السؤال
أولا: جزاكم الله خيرا عما تقومون به من خدمة للمسلمين ونفع الله بكم.
سؤالي من عدة فروع:
هل القلق والتوتر النفسي والعصبي يسببان آلام مزمنة في الجسم خصوصا في المفاصل؟ وكم أحتاج من الرياضة المستمرة وقتا للقضاء على هذه الآلام المزمنة؟
هل ممكن أن يكون هناك تأثير للتوتر الشديد والقلق على انقباض وانبساط المثانة والبروستات ومن ثم التأثير بشكل واضح على عملية التبول ويشعر المصاب كأن هناك انسداد أو حصر تبول؟
ما هو أفضل عقار لعلاج القلق المصاحب للشد العضلي, وما هو تفسير هذه الآلام المزمنة؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
فكما تعرف بأن القلق والتوتر النفسي والعصبي له أعراض نفسية، وكذلك له أعراض جسدية، والآلام الجسدية هي من العلامات العضوية التي نشاهدها في بعض حالات القلق، لكن نشاهدها أكثر في حالات الاكتئاب النفسي، ولا نستطيع أن نقول أن كل ألمٍ جسدي أو مفصلي سببه القلق والتوتر إذا لم نجد أسبابًا أخرى عضوية، هذا يكون مخالفًا للقواعد الطبية الرصينة.
لذا من المفترض أن يقوم الإنسان بإجراء فحوصات جسدية كاملة، حتى وإن كان هنالك قلق وتوتر، وبعد أن يتأكد من سلامة أجهزته العضوية، بعد ذلك يتم علاج القلق والتوتر، ومن ثم - إن شاء الله تعالى – تخف أو تختفي الآلام الجسدية.
الرياضة عامل مساعد في تخفيف هذه الآلام، وحقيقة الرياضة يجب أن تكون نمطًا من أنماط حياة الناس، فوائدها عظيمة وكثيرة جدًّا، وأعتقد من الخطأ جدًّا أن يقول الإنسان (إلى أي مدة أتريض؟) لا، الرياضة تكون نهجًا حياتيًا، مصاحبة وملازمة للإنسان، وأعرف من هم في سن الستين والسبعين والثمانين ويداومون على الرياضة التي تناسب مرحلتهم العمرية، فإن شاء الله تعالى الرياضة لها فائدتها العظيمة جدًّا، فأرجو أن تكون حريصًا عليها.
بالنسبة لموضوع تأثير التوتر الشديد على انقباض وانبساط المثانة والبروستات؟ .. ليس للتوتر علاقة بانبساط البروستات أو انقباضه، فهو عضو شبه صلب، ولا يتأثر بالحالة النفسية لدى الإنسان.
أما المثانة فيمكن أن تتأثر خاصة المحابس التي تتحكم في إخراج البول، وكثير من الناس الذين يعانون من القلق قد تكون لديهم ما يعرف بالمثانة العصبية، وهؤلاء تجدهم دائمًا لا يستطيعون حصر البول، أو مسكه، ويضطرون للذهاب إلى دورة المياه بكثرة بالرغم من أن كميات البول قليلة.
سؤالك حول: ما هو أفضل علاج للقلق المصاحب للشد العضلي؟ ..
أولاً هذا يعتمد على الحالة، ويعتمد على وضع الإنسان، ولا نستطيع أن نقول أن هنالك دواء واحد يناسب كل الناس أبدًا، مثلاً القلق في مثل عمرك لابد أن يكون هنالك مكوّن اكتئابي معه - هذه حقيقة علمية - ولذا نقول أن الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب سوف تكون جيدة، إذا كان هنالك اضطراب في النوم فتوجد أدوية معينة، وإذا كان النوم جيدًا فتوجد مجموعة أخرى من الأدوية هي الأمثل، فالموضوع يخضع لتقييم الطبيب في تلك اللحظة.
الآن يوجد عقار يسمى (لاريكا) هذا الدواء أصبح شائع الاستعمال في علاج الأعراض الجسدية، وآلام العضلات، لكن يجب أن يتم التعامل معه بمحاذير.
أفضل علاج لعلاج القلق النفسي المصحوب بالاكتئاب أو غير مصحوب مع وجود الآلام الجسدية، كما ذكرت لك: هذا يُحدد حسب طبيعة الحالة، لكن أستطيع بصفة عامة أن أقول أن الإفكسر والسيمبالتا لا شك أنها أدوية نعتبرها في مقدمة الأدوية التي يمكن استعمالها في مثل هذه الحالات.
تفسير الآلام المزمنة: إذا كان السبب نفسيًا فهذا من الانقباضات العضلية، أما إذا كانت آلام مزمنة وورائها سبب عضوي فهذا يجب أن يُحدد، وهذه الأسباب كثيرة جدًّا ومتداخلة، وقد يكون العامل العضوي وكذلك العامل النفسي هي المسببة في ذات الوقت، وهنالك صلة تضافرية بين الاثنين – أي العوامل النفسية وكذلك العوامل العضوية -.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
د.محمد عبد العليم