الأدويــة بعد رمضان وتغير النمط الغذائي

الصيدلي/ خالد وليد طاهر*

مع قدوم العيد، يتبادر إلى أذهاننا تساؤلات عن أدويتنا وعن كيفية إعادة جدولتها، كما كانت عليه قبل رمضان، فلا بد من وضع عدة نقاط في عين الاعتبار خلال هذه المرحلة الانتقالية في استخدام الأدوية، وهذه النقاط تشمل إعادة توزيع مواعيد الأدوية بشكل صحيح، بالإضافة إلى استخدام الجرعات الصحيحة والمناسبة لحالتنا الصحية، كما كانت عليه سابقاً، وأيضاً الانتباه من تغيير النمط الغذائي وما يسببه من بعض التداخلات للأغذية مع الأدوية سواءً بزيادة أو نقص فعالية الأدوية.
بالنسبة لإعادة توزيع مواعيد الأدوية واستخدام الجرعات بشكل صحيح: فينبغي علينا أن نحرص في هذه المرحلة الانتقالية، على ترتيب مواعيد الأدوية بشكل صحيح، بما يتوافق مع مواعيد النوم والعمل والنشاطات اليومية الأخرى التي اعتدنا على ممارستها، ويتم هذا التغيير مباشرة بعد رمضان عن طريق تغيير مواعيد الأدوية لما كانت عليه سابقاً، أو تدريجياً خلال عدة أيام إذا كانت أوقاتنا لم تنتظم بعد حتى نصل إلى مواعيدنا السابقة كما كانت عليه قبل رمضان، بعض أدوية الأمراض المزمنة لها تعليمات إضافية خاصة بها، مثلاً، ننصح مريض السكر بحمل جهاز قياس السكر لمراقبة مستوى السكر في الدم خلال هذه الفترة، بالإضافة إلى وجود مادة حالية معه دائماً تحسباً لانخفاض مستوى السكر بشكل مفاجئ قد يحصل خلال إعادة جدولة الأدوية، علماً بأن تغيير أي جرعات في الأدوية يعتمد بشكل أساسي على قراءات مستوى السكر في الدم خاصة مع استخدام إبر الإنسولين.
أما مريض ضغط الدم المرتفع، فينبغي عليه مراعاة تناول أدويته في وقتها مع ملاحظة أهمية قياس الضغط خاصة عند بذل مجهود مضاعف لفترة طويلة، وفيما يخص باقي الأدوية، فيمكن إعادة جدولتها بكل سهولة إلا في حال وجود تعليمات خاصة بالعلاج من الصيدلي أو الطبيب المختص فينبغي اتباعها.
أما بالنسبة للانتباه من تعارضات بعض الأغذية مع الأدوية: فمن التغييرات التي تحدث بعد شهر رمضان تغير في النمط الغذائي، وعند تغيير مواعيد تناول الأدوية يجب الإنتباه من تعارض الأدوية مع الأطعمة، فبعض الأطعمة قد تزيد أو تقلل من مستوى العلاج في الجسم، نذكر مثلاً بعض المشروبات مثل الشاي والقهوة وعصير البرتقال من الممكن أن تزيد هذه المشروبات حمض المعدة وبالتالي زيادة امتصاص بعض الأدوية مثل الأسبرين (Aspirin) وبعض المضادات الحيوية، أو قلة امتصاص أدوية أخرى مثل مضادات الهيستامين (Antihistamines) وعلاج الإكتئاب أميتريبتيلين (Amitriptyline) .
أيضاً عصير الجريب فروت يتعارض مع بعض الأدوية مثل علاج الكاربامازبين(Carbamazepine) لمرضى الصرع وأملوديبين (Amlodipine)لمرضى الضغط ومجموعة أدوية ستاتين (Statins) مثل أتورفاستاتين (Atorvastatin) أو سيمفاستاتين (Simvastatin) لمرضى ارتفاع نسبة الدهون في الجسم وبعض المضادات الحيوية وغيرها بزيادة أو نقص فعالية تلك الأدوية.
ومن أشهر مسيلات الدم المستخدمة علاج الوارفارين (Warfarin)، لكن تعارضه مع كثير من الأطعمة معروف ومدون منذ زمن، والأغذية التي تتعارض مع علاج الوارفارين هي تلك التي تحتوي على كميات من فيتامين ك (Vitamin K) الذي يقلل من سيولة الدم في الجسم مثل بعض الخضروات كالبروكلي والملفوف وبراعم البروكسل والبصل الأخضر والأفوكادو، والأوراق الخضراء مثل الجرجير والخس الأخضر والسبانخ واللفت الأخضر والبقدونس والكرنب، والكبد البقري، والمايونيز، والسمن، وعصير التوت البري، وزيت فول الصويا.
إذا تغير نمط غذائك بعد رمضان سواء بزيادة أو قلة تناول تلك الأطعمة أو غيرها، فعليك الإنتباه من تعارضات الأدوية مع الأغذية وأخذها في عين الإعتبار عن طريق استشارة الصيدلي أو طبيبك المختص، حيث يقوم الفريق الطبي المختص بمراجعة جرعات أدويتك بما يتناسب مع نمط غذائك الجديد.
ومن الإرشادات الخاصة باستعمال الأدوية:
• تأكد دائماً من صلاحية الأدوية وتاريخ انتهائها قبل تناولها.
• للحصول على أقصى استفادة من العلاج لاتغفل عن تناول أي جرعات من أدوية الأمراض المزمنة التي تستخدمها، وتناولها في وقتها المحدد.
• إذا بدأت باستخدام أدوية إضافية، أو مكملات غذائية، أو أدوية غير وصفية، فتأكد من الجرعة والطريقة الصحيحة لاستخدام العلاج، ومن عدم تعارضها مع الأدوية الأخرى التي تتناولها.
• انتبه من استخدام علاجين لهما نفس المادة الفعالة في نفس الوقت، حتى لا تستخدم جرعة مضاعفة من العلاج مما يؤدي إلى ظهور الأعراض الجانبية للعلاج وسميته.
• يفضل استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل البدء في استخدام أي دواء جديد، وذلك يتضمن الأدوية المتاحة بدون وصفة طبية أو المستحضرات الطبيعية أو الفيتامينات والمكملات الغذائية.
• تخزن الأدوية حسب توجيهات الصيدلي، ولا تنسى أن بعض الأدوية تحتاج أن تخزن في الثلاجة مثل إبر الإنسولين، فيمكنك أخذ حافظة ثلج معك لحفظ تلك الأدوية عند تنقلك من مكان لآخر، واحفظها بعيداً عن متناول الأطفال.
• عليك بمراجعة الطبيب عند شعورك بعدم التحسن أو بظهور أعراض جانبية للعلاج بعد تغيير مواعيد الأدوية.
نسأل الله الكريم أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وجعلنا ممن قام رمضان إيماناً واحتساباً ومن عتقاء الشهر الكريم. وكل عام وأنتم بخير.
*قطاع الرعاية الصيدلية