السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أساتذتي الفضلاء في موقع إسلام ويب حفظكم الله
أريد منكم المساعدة في إرشادي إلى دواء مهدئ للأعصاب فوري المفعول للاستخدام عند اللزوم فقط, أي في حالة توتر الأعصاب الشديد يتم استخدامه في حينها فقط وعند اللزوم؛ حيث أنني مع الأسف الشديد أعيش في وسط ملئ بالمشاكل الكبيرة سواء في البيت أو العمل، وأعاني في بعض الأحيان من توتر شديد للأعصاب حتى بعد انتهاء المشكلة، وأصبح عاجزا حتى عن النوم أو أنام بشكل متقطع.
فأتمنى منكم أساتذتي الكرام أن تدلوني لدواء مهدئ قوي للاستخدام عند اللزوم فقط، مع بيان الجرعة المناسبة.
مع خالص شكري وحبي وامتناني لحضراتكم, وجعل الله ذلك في ميزان حسناتكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
فطلبك - إن شاء الله تعالى – بسيط وسهل المنال، لكن أن نصرف الأدوية السريعة وتناولها عند الحالات الطارئة، هذا ليس منهجًا علميًا صحيحًا، الشيء الصحيح هو أن نحاول أن نعرض عليك برنامجا علاجيا متكاملا للتعامل مع القلق والتوتر والمخاوف.
فأنا أتفق معك أن الإنسان قد يتصادم مع محيطه، قد يحس بشيء من عدم الارتياح، قد تكون هنالك إثارات وروابط سلبية من هنا وهناك، والإنسان قد ينفعل وتتوتر أعصابه لأنه في الأصل لديه استعداد للقلق والتوتر، هذا أيضًا عامل لا نستطيع أن نتجاهله.
فالذي أنصحك به هو: أولاً أن تكون دائمًا حريصًا لأن تعبر عن ذاتك أولا بأول، لا تحتقن، التفريغ النفسي والتنفيس النفسي مطلوب، السكوت عن الأشياء البسيطة، وأن نجعلها تتراكم وتتعاظم وتتجسم في داخل النفس هذا يؤدي إلى الاحتقان، ومثل ما تحتقن الأنف تحتقن النفس، فكن معبّرًا عما بداخلك، وهذا أمر جميل وطيب.
ثانيًا: تذكر أنك - إن شاء الله تعالى – من الكاظمين الغيظ، هذا فيه خير كثير لك.
ثالثًا: أنصحك بأن تمارس الرياضة، الرياضة بصفة عامة تعتبر أيضًا متنفسًا إرشاديًا استرخائيًا مفيدًا جدًّا.
رابعا: ممارسة تمارين الأسترخاء فهي مفيدة جدا
خامسًا: حاول أن تقلل من تناول الشاي والقهوة وكل محتويات الكافيين، فهي قد تكون من الأشياء التي تؤدي إلى الإثارة.
الخطوة العلاجية الأخرى هي: أنا أفضل أن تبني قاعدة علاجية سليمة ورصينة، وذلك من خلال أن تتناول دواء بسيط مزيل للقلق ومحسن للمزاج لمدة شهرين أو ثلاثة مثلاً، هنالك دواء يعرف باسم (موتيفال) دواء بسيط جدًّا، وهو متوفر في معظم الدول العربية، تكلفته بسيطة، فعاليته ممتازة، فلماذا لا تتناول هذا الموتيفال بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم اجعلها حبة واحدة في المساء لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الموتيفال، وبعد ذلك لا مانع أن تتناوله – هو نفسه – عندما تحصل لك الانفعالات التي تحدثت عنها، لكن بشرط أن تتناوله لمدة ثلاثة أيام متتالية، هذا أفضل، وهذا أحسن.
وهنالك دواء بديل يعرف باسم (فلوناكسول) ويعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول) هو أيضًا يقوم مقام الموتيفال، وهو جيد، ويستعمل بنفس الجرعة وبنفس الطريقة التي ذكرناها لك.
يوجد أيضًا دواء ثالث يعرف تجاريًا باسم (تفرانيل) ويعرف علميًا باسم (إمبرامين) أيضًا إذا تناولته بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوعين، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا صباحًا وأخرى مساءً لمدة شهرين، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة شهر، ثم توقفتَ عن تناوله، هذا دواء أيضًا فاعل وممتاز وجيد، لكنه لا يفيد في الحالات الطارئة الآنية، إنما الموتيفال والفلوناكسول هما الأفضل.
هنالك بعض الناس يلجأ لأدوية من فصيلة مركبات دوائية تعرف بمجموعة (بنزوديزبين) ومنها عقار مشهور جدًّا يعرف باسم (زاناكس) هو مهدئ وملطف للمزاج، خاصة عند التوتر السريع، لكن حقيقة أنا لا أفضله كثيرًا، لأن هذا الدواء مريح للدرجة التي قد تؤدي إلى التعود عليه.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد،
د.محمد عبد العليم