين (شوجارتوين، سويتن لوو)
- سكرلوز (سبليندا)
ولا تمنح المحليات الصناعية تصريحا لتناول الحلويات دون تقييد.
- راقب السعرات الحرارية والكربوهيدرات لديك
لا تزال العديد من المنتجات المصنوعة باستخدام محليات صناعية (مثل المخبوزات أو الزبادي أو البودينج المحلى صناعيا)، تحتوي على سعرات حرارية وكربوهيدرات، ما يمكنها أن تؤثر على مستوى سكر الدم.
- لا تخلو الكحوليات السكرية من السعرات الحرارية
غالبا ما تستخدم الكحوليات السكرية (وهو نوع آخر من المحليات منخفضة السعرات الحرارية)، في الحلويات الخالية من السكر والعلكة والحلوى.
تحقق من ملصقات الأغذية بحثا عن كلمات مثل، إيسومالت ومالتيتول ومانيتول وسوربيتول وزيليتول، وتظل الأطعمة الخالية من السكر المحتوية على كحوليات سكرية تحتوي على سعرات حرارية، ولدى البعض، قد تسبب الكحوليات السكرية الإصابة بالإسهال.
تمنح اثنتان من المحليات المشتقة من مواد طبيعية (ستيفيا أو تروفيا، بيور فيا) و(شراب أغاف)، خيارا آخر عندما يتعلق الأمر بتحلية الأطعمة.
ضع في اعتبارك أن نسبة السكر إلى المادة المُحلِّية تختلف من منتج لآخر، لذلك قد تحتاج إلى التجربة حتى تجد المذاق الذي تحبه. أيضا، لا يخلو شراب أغاف من السعرات الحرارية أو الكربوهيدرات، لذلك لا يتعيّن التفكير فيه عند الرغبة في فقدان الوزن الزائد، إلا أن مؤشره الجلايسيمي أقل من المؤشر الجلايسيمي للسكر، لذلك فهو لا يؤثر على مستوى الغلوكوز بشكل كبير.
- أعد النظر في تعريفك للحلوى
التغذية المناسبة للمرضى المصابين بداء السكري لا تعني بالضرورة الابتعاد عن الحلويات. إذا اشتقت إلى تناول الحلويات، اطلب المساعدة من اختصاصي تغذية معتمد لإدخال الأطعمة المفضلة لديك في خطتك لتناول الوجبات. ويمكن له أن يساعدك أيضا على تقليل مقدار السكر والدهون في وصفات الطعام المفضلة لديك. ولا تُفاجأ إذا تغيّر المذاق لديك أثناء تبني عادات تناول الأطعمة الأكثر صحية. فالطعام الذي كنت تفضله في يوم من الأيام قد يبدو حلوا جدا، وقد تصبح البدائل الصحية فكرة جديدة للأطعمة اللذيذة.