[size=36]هرمون النمو.. مسببات نقصه وطرق علاجه![/size]
الطفل المصاب بقصر القامة قد يعاني من بعض الأمراض النفسية قد يؤدي نقص هرمون النمو إلى بطء معدل نمو الشخص وقصر قامته عند البلوغ. وتتم معالجة النقص المرضي لهرمون النمو ببساطة عن طريق حقن جرعات من هرمون النمو لتعويض الجسم عن هذا النقص.
والجدير بالذكر أنه توجد غدة في الجزء السفلي من الدماغ تسمي الغدة النخامية وهي المسؤولة عن إنتاج هرمون يسمى "هرمون النمو". وتعمل الهرمونات كإشارات تهدف إلى التحكم في العديد من الوظائف التي تؤديها أعضاء الجسم وأجهزته الحيوية، ويعد هرمون النمو مسؤولا عن نمو الشخص خلال مرحلة الطفولة، ويوجد لدى بعض الناس غدة نخامية لا تنتج ما يكفي من هرمون النمو، الذي بدونه لا يمكن لأجسامنا أن تنمو نموا طبيعيا، وهو ما يطلق عليه حالة "نقص هرمون النمو".
يولد بعض الأطفال بنسبة هرمون نمو دون المعدل الطبيعي، في حين قد يتعرض البعض الآخر لحالة طبية تحول دون إنتاج ما يكفي من هذا الهرمون. كما يمكن أن تتسبب الإصابات أو الحوادث أثناء الطفولة أيضا في أن تبطئ إنتاج هرمون النمو أو حتى توقف إنتاجه كلية من الغدة النخامية، و مع ذلك، يظل السبب وراء نقص هرمون النمو غير معروف في كثير من الأحيان.
يكون حجم الأطفال الذين يعانون من نقص هرمون النمو أصغر بكثير من أحجام أقرانهم، كما أنه غالبا ما يتأخر بلوغهم، وربما لا يمرون بمرحلة البلوغ، وهذا يتوقف على السبب وراء نقص هرمون النمو، وما لم يخضع هؤلاء الأطفال للعلاج فسيحول ذلك دون وصولهم إلى الطول الطبيعي للأشخاص البالغين، مما يعرضهم للإصابة بحالة تسمى "قصر القامة" أو "التقزم". وعادة ما يتم تعريف "التقزم" على أنه انخفاض طول الشخص البالغ عن أربعة أقدام وعشرة بوصات (147 سم). ويختلف هذا التعريف من منطقة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر؛ حيث إن أطوال الناس مختلفة ويتحكم فيها العامل الوراثي أيضا.
كما أنه غالبا ما يصعب ملاحظة حالة بطء النمو التي تصيب الأطفال حتى بلوغهم سن الثانية أو الثالثة. ومن الممكن معالجة حالة نقص هرمون النمو في أغلب الأحيان. فالهدف من العلاج تسريع وتيرة النمو بأكبر قدر ممكن حتى يتسني للطفل الوصول إلى الطول الطبيعي في مرحلة البلوغ، وكلما كانت معالجة نقص هرمون النمو مبكرا، كان ذلك أفضل بكثير، وأكثر العلاجات ذات فعالية تتم ببساطة عن طريق حقن الطفل بهرمون النمو في المنزل. وعادة ما يتم تناول الجرعات مرة واحدة خلال اليوم، ويتم ذلك عن طريق أقلام للحقن، والجدير بالذكر أنه يتوفر حاليا جهاز جديد يدعى"آيزي بود" يتيح من خلاله حقن جرعات هرمون النمو بسهولة وأقل ألما من العلاجات الأخرى، وكما يمكن للأطفال حقن أنفسهم بسهولة. كما أنه يراقب مدى إلتزام المريض بأخذ دوائه بانتظام.
ويجب التأكيد أنه لا يمكن الوصول إلى نمو كاف لبلوغ الطول الطبيعي للأشخاص الذين يعانون من نقص هرمون النمو إلا من خلال تعاطي دواء هرمون النمو، وبدون تعاطي الدواء المحتوي على هرمون النمو لن يتمكن الطفل الذي يعاني من حالة نقص هرمون النمو من الوصول إلى الطول الطبيعي للأشخاص البالغين، ويؤخذ الدواء حسب تعليمات الطبيب، وعادة ما يتم تعاطي علاج هرمون النمو على المدى الطويل لضمان الوصول إلى معدل النمو الطبيعي؛ حيث يحتاج معظم الأطفال إلى تعاطي هرمون النمو على مدى سنوات، ولا يمكن ضمان نجاح العلاج المحتوي على هرمون النمو ما لم يتم تعاطيه بانتظام ويعرف ذلك "بالامتثال" ويعني ذلك عملية تعاطي الدواء الذي اخترته أنت وطبيبك واتباع مشورته، وكلما انصعت لمشورة طبيبك، زادت احتمالات وصولك إلى النتيجة المرجوة، وهو الأمر الذي ينطبق على الحالات الطبية جميعها. وتجدر الإشارة إلى أن إغفال تعاطي بعض جرعات الدواء المحتوي على هرمون النمو (عدم الامتثال) من شأنه أن يبطئ عملية النمو.
ويجب أن يأخذ هرمون النمو عند الأطفال الذين يعانون من نقص هرمون النمو قبل مرحلة البلوغ؛ حيث تتعلق مراكز التعظم واستطالة العظم عند مرحلة البلوغ، وبالتإلى إغلاق مناطق النمو عند الأطفال، لذا وجب التنويه عن أهمية التزام لأطفال بأخذ الدواء بصورة دورية يومية، وأهمية اهتمام الأهل بهذا مع أطفالهم وتشجيعهم بصورة مستمرة على ذلك.
يمكن أن يؤدي الانتظام في تعاطي الدواء المحتوي على هرمون النمو إلى تحسين الحالة النفسية للطفل الذي يعاني من نقص هرمون النمو؛ حيث يساعد هذا العلاج على تحسين نوعية الحياة.
ويشعر الطفل بالزيادة اليومية في النمو مما تضفي عليه السعادة وسط أترابه في المدرسة أو البيئة المحيطة به. ولذلك فإن إغفال تعاطي الجرعات وعدم اتباع تعليمات تناول الدواء قد يؤديان إلى تدني مستوى نوعية الحياة، بالإضافة إلى عدم الوصول إلى النتائج المرجوة، كما يؤدي إلى فحوصات إضافية وفقد تأثير الدواء، وأيضا ارتفاع تكاليف العلاج. وينمو المرضى الذين يغفلون عن تناول بعض جرعات الدواء بوتيرة أبطأ بكثير من المرضى المنتظمين.
وفي نهاية المقالة أود التنبيه أن هرمون النمو هو العلاج الأوحد لقصر القامة بسبب نقص هرمون النمو، إلا البعض من الناس يعتقد خطأ أن لقصر القامة عامة أو أن لقصر القامة بصفة عامة علاجا آخر مثل الزنك مثلا. وهذا غير صحيح. بل أن هناك بعض أنواع الأدوية التي تحوي بروتينات تستخدم لما يعرف بتحليل هرمون النمو التحفيزي لزيادة إفراز هرمون النوم مؤقتا، فيعتقد البعض أنها علاجا لنقص هرون النمو أو قصر القامة وهذا خطأ. ونود سرد بعض هذه البروتينات أو الأحماض الأمينية، وتسمى الأحماض الأمينية المنشطة لهرمون النمو: وتضم كلا من الارجنين والدوبا والكلوندين وغيرها وهي أحماض أمينية وعوامل منشطة لهرمون النمو ومحفزة لإفرازه ولعل هذه الأحماض الأمينية هي من أكثر الأدوية أماناً، حيث إن أعراضها الجانبية قليلة إذا أخذت بجرعات قليلة ولمدة قصيرة وتتضمن أعراضها الجانبية الاستفراغ وانخفاض ضغط الدم والشعور بالنعاس ووظائفها هي نفس وظائف هرمون النمو كزيادة كثافة العظام وقوة العضلة وزيادة الطاقة والقدرة الجنسية وهي ذات تأثير إيجابي على الجلد والوزن والدهون والكولسترول والجهاز المناعي بالجسم. ولكن لا تستخدم لزيادة الطول أو لزيادة هرمون النمو بصفة دائمة. وهناك عوامل أخرى محفزة لهرمون النمو وتضم الجابا وقلتامين ومقدرة تحفيزها لهرمون النمو أكبر من غيرها وتوجد هذه المركبات في المحلات المختصة بالفيتامينات ومواد التغذية البناءة للجسم، ولكن أيضا لا تفيد في زيادة الطول كما يعتقد البعض أو أنها بديل عن هرمون النمو.
غالباً ما تصعب ملاحظة حالة بطء النمو التي تصيب الأطفال
قد يؤدي نقص هرمون النمو إلى بطء معدل نمو الشخص
يجب إجراء الفحوصات اللازمة من قبل الطبيب المختص