[size=36]ما تحتاج أن تعرفه عن أدوية ضغط الدم[/size]
الصيدلانية سريرية - أروى الخاني*إن متابعة حالة ضغط الدم في الجسم ضرورية لإبقائه في مستويات صحية، مما يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، وأفضل ما يمكن أن يقوم به الشخص لتحقيق ذلك هو اتباع نظام حياة صحي، وهنا يأتي دورالطبيب أو الصيدلي بأن يشير على المريض بما يحتاج أن يقوم به من تغييرات في نظام حياته، وكذلك بإمكانه أن يوضِح له ما إذا كان تناولُ الدواء لضبط ضغط الدم مفيد له، حيث إن القيام ببعض التغييرات البسيطة في نمط الحياة يمكن أن يقلل من ارتفاع ضغط الدم، غير أن بعض الناس يظل بحاجة إلى العلاج بالأدوية.
إن اتخاذ قرار علاج ضغط الدم بالأدوية يعتمد على درجة ارتفاعه واحتمالات التعرض لمشكلات أكبر مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية، في هذه الحالة يطلب الطبيب من المريض بأن يقوم ببعض فحوصات الدم والبول، ويستفسر من المريض عن صحته كي يحدد مدى احتمال التعرض لمشكلات أخرى، فإذا كان ضغط الدم يرتفع بصورة مستمرة عن 140/90 مع تدني احتمالات حدوث مشكلات أخرى، فإن الطبيب سينصح بتغييرات في نمط الحياة، أما إذا كان ضغط الدم يرتفع بصورة مستمرة عن 140/90 مع ارتفاع احتمالات حدوث مشكلات أخرى، فإن الطبيب سيصف دواء لخفض ضغط الدم وينصح كذلك بتغييرات في نمط الحياة، أما إذا كان ضغط الدم يرتفع بصورة مستمرة عن 160/100 فإن الطبيب سيصف دواء لخفض ضغط الدم وينصح كذلك بتغييرات في نمط الحياة.
ويمكن استخدام عدد من الأدوية للتحكم بضغط الدم، ويحتاج كثير من الناس إلى أكثر من دواء واحد، أما الدواء الذي يوصف للمريض في البداية فيعتمد على السن والعرق: فإذا كان العمر يقل عن 55 سنة يعطى عادة عقاراً من مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتينسين أو عقاراً من مثبطات مستقبلات الأنجيوتينسين الثاني، أما إذا كان فوق الخامسة والخمسين من العمر أو إذا كان من أصل أفريقي أو من بلاد البحر الكاريبي أياً كان عمره، فإنه يعطى عادة عقارا من مثبطات قنوات الكالسيوم.
هنالك عدة أنواع من أدوية ضغط الدم يمكن أن يصفها الطبيب، وأكثرها استخداما ما يلي:
• مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتينسين: تقوم هذه المثبطات بالعمل على منع انقباض الأوعية الدموية وبالتالي خفض ضغط الدم وكذلك تسهيل عمل القلب، إلى جانب ذلك تقوم بتثبيط هرمون الألدوسترون الذي يقوم بزيادة احتباس الماء والأملاح في الجسم مما يؤدي إلى زيادة ضغط الدم، أمثلة عن هذه الأدوية:الليزينوبرل (Lisinopril) والكابتوبل (Captopril) والإنالابرل (Enalapril).
• مثبطات مستقبلات الأنجيوتينسين الثاني: وظيفة هذه الأدوية هي توسيع وإرخاء الأوعية الدموية، وبالتالي خفض ضغط الدم، أثرها مشابه لذلك الخاص بمثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتينسيـن الثاني مع الاختلاف في آلية العمل، منها: الفالسارتان (Valsartan) واللوزرتان (Losartan).
• مثبطات قنوات الكالسيوم: استخدام هذه الأدوية يؤدي إلى استرخاء وتوسيع الأوعية الدموية، وبعض منها يبطئ نبضات القلب، أمثلة عنها: الفيراباميل (Verapamil) والديلتايازيم (Diltiazem) والنيفيديـبـين (Nifedipine) والأملوديبين (Amlodipine).
• مدرات البول: تقوم المدرات بمساعدة الجسم على التخلص من الماء والأملاح مما ينتج عنه تخفيف كميتها داخل الأوعية الدموية وانخفاض ضغط الدم، وهناك عدة أنواع للمدرات هي:
• مدرات الثيازايد (Thiazide Diuretics) مثل: ميتولازون Metolozone)) وهيدروكلورثيازايد (Hydrochlorothiazide).
• مدرات اللوب (loop diuretic) مثل:فيوروزيمايد (Furosemide).
• مدرات موفرة للبوتاسيوم (potassium-sparing diuretics) مثل:سبايرونولاكتون (Spironolactone).
• مثبطات مستقبلات بيتا: ما تقوم به هذه الأدوية هو تثبيط عمل هرمون الأدرينالين (Adrenaline) والذي يؤدي إلى إبطاء نبضات القلب وتقليل قوة انقباضه، بالإضافة إلى ذلك تعمل مثبطات مستقبلات بيتا على إرخاء الأوعية الدموية مما ينتج عنه تحسين جريان الدم وبذلك نحقق الهدف المرجو وهو تقليل ضغط الدم، والجدير بالذكر أنه يجب تلافي إيقاف مثل هذه الأدوية بشكل مفاجئ، فالقيام بذلك قد ينتج عنه زيادة خطر التعرض لنوبة قلبية وغيرها من المشاكل القلبية، وأيضاً ينصح بعدم استخدام هذه الأدوية من قبل مرضى الربو إذ أنه قد ينتج عن ذلك إثارة أو تفاقم نوبات المرض أمثلة عنها: الأتينول (Atenolol) والبروبرانولول (Propranolol).
• مثبطات مستقبلات ألفا: استخدامها يؤدي إلى ارتخاء في بعض عضلات جدران الأوعية الدموية الصغيرة وبالتالي يجعلها مفتوحة فيتحسن جريان الدم ويقل الضغط، ويجب التنويه على أنه من غير المحبذ اللجوء إلى هذه الأدوية كخيار أول عند علاج ضغط الدم، حيث يفضل استخدامها مع أدوية أخرى في حالات التحكم بضغط الدم العالي، وللجرعة الأولى من هذه المثبطات أثر قوي على الضغط مما يؤدي إلى هبوطه والشعور بالدوار والدوخة عند الوقوف من وضعية الجلوس، أمثلة عنها:البرازوسين (Prazosin) والدوكسازوسين (Doxazosin).
قد يحتاج المريض إلى تناول دواء ارتفاع ضغط الدم بقية عمره، ومن المهم الالتزام بتناول الدواء حسب إشارة الطبيب ووفقاً لتعليماته، فإذا أهمل تناول بعض جرعات الدواء فإن علاجه لن يكون ناجحاً تماماً، وليس من الضروري أن يجعله الدواء يشعر بأي تغيير، ولكن هذا لا يعني أنه ليس فعالاً وينصح باستشارة الطبيب في حال الرغبة بالتوقف عن تناول هذه الأدوية، وقد يترتب عن استخدام أدوية ارتفاع ضغط الدم بعض الآثار الجانبية، غير أن معظم الناس لا يتعرضون لشيء منها، فإن وجد المريض شيئاً من هذه الآثار عليه أن يستشير الطبيب أو الصيدلي، ففي كثير من الأحيان يكفي تغيير الدواء للتخلص منها.