السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل من الممكن الزواج بمريضة بسرطان في الدم؟ وإذا أمكن هذا فما هي الأضرار التي يجب أن نتحاشاها في هذا الزواج؟
وأشكر لكم رحابة صدوركم، ودمتم في رعاية الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن سرطان الدم لا يعدي، أي أنه لا ينتشر للزوج، فإن كنت ترغب في الزواج من هذه المريضة المصابة بالسرطان في الدم فلا مانع طبياً من ذلك، وقد يكون ذلك دافعاً معنويا لها ويرفع ذلك من معنوياتها ويكتب الله لها الشفاء بهذه التضحية منك، وأنت تعلم أن هناك الحمل الثقيل عليك فلم تذكر مدى نشاط المرض، وإن كانت قد شفيت تماما، وإن كانت تتناول الأدوية الكيمياوية للمرض.
هناك أمور يجب أخذها بعين الاعتبار، ألا وهي أنها قد تحتاج للأدوية الكيمياوية إن كان هناك نشاط في المرض، وهذه الأدوية وحسب نوع اللوكيميا قد يمنعها الأطباء من الحمل، أو قد تؤثر الأدوية على الجنين إلا أن هناك العديد من الأدوية التي يمكن استخدامها في الحمل ولا تؤثر على الجنين.
بارك الله فيك، فعليك أن تسأل الطبيب المعالج عن وضعها الحالي من ناحية المرض ونسبة إمكانية شفاء المرض عندها، وإن كانت ستحتاج لأدوية في المستقبل.
وبالله التوفيق.
د/ محمد حموده
===============
وبعد استشارة الشيخ أحمد مجيد هنداوي أفاد بالتالي:
فأما ما يتعلق من الناحية الطبية فقد تكلف الطبيب المختص –حفظه الله تعالى– ببيان الجواب، وأما من الناحية الشرعية فإن المريضة بسرطان الدم يمكن الزواج منها بلا حرج إن شاء الله تعالى خاصة وقد علمت أن هذا المرض ليس من الأمراض المعدية بحمد الله تعالى، وإن قصدت بذلك مساعدة هذه الفتاة وإيجاد الفرصة الطيبة لها لتسعد ولتقوى ولتشد من عزيمتها ونفسها فلك بإذن الله تعالى الأجر العظيم على ذلك، لاسيما وأن كثيرًا ممن يُبتلى بهذه الأمراض الخطيرة يكون له حالة نفسية صعبة فيحتاج إلى من يقف إلى جانبه ومن يأخذ بيده، فأنت بإذن الله تعالى مأجورٌ غير موزور، ولكن ومع هذا فلا بد أن تتمهل في قرارك، وأن تجيد النظر في هذا القرار، فلا بد من التمهل والتروي قبل العزيمة على المضي في هذه الخطوة؛ وذلك لأن مثل هذه المواضيع تحتاج إلى قرار واضح حازم، فلا ينفع مثلاً أن تتقدم لخطبتها ثم بعد أن تتعلق بك وتحيي الأمل في نفسها بالزواج بك تترك زواجها وتتخلى عنها محطمةَ كسيرة القلب فتزداد حالتها سوءً إلى سوء، فهذا أمر.
والأمر الثاني: لا بد من مشورة أهلك لاسيما الوالدان – إن وجدا – فينبغي أن تحرص على إشراكهم في هذا الأمر، ومعرفة رأيهم، وأخذ موافقتهم حتى يتم الأمر بسلامٍ وهدوء، وليس مقصودنا هو الوجوب الشرعي وإنما المراد التثبت واتخاذ أفضل الخطوات وأقربها إلى السلامة، ونسأل الله عز وجل أن يثيبك خير الثواب، وأن يعظم أجرك على هذه النية الصالحة والخطوة الطيبة.
وبالله التوفيق.