هرمون النمو عبارة عن بروتين يتكون من 191 حمضاً أمينياً يقوم بتحفيز النمو و تكاثر الخلايا وتجديدها .. الهرمون المذكور يتم إنتاجه من الغدة المسيطرة على بقية غدد الجسم "الغدة النخامية" والتي تقع في قاع الدماغ.
يستعمل هرمون النمو دواءً في الطب لمعالجة اضطرابات النمو في الأطفال ومعالجة نقص هرمون النمو في البالغين .
استعمل المتنافسون في الألعاب الرياضية منذ السبعينات هرمون النمو كعامل منشط، وهذا ما دعى إلى حظر استخدامه في هذا الجانب ومع ذلك فإن هذا الحظر كان غير قابل للتطبيق حيث أن تحليل البول التقليدي آنذاك لا يستطيع الكشف عن التنشيط بهرمون النمو، ولذلك تأجل تطبيقه حتى مطلع عام 2000 م، عندما أصبح بإمكان فحوصات الدم المخبرية أن تميز بين هرمون النمو الطبيعي والصناعي.
الغدة النخامية في قاع الجمجمة
يتأثر إفراز هرمون النمو بعدة عوامل أخرى البعض منها يعمل على زيادة افرازه مثل: النوم، الرياضة ، التغذية، الصوم، الهرمونات الجنسية، زيادة إفراز الهرمون الذكري خلال فترة البلوغ (في الذكور من الخصية والإناث من قشرة الغدة الكظرية)، الاستروجين، دواء "الكلونيدين" من خلال تحفيز إطلاق الهرمون المطلق لهرمون النمو، انخفاض نسبة السكر في الدم، دواء "البروبرانولول" حيث تحول دون إطلاق "السوماتوستاتين" وهو الهرمون المثبط لافراز هرمون النمو من مثبطات إفراز هرمون النمو ما يلي :" السوماتوستاتين"، ارتفاع السكر في الدم بالإضافة إلى عدد من العوامل الخارجية مثل المخدرات ومعطلات الغدد الصماء ذات التأثير سلبي على إفراز ووظيفة هرمون النمو. يتم تصنيع هرمون النمو وإفرازه من الغدة النخامية بطريقة نابضة ومتموجة على مدار اليوم؛ وتحدث ذروات عملية الإفراز لمدة 3-5 ساعات. قد يتراوح تركيز هرمون النمو في البلازما خلال هذه الفترات بين 5 إلى 45 نانوغرام/مل. أكبر هذه الذروات تحدث بعد نحو ساعة من بداية النوم. إلا أن هناك تفاوتا كبيرا بين الأيام والأفراد. نحو خمسين في المئة من إفراز هرمون النمو يحدث خلال المرحلتين الثالثة والرابعة من النوم. بين هذه القمم تكون المستويات الأساسية لهرمون النمو منخفضة، عادة أقل من 5 نانوغرام / مليلتر بالنسبة لمعظم ساعات النهار. وكما ذكرنا فهناك عدد من العوامل التي تؤثر على إفراز هرمون النمو، مثل العمر والجنس والنظام الغذائي والرياضة، والإجهاد، والهرمونات الأخرى.حيث إن معدل إفراز هرمون النمو في المراهقين الشباب يصل إلى 700 ميكروغرام / يوم، بينما معدل إفراز هرمون النمو في البالغين الأصحاء حوالي 400 ميكروغرام / اليوم.
وظيفة هرمون النمو الطبيعي الذي ينتجه الجسم
. يمكن وصف تأثيرات هرمون النمو على أنسجة الجسم عموما بأنها بنائية مثل معظم الهرمونات البروتينية الأخرى، يعمل هرمون النمو من خلال التفاعل مع مستقبلات معينة على سطح الخلايا.
أهم تلك التأثيرات البنائية زيادة الطول خلال فترة الطفولة وهو أكثر تأثير يعرف لهرمون النمو. و يتم تحفيز زيادة طول الإنسان من خلال آليتين على الأقل:
1. هرمون النمو لا يستطيع اختراق غمد الليف العضلي لذا تظهر بعض آثاره من خلال ارتباطه بمستقبلات الخلايا المستهدفة، حيث ينشط انقسام وتكاثر الخلايا الغضروفية في الغضاريف مباشرة.
2. يحفز هرمون النمو إنتاج عامل النمو المشابه للانسولين1 وهو هرمون مماثل لطليعة الأنسولين. يستهدف هرمون النمو الكبد التي تمثل العضو الرئيس لهذه العملية وهو أيضا الموقع الرئيس لإنتاج عامل النمو المشابه للأنسولين1. الأخير لديه آثار محفزة للنمو على مجموعة مختلفة من الانسجة. وينتج عامل نمو مشابه للأنسولين1 إضافي داخل الأنسجة المستهدفة، حيث إن هذا الهرمون يمكن أن تنتجه أنواع مختلفة من الغدد.
عامل النمو المشابه للأنسولين1 يملك تأثيرات محفزة على خلية بناء العظم ونشاط الخلايا الغضروفية وذلك لتعزيز نمو العظام.
وبالإضافة إلى زيادة الطول عند الأطفال والمراهقين، يملك هرمون النمو تأثيرات أخرى كثيرة في الجسم، ومنها:
* زيادة الاحتفاظ بالكالسيوم، يقوي ويزيد من تمعدن العظام
* يزيد كتلة العضلات
* يحفز تكسير الدهون
* يزيد إنتاج البروتين
* يحفز نمو جميع الأعضاء الداخلية باستثناء الدماغ
* يلعب دورا في التوازن
* يقلل من امتصاص الجلوكوز من الكبد
* يساهم في معادلة وظيفة البنكرياس
* يجب ملاحظة أن نقص هرمون النمو لايؤثر على مستوى ذكاء الطفل
مشاكل تسببها زيادة إفراز هرمون النمو
المرض الأكثر شيوعا لزيادة إنتاج هرمون النمو في البالغين هو ورم في الغدة النخامية. هذه الأورام الغدية حميدة وتنمو ببطء، وتقوم تدريجيا بإنتاج هرمون النمو أكثر فأكثر.. وفي نهاية المطاف، قد يصبح الورم الغدي كبيرا بما يكفي ليسبب الصداع، ويخل بالرؤية من خلال الضغط على الأعصاب البصرية، أو التسبب في نقص هرمونات الغدة النخامية الأخرى. زيادة هرمون النمو لفترة طويلة تسبب تثخن عظام أصابع اليدين والقدمين والفك، وينتج عن ذلك ثقلاً في الفك وزيادة حجم الأصابع وهو ما يسمى بداء "الأكروميجالي". المشاكل المصاحبة قد تشمل زيادة التعرق، والضغط على الأعصاب وضعف العضلات، وانخفاض الوظيفة الجنسية.
أحد طرق التشخيص
وعادة ما يتم التعرف على الأورام المفرزة لهرمون النمو في العقد الخامس من العمر. ومن النادر جدا حدوث مثل هذه الأورام في مرحلة الطفولة، ولكن عندما يحدث ذلك، فإن زيادة هرمون النمو يمكن أن تسبب النمو المفرط، وهو ما يدعي بداء العملقة.
مشاكل تسببها قلة إفراز هرمون النمو
آثار نقص هرمون النمو تختلف حسب العمر الذي تحدث فيه. في الأطفال يصاحبه فشل النمو وقصر القامة حيث تمثل المظاهر الرئيسة لنقص هرمون النمو، والأسباب الشائعة تشمل الأمراض الوراثية والتشوهات الخلقية، وكذلك يمكن أن يسبب هذا النقص تأخر النضج الجنسي في البالغين .
البالغون الذين يعانون من نقص هرمون النمو، يكون لديهم مشاكل غير محددة بما في ذلك السمنة الجذعية مع انخفاض نسبي في كتلة العضلات وفي كثير من الحالات، انخفاض الطاقة و النشاط.
التشخيص
تشخيص نقص هرمون النمو ينطوي على عملية تشخيص متعددة الخطوات، وتنتهي عادة باختبارات تحفيز هرمون النمو لمعرفة ما إذا كانت الغدة النخامية للمريض سوف تطلق هرمون النمو عند إثارتها بمحفزات مختلفة.
• تتم مراقبة طول الطفل ووزنه في فترة محددة
• معرفة أي قصة مرضية او استعمال اي ادوية اثناء الحمل
• معرفة عمر العظم عبر عمل اشعة للكف
• قياس مستوى " السوماتوميدين" والذي يفرز من الكبد بعد التحفيز بواسطة هرمون النمو
• الاشعة المقطعية او الرنين المغناطيسي لقاع الدماغ لاستيضاح اي عيب خلقي في الغدة النخامية
• تحفيز افراز هرمون النمو وقياس مستواه خلال فترة معينة
• قياس مستوى هرمون النمو خلال الليل لأن ثلثي كميته تفرز خلال النوم.
يشار إلى أن العلاج باستخدام هرمون نمو خارجي المنشأ يحتاج إلى مراقبة منتظمة بسبب الآثار الجانبية. يستخدم هرمون النمو كعلاج بديل في البالغين الذين يعانون من نقص هرمون النمو سواء بدأ في الطفولة (بعد الانتهاء من مرحلة النمو) أو ظهر في مرحلة ما بعد البلوغ (عادة نتيجة لورم في الغدة النخامية) في هؤلاء المرضى، تشمل منافع هذا العلاج وبنسب مختلفة تخفيض كتلة الدهون وزيادة كتلة الجسم، زيادة كثافة العظام، وتحسين مستوى الدهون.
يمكن استخدام هرمون النمو لعلاج الأمراض التي تسبب قصر القامة ولكنها لا تتعلق بنقص هرمون النمو. لكن النتائج لا تكون كبيرة عند مقارنتها بنتائج استخدامه في حالات قصر القامة التي يسببها نقص هرمون النمو فقط. ومن الأمثلة على الأسباب الأخرى لقصر القامة والتي كثيرا ما تعالج بهرمون النمو هي: متلازمة تيرنر، والفشل الكلوي المزمن، ومتلازمة برادر ويلي، وقصر القامة الحاد مجهول السبب.
استعمالاته التجريبية
فعالية وسلامة استخدام هرمون النمو كمكافح للشيخوخة غير معروفة حيث لم يتم اختبار هذا الاستخدام في التجارب السريرية بشكل كبير.
في السنوات الأخيرة في الولايات المتحدة، بدأ بعض الأطباء بوصف هرمون النمو لبعض المرضى المسنين الذين يعانون من نقص هرمون النمو (ولكن ليس للأشخاص الأصحاء) وذلك لزيادة الحيوية. بينما قانونية وفعالية وسلامة هذا الاستخدام لهرمون النمو لم يتم اختبارها في تجارب سريرية بعد. في الوقت الحاضر، لا يزال هرمون النمو البشري موضوعا معقدة جدا، والعديد من وظائفه لا تزال غير معروفة. تعود المطالبات باستخدام هرمون النمو كعامل مكافح للشيخوخة إلى عام 1990 م عندما نشرت مجلة إنجلترا الجديدة للطب دراسة جاء فيها أن هرمون النمو استخدم لعلاج 12 رجلا فوق سن الستين. وفي ختام هذه الدراسة، أظهر جميع الرجال دلالة إحصائية على زيادة كتلة الجسم والمعادن في العظام. هذا وقد أسيء تفسير نتائجهم بأنها تشير إلى أن هرمون النمو فعال في مكافحة الشيخوخة.
وقد قامت كلية الطب في جامعة "ستانفورد" بإجراء دراسات سريرية حول هذا الموضوع نشرت في أوائل عام 2007 م، وأظهرت أن تطبيق هرمون النمو على المسنين الأصحاء أدى إلى زيادة العضلات بنحو 2 كيلوغرام، وانخفضت الدهون في الجسم بنفس القدر. ومع ذلك، كانت تلك هي الآثار الإيجابية الوحيدة من استخدام هرمون النمو. ولم تكن هناك أي آثار مهمة أخرى، حيث لم تتأثر كثافة العظام أو مستويات الكوليسترول، أو قياسات الدهون، أو نسبة استهلاك الأوكسجين، أو أي عامل آخر من شأنه أن يشير إلى زيادة اللياقة البدنية. ولم يكتشف الباحثون أيضا أي مكسب في قوة العضلات، والتي أدت بهم إلى أن يعتقدوا بأن هرمون النمو سمح فقط بإختزان الماء في العضلات بدلا من زيادة نمو العضلات. وهذا يفسر الزيادة في كتلة الجسم غير الدهني.
كما تم استخدام هرمون النمو تجريبيا لعلاج مرض التصلب المتعدد ولتعزيز فقدان الوزن في السمنة، ومرض "كرون" والتهاب القولون التقرحي. كما تم استخدام هرمون النمو في الحفاظ على كتلة العضلات المفقودة بسبب الإيدز والمرضى الذين يعانون من متلازمة الأمعاء القصيرة لتقليل الحاجة إلى التغذية عن طريق الحقن الوريدية.
الآثار الجانبية
استخدام هرمون النمو كدواء تمت الموافقة عليه من قبل هيئة الغذاء والدواء الاميركية والاكاديمية الامريكية لطب الاطفال لعدة متطلبات. وهذا يعني أن الدواء له معدل أمان مقبول على ضوء فوائده عند استخدامها بالطريقة المعتمدة.