الإجهاض أمر شائع لدى الكثير من النساء اللواتي مررن بتجربة حمل، وفي معظم الحالات هو رحمة من الله سبحانه وتعالى بأن يتوقف نمو الأجنة غير السليمة مبكراً، ولا توجد أسباب عضوية تؤدي إلى تكرار الإجهاض، وبشكل عام فالإجهاض المتكرر هو الذي يحدث مرتين إلى ثلاث مرات تلقائياً قبل الأسبوع 20 من الحمل، ويحدث بنسبة 3% للأسر الراغبة بالحمل، وله أسباب عديدة ، وفي 30% من الحالات قد لا يتم التعرف إلى سبب واضح للإجهاض.
و من أسباب الإجهاض المتكرر الأسباب الوراثية وتظهر عادة بشكل مبكر خلال الشهور الثلاث الأولى من الحمل وفي بعض الأحوال يظهر الإجهاض خلال الأيام الأولى بعد انقطاع الدورة، ويكون الوالدان طبيعيين وسليمين في المظهر الخارجي لكن لديهما القابلية على تكوين أجنّة ذات خلل في التركيبة الوراثية للكروموسومات سواء بالعدد أو بالتركيب وهذا ما يسبب حدوث 3 – 9% من حالات الإجهاض، ويلزم الطبيب إجراء فحص للكروموسومات لدى الأب والأم لمعرفة مدى إمكانية نقلهما لصبغة وراثية معيبة وفحص نتائج الإجهاض ويمكن إجراء عملية تلقيح مجهري باستخدام البويضات والحيوانات المنوية الخاصة بالأب والأم ، وبعد التلقيح خارج الجسم يتم أخذ عينة من كل بويضة ملقّحة وفحصها فإذا كانت سليمة تتم إعادتها مرة أخرى للجسم وإذا كانت غير سليمة يتم استبعادها وبهذا قد تزيد فرص الحمل بإذن الله.
وهناك الأسباب الهرمونية ومن الأسباب الشائعة نسبياً متلازمة تكيس المبايض والتي قد يصاحبها خلل في إفراز هرمونات المبيضين، وخلل الغدة الدرقية، وارتفاع نسبة هرمون الحليب، ومرض السكري وخاصة إذا صعبت السيطره عليه، ويعتمد علاج هذه الحالات أولاً على التشخيص السليم وذلك بعمل تحاليل دم لمعرفة نسبة الهرمونات ومن ثم على علاج السبب المباشر.
ومن الأسباب أيضاً التشوهات الخلقية وتليّفات الرحم والتي تشمل وجود عيوب خلقيّة بالرحم مثل وجود حاجز يقسم التجويف الرحمي أو الرحم ذو القرنين أو ورم ليفي داخل تجويف الرحم، وهناك حالات يكون فيها التصاقات داخل تجويف الرحم، ويتم التشخيص عن طريق عمل الأشعة بالموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد أو أشعة الرنين المغنطيسي أو المنظار الرحمي، ويتم معالجة هذه الحالات جراحياً بواسطة إزالة الحاجز أو تحرير الالتصاقات إذا لزم الأمر، أما بالنسبة لضعف عنق الرحم فيتم علاجه بوضع ربط لعنق الرحم خلال فترة الحمل.
وكذا الأسباب المناعية فقد يكون الجهاز المناعي هو سبب حدوث الإجهاض ويكون سبباً في عدم استمرار الحمل، ويتم علاج بعض الحالات باستخدام حقن الهيبارين وأدوية تساعد على استقرار الجهاز المناعي.
وأمراض تخثر الدم فقد تكون هذه الأمراض وراثية أو مكتسبة مثل متلازمة الذئبة الحمراء، ويعد الحمل في هذه الحالة من الحالات الحرجة التي تستلزم متابعة دقيقة في مراكز صحية متخصصة.
يتم العلاج بإعطاء المريضة العقاقير المسيلة للدم ومن ضمنها الأسبيرين والهيبارين طوال فترة الحمل وفي بعض الحالات خلال فترة النفاس.
وأخيراً الأسباب البيئية والغذائية كالتدخين والكحول ونقص بعض الفيتامينات وزيادة الوزن.
منقول