[size=36]التعارضات الدوائية.. خطورتها والحماية منها[/size]
اعداد: إدارة المسؤولية الإجتماعية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاثتكثر التعارضات الدوائية عند المرضى الذين يستخدمون عدة أدوية في اليوم الواحد، وخاصة عندما نجد لدى البعض أو خاصة لدى كبار السن حقيبة مليئة بالأدوية والفيتامينات والمكملات الغذائية، هنا لا بد من وقفة! ولنأتي بهذه الحقيبة، ولنفرغها ونكتشف التعارضات الدوائية ونتفادى حدوثها، باتباع الطريقة الصحيحة وبشكل علمي بإذن الله.
من المعلومات الأساسية التي ينبغي أن نلم بها عن الأدوية، وتكون محل اهتمامنا عند استخدام الأدوية، وجود التعارضات سواء في الأدوية التي نستخدمها بشكل يومي أو عند اللزوم، فقد تتعارض الأدوية مع الأمراض، أو مع الغذاء والأعشاب، أو حتى مع بعضها البعض، وهذا التعارض قد يؤدي إما لزيادة أو لتقليل مفعول أحد الأدوية أو حتى كليهما، وفي بعض الأحيان تكون نفس المادة الفعالة للعلاج موجودة في أدوية أخرى مما قد يؤدي إلى الاستخدام المضاعف للعلاج وزيادة الجرعة عن الحد المسموح به، وهنا إما ستبدأ مشكلة ظهور أعراض جانبية قد تكون خطيرة لا سمح الله، أو سنفقد الفائدة المرجوة من العلاج بسبب تفاعله مع الطعام أو مع علاج آخر.
من أشهر أمثلة التعارضات الدوائية مادة الأسيتامينوفين (Acetaminophen) أو ما تسمى بالباراسيتامول (Paracetamol)، يوجد هذا العلاج تحت مسميات تجارية مختلفة ومن عدة شركات، ويوجد في بعض أدوية البرد والزكام ومسكنات الألم وخافضات الحرارة، عند استخدام أحد هذه الأدوية، ينبغي مراقبة كمية المادة الفعالة ومجموع ما نستخدمه في اليوم الواحد بحيث لا يتجاوز 4000 ملج أو ما يساوي 4 جرام من الأسيتامينوفين، كما ينبغي الانتباه عند الاستمرار في استخدام العلاج بشكل منتظم لفترة طويلة، ومراجعة الطبيب المختص تفاديا لظهور الأعراض الجانبية وأخطرها التأثير على الكبد لا سمح الله. كما يوجد بعض التعارضات لعلاج الأسيتامينوفين مع أدوية أخرى مثل مسيل الدم علاج الوارفارين (Warfarin) ومع العلاج المستخدم لمرضى الدرن ايزونيازايد (Isoniazid)، وفي هذه الحالة لابد من إخبار الطبيب المختص لعمل التحاليل اللازمة وموازنة الجرعات بما يساعد على تفادي التعارضات الدوائية بإذن الله، كما أن مسيل الدم علاج الوارفارين يتعارض مع العديد من الأدوية مثل بعض المضادات الحيوية، ومضادات الالتهاب، وأدوية القلب، وأدوية القرحة وارتجاع المعدة، والأسبرينِ (Aspirin)، والأيبوبروفين (Ibuprofen)، وأدوية البرد والزكام، والفيتامينات المتعددة (Multivitamins)، الجدير بالذكر عند الحديث عن التعارضات الدوائية؛ تعارض بعض أدوية الضعف الجنسي وعلاج البروستات لدى الرجال مع مرضى القلب وأدويتهم، وخاصة تعارض الأدوية التي تحتوي على النيترات (Nitrates) مع مجموعة مثبطات انزيم الفوسفوداي ايستريز (Phosphodiesterase-5 Inhibitors) مثل دواء السيلدينافيل (Sildenafil) أو التادالافيل(Tadalafil) ، لابد من مراجعة الطبيب المختص أو الصيدلي لمعرفة طريقة تناول تلك الأدوية والوقت اللازم للفصل بينها حيث أن بعضها تحتاج إلى أن تفصل ليومين أو حتى ثلاثة أيام وتكون تحت إشراف طبي ومراقبة دقيقة.
وفيما يخص تعارض الأدوية مع الأطعمة، نذكر على سبيل المثال تناول عصير الجريب فروت الذي يتعارض مع بعض الأدوية مثل أدوية الحساسية المضادة للهيستامين كالسيتيريزين (Cetirizine)، وأدوية ضغط الدم المرتفع، التي تعمل عن طريق تثبيط قنوات الكالسيوم مثل علاج الأملوديبين (Amlodipine)، والأدوية المثبطة للمناعة مثل التاكروليمس(Tacrolimus) والسيروليمس(Serolimus) والسيكلوسبورين (Cyclosporine)، وأدوية ارتفاع نسبة الدهون في الجسم مثل السيمفاستاتين (Simvastatin) والأتورفاستاتين(Atorvastatin) ، كما أن استخدام علاج الوارفارين(Warfarin) يتعارض مع بعض الأعشاب والمواد الطبيعية مثل الجينسنج، والثوم، والزنجبيل، والشاي الأخضر، والأغذية المحتوية على فيتامين ( ك )( K ) مثل الأوراق الخضراء وعصير التوت البري والكبد البقري، فإن تأثير هذه الأدوية أو الأطعمة مع استخدام علاج الوارفارين يختلف باختلاف الدواء أو الغذاء، وقد يكون من الصعب توقعه أو تحديد نتيجته، لذلك قد تحتاج متابعة أكثر لتحليل الآي إن آر «INR» عند البدء في استخدام العلاج الجديد أو التوقف عن استخدامه أو حتى التغيير في نمط تناول الأطعمة بحسب تعليمات الصيدلي أو الطبيب المعالج.
تذكر بأن هذه بعض الأمثلة الشائعة للتداخلات الدوائية، ولكن هناك الكثير من التداخلات الدوائية الأخرى التي يجب أخذها في عين الاعتبار، لذلك ننصحك دائماً بالرجوع إلى طبيبك المعالج أو الصيدلي عند حدوث أي تغيير في أدويتك المعتادة وقبل البدء في استخدام أي علاج جديد، تذكر بأنه لا يتوجب عليك الامتناع عن بعض أنواع الأكل والشرب عند وجود التعارضات، وليست كل التعارضات الدوائية تتطلب إيقاف أحد الأدوية، أخبر طبيك المعالج عن أي تغير في الأدوية أو في عادات الأكل حتى يتمكن الفريق الطبي المعالج من تقديم النصيحة الطبية وعمل الإجراءات والتغيرات اللازمة سواءً عن طريق تغيير جرعات بعض الأدوية، أو الفصل بين الأدوية أو الأطعمة بفترة محددة، أو في بعض الحالات تغيير العلاج إلى علاج بديل مناسب، استشر طبيبك أو الصيدلي دائما قبل البدء في استخدام أي علاج جديد، وأحضر أدويتك عند كل زيارة طبية، وأخيرا، لابد من التعامل مع التعارضات الدوائية بحذر وبشكل جدي، والالتزام بأوقات تناول الأدوية كما وصفت، حيث أن بعض التعارضات قد تكون خطيرة وتؤدي إلى عواقب وخيمة أو الوفاة لا سمح الله.