د. أحمد سمير عبد الحميد
مرض الذئبة الحمراء واحد من أشهر أمراض المناعة الذاتية التي يتحول فيها جهاز المناعة لمهاجمة الجسم بدلاً من أن يقوم بالدفاع عنه، حيث يفقد جهاز المناعة قدرته على التمييز بين ما ينتمي إليه وما هو غريب عنه، فيعمل على تكوين أجسام مضادة أو خلايا مناعية ضد أجزاء الجسم المختلفة، مما قد يؤدي إلى العديد من المشاكل في هذه الأجزاء.
* الأعراض الشائعة للمرضفي مرض الذئبة الحمراء يسبب هذا الهجوم العديد من الأعراض في المفاصل، الجلد، الكلى، القلب، الرئتين، الأوعية الدموية وكذلك المخ.
تتفاوت الأعراض في مكانها وحدّتها بين مريض وآخر، لكن أكثرها شيوعاً يشمل التعب الشديد، التهابات المفاصل، الحمى، مشاكل الكلى والطفح الجلدي. لا تتواجد هذه الأعراض بشكل دائم، لكن المريض يمر عادة بفترات من المرض وفترات أخرى لا يعاني فيها المريض من أية مشاكل. ما زالت الأبحاث جارية لفهم هذه الظاهرة وقد تسهم في الوصول إلى علاج فعال لهذا المرض.
* ما الذي يسبب المرض؟
لا يوجد تفسير واحد ومبسط لمرض الذئبة الحمراء، فهناك عدة عوامل تساهم في حدوث المرض، بينها عوامل وراثية وجينية، لكن الأبحاث قد أثبتت أيضاً أن هناك عوامل أخرى قد تلعب دوراً مهماً في حدوث المرض كأشعة الشمس والهرمونات والتدخين وبعض الفيروسات. تتسبب هذه العوامل مجتمعة في حدوث الخلل في الجهاز المناعي وفقدان قدرته على تمييز الجسم وأجزائه المختلفة من الأجسام الغريبة، فينتج أجساماً مضادة وخلايا مناعية ضد الخلايا والأنسجة السليمة في الجسم، تتسبب في التهاب أجزاء مختلفة من الجسم، ويمكن أن تسبب تلفاً للأعضاء. وهو ما يؤدي إلى الأعراض المختلفة للمرض.
* تشخيص مرض الذئبة
قد لا يكون تشخيص المرض سهلاً، وقد يستغرق فترة طويلة في بعض الأحيان. يعتمد التشخيص على:
- التاريخ الطبي ووجود الأعراض والفحص الإكلينيكي بالإضافة إلى نتائج الاختبارات المعملية.
- لا يوجد اختبار واحد يمكنه تشخيص المرض، ولكن العديد من الاختبارات المعملية قد تساعد الطبيب للتأكد من تشخيص الذئبة أو استبعاد الأسباب الأخرى للأعراض.
* اختبارات لتشخيص المرض- عد الدم الكامل (CBC).
- معدل الترسيب (ESR).
- تحليل البول.
- كيمياء الدم.
- العديد من اختبارات الأجسام المضادة وأشهرها اختبار الأجسام المضادة للنواة (ANA).
- كما قد يحتاج إلى أخذ عينة من الجلد أو الكلى بالإضافة إلى الأشعات المختلفة.
* علاج مرض الذئبة
تشخيص وعلاج مرض الذئبة غالباً ما يتطلب جهداً جماعياً بين المريض وعدة أفراد من العاملين في مجال الرعاية الصحية نظراً لاختلاف الأعراض بين مريض وآخر. فبالإضافة إلى أطباء الروماتيزم الذين قد يشرفون على علاج المفاصل، قد يحتاج المريض إلى أخصائيين في اضطرابات المناعة.
وقد يشمل الفريق المعالج أخصائياً في الكلى والقلب والغدد الصماء وأمراض الدم والأعصاب، كما قد يشمل الممرضات والأطباء النفسيين والأخصائيين الاجتماعيين، ومن الضروري بالنسبة للمريض العمل بشكل وثيق مع الطبيب والقيام بدور نشط في إدارة المرض، خاصة أن بعض العلاجات قد يسبب آثاراً جانبية، فمن المهم إبلاغ الطبيب عن أي أعراض جديدة على الفور. ومن المهم أيضاً عدم التوقف أو تغيير العلاج دون التحدث إلى الطبيب أولاً.
* الذئبة وجودة الحياة
نظراً لطبيعة المرض المزمنة، فإن تشخيص مرض الذئبة يمكن أن يكون له تأثير كبير على نوعية الحياة، بما في ذلك القدرة على العمل، وقد يتسبب المرض في فقدان المريض لوظيفته في بعض الأحيان.
لكن وعلى الرغم من أعراض المرض والآثار الجانبية المحتملة من العلاج، يمكن للمرضى الحفاظ على حياة أقرب إلى الطبيعية من خلال فهم طبيعة هذا المرض وتأثيره، ومن خلال التعرف على علامات الخطر في المرض واتخاذ خطوات لتفاديها أو تقليل حدتها.
* علامات الخطر التي تتطلب تدخلاً عاجلاًتشمل هذه الأعراض
- زيادة التعب
- الألم
- الطفح الجلدي
- الحمى
- ألم البطن
- صداع الرأس
- الإصابة بالدوار
على المريض تعلم علامات الخطر الخاصة به، كما أن عليه الحفاظ على التواصل الجيد مع الطبيب بشكل منتظم لوضع وتغيير خطة العلاج حسب الحاجة، كما قد يقدم الطبيب الإرشادات حول قضايا مثل استخدام واقيات الشمس، والحد من الإجهاد، وأهمية ممارسة الرياضة والراحة، فضلاً عن تحديد النسل وتنظيم الأسرة، كما أن الدعم النفسي من الأصدقاء والعائلة ضروري للمريض لمساعدته على مواجهة المرض.
* نصائح للعمل مع طبيبك
- عليك أولاً أن تختار الطبيب الذي يمكنه أن يتعامل مع مرضك بعلم ودراية كما يمكنه أن يستمع إلى مخاوفك وشكواك.
- قم بتوفير معلومات طبية دقيقة كاملة له حتى يتمكن من تشخيص حالتك جيداً.
- كن صادقاً وتبادل وجهة نظرك مع الطبيب.
- اطرح أسئلتك ومخاوفك واطلب أي توضيح أو مزيد من التوضيح إذا كنت في حاجة إليها.
- تحدث مع الأعضاء الآخرين في فريق الرعاية الصحية، مثل الممرضات أو الصيادلة.
- لا تتردد في مناقشة المواضيع الحساسة كتنظيم الأسرة والعلاقة الجنسية مع طبيبك.
- ناقش أي تغييرات على العلاج مع الطبيب.
- تعلم المزيد عن المرض، قد يكون هذا مفيداً في التعامل معه.