بعد تحديد نوعية المرض وحاجة الطفل لزراعة الكبد من عدمها يتم توفير المتبرع وفي الغالب يكون متبرع حي من الأقارب وذلك نتيجة ندرة التبرع بالأعضاء في مجتمعنا لذا فإن أكثر من 90% من عمليات زراعة الكبد للأطفال في السعودية هي من متبرعين أحياء بعد انتهاء عملية الزراعة ونجاحها تبدأ رحلة المتابعة ما بعد الزراعة وهي لا تقل أهمية عن الزراعة نفسها فبدون المتابعة الدقيقة ومتابعة الأهل المستمرة ومعرفتهم لما قد يحصل في حالة عدم المتابعة فإن الكبد المزروعة قد تفقد لاسمح الله أو أن الطفل قد يتعرض لمضاعفات شديدة جدا قد تؤثر على حياة الطفل لا سمح الله ومن واقع تجربة وبعد أكثر من ثمان سنوات في هذا المجال أرى أن هناك تقصير كبير جدا من جانبنا كمقدمين للخدمة الصحية في عدم توعية الأهل وشرح كل شيء لهم بالتفصيل وتوفير قنوات للتواصل المستمر معهم بعد خروجهم من المستشفى وهذا في رأيي المتواضع أهم العقبات التي نواجهها حاليا خصوصا في حالة سكن العائلة في أماكن بعيدة عن الرعاية الصحية المتقدمة للتعامل مع هذه الأمراض وهنا سأوضح ما هي أهم الأدوية التي تعطى بعد الزراعة وطرق استخدامها وما هي أهم الأشياء التي يجب متابعتها والحرص عليها من أجل المحافظة على الكبد المزروع وعلى حياة وصحة الطفل ما بعد الزراعة.
1-(إف كي) أو (تاكروليمس)
وهو دواء مسؤول عن تثبيط المناعة من أجل عدم رفض الجسم للكبد المزروعة ويجب ان يعطى بجرعات معينة تحت إشراف طبي ممن هو متخصص في مجال زراعة الكبد غالبا تعطى الجرعة مرتين في اليوم عن طريق الفم ويتم زيادة أو انقاص الجرعة بشكل مستمر بناء على مستوى انزيمات الكبد وعلى درجة المناعة فأحيانا يتم زيادة الجرعة عند وجود ارتفاع في انزيمات الكبد وأحيانا يتم انقاص الجرعة عند ارتفاع مستوى الدواء في الدم الى درجات عالية أو عند ظهور علامات في نقص المناعة مثلا زيادة في نشاط الفيروسات الخاملة وخلافه وهذا يوضح مدى أهمية المتابعة وخطورة عدم المتابعة، فعدم المتابعة وعدم الانتظام في إعطاء الدواء يؤديان الى رفض مؤقت وفي حالة عدم علاجه قد يتطور الى رفض مزمن في الكبد المزروعة ومن ثم الحاجة الى إعادة الزراعة لا سمح الله لأنه في حالة عدم استجابة الجسم لعلاج الرفض المزمن فإن الكبد يفشل في عمله ونعود الى مرحلة ماقبل الزراعة وفي المقابل عند إعطاء دواء ( الإف كي) بجرعات عالية دون اشراف طبي ودون متابعة لمستوياته في الدم قد يؤدي الى نقصان حاد في المناعة ومن ثم تعرض الطفل لالتهابات متكررة وعلى المدى البعيد قد يؤدي الى التهابات فيروسية والتهابات في الغدد اللمفاوية قد تهدد حياة الطفل.
2- الأسبرين
ويعطى بعد عملية الزراعة بأسبوع تقريبا والغرض منه أن يعمل كمانع للتجلط في أوردة الكبد ويؤخذ بجرعات معينة وعادة ثلاث مرات في الأسبوع تكون كافية، أو كل يومين ويتم عادة التوقف عن تناوله بعد سنة من تاريخ زراعة الكبد.
3- المغنيسيوم
ويعطى بجرعات يحددها مستوى المغنسيوم في الدم وسبب إعطاء هذا الدواء أن دواء (الإف كي) يؤدي الى هبوط مستويات المغنسيوم في الدم كأحد الأعراض الجانبية لهذا الدواء ومن ثم يجب الإستمرار في أخذه بناء على مايقرره الطبيب أهم عرض جانبي لهذا الدواء هو الإسهال ومن ثم في حالة تعرض الطفل الى الاسهال يجب التوقف عن استخدام الدواء.
4-الاورسودايول
وهو عبارة عن مادة صفراوية مصنعة، وحميدة على الكبد، وتعمل كمنشط للكبد بعد الزراعة وغالبا يؤخذ في جميع أمراض الكبد في الأطفال ما قبل الزراعة، ويؤخذ بجرعات أقل فيما بعد الزراعة.
5- الكورتيزون
وهو دواء معروف وشائع استخدامه في امراض كثيرة ولكن في حالة ما بعد زراعة الكبد في الأطفال يؤخذ كدواء مثبط للمناعة وعادة يكون استخدامه في البداية بجرعات عالية ومن ثم يتم انقاص الجرعة تدريجيا والتخلص منه تماما في فترة ستة اشهر على الأكثر من تاريخ الزراعة وللكورتيزون أعراض جانبية كثيرة ولكن أكثر ما يظهر على الأطفال هو زيادة الوزن وارتفاع الضغط وهشاشة العظام لذا قد يحتاج الطفل أدوية الضغط وجرعات من فيتامين دال والكالسيوم والفوسفات للمحافظة على مستوى هذه الأملاح في الدم ومن ثم المحافظة على صحة العظام وكل هذه الأعراض تختفي تماما بعد إيقاف الكورتيزون.
ويجدر الإشارة الى أن بعض المراكز في امريكا ونتيجة لهذه الأعراض الجانبية للكورتيزون بدأوا في عدم استخدامه والاعتماد فقط على الإف كي كدواء رئيسي والنتائج المبدئية جيدة جدا.
منقول