العمود الفقري هو عمود جسم الانسان وهو الأساس الذي من خلاله تتشكل هيئة الانسان التي نراها بهذا الشكل العمودي ولا تتوقف أهمية العمود الفقري من هذا التجسيد الظاهر للشكل والهيئة بل إن هذا العمود تلتصق به أجزاء الجسم الأخرى، أي الأطراف والصدر والبطن والحوض والرأس فهو بهذا المعنى يكون المحور الذي ترتكز حوله أجزاء الجسم، ويتكون العمود الفقري من قطع عظمية موضوعة الواحدة فوق الأخرى، وهذه القطع العظمية تربط فيما بينها وتثبّتها أربطة ليفية صلبة، وهذا ما يفسر حدوث الشد العضلي الذي يصيب الظهر أحيانا فإذا كان هناك فقرة في العمود ليست في مكانها الصحيح فهي ستؤثّر بشكل رئيسي على العصب القريب منها وبالتالي، كردّة فعل من الجسم، يحدث شدّ عضلي في المكان نفسه، ويتكون العمود الفقري من 7 فقرات في الرقبة تليها 12 فقرة في منطقة الصدر، ثم 5 فقرات كبيرة في منطقة البطن (مايسمى بالقطنية)، وتليها المنطقة العجزية والعصعصية وهي خمس فقرات تليها أربع فقرات.
ولو نظرنا لكل فقرة من فقرات العمود الفقري على حده لوجدنا أن هناك تجويفا داخل كل فقرة، والفقرات عندما تنتظم فوق بعضها البعض فإن هذا التجويف يمتد بطول امتداد الفقرات ليشكل تجويفاً انبوبياً كبيراً داخل فقرات العمود الفقري، ويمتد خلال هذا التجويف الأنبوبي الكبير حبل عصبي، مصدره الدماغ ويمر هذا الحبل العصبي من خلال هذا التجويف، وتتفرع من هذا الحبل العصبي أعصاب طرفية تغذي أجزاء مختلفة في العنق والصدر والبطن والحوض والأطراف العلوية والسفلية، وهذه الأعصاب تخرج من تجويف قناة العمود الفقري من خلال فتحات جانبية، تقع بين العظم والأربطة على جانبي كل فقرة، وذلك بمعدل عصب في كل جهة، ويبلغ عدد هذه الأعصاب 31 زوجا.
ولك أن تتساءل كيف يمكن لهذا العمود العظمي الصلب أن ينحني إلى الأمام وإلى الخلف بشكل كبير، وينحني أيضا على الجانبين والاجابة تكمن بوجود وسادة أو قرص ليفي يمنع احتكاك عظام الفقرات ويعطي لأجزاء العمود مرونة تمكنها من الحركة وهذه الوسادة أو القرص يوجد بين كل فقرة والأخرى التي فوقها أو تحتها، وهي تتأثر وتتآكل كلما تقدم بالانسان العمر.
إن أي خلل أو عارض يصيب منطقة العمود الفقري يتم تشخيصه عن طريق الفحص السريري وعن طريق عدة انواع من الأشعة، تتدرج من الأشعة العادية ال x-ray إلى أنواع أخرى متقدمة من الأشعة مثل الأشعة المقطعية وأشعة الرنين المغناطيسي.
وتختلف الأمراض التي تصيب هذه المنطقة من الجسم، وأشهرها او الشائع لدى الناس هو الانزلاق الغضروفي فقد يشكو المصاب من ألم في أسفل الظهر يمتدّ إلى رجليه، كما أنه يحس بالانزعاج عند الجلوس لفترة طويلة والإحساس بالألم عند رفع أوزان خفيفة وتجدر الاشارة إلى أنّ معظم الأشخاص قد لا يُدرك أنّه يعاني من انزلاق غضروفي، فالأعراض ليست متشابهة لدى جميع المرضى، كما أن هناك أمراضاً أخرى أكثر خطورة وأكثر تعقيداً ولا يتسع المجال هنا لذكرها على أمل أن نلقي الضوء عليها لاحقاً مثل هشاشة عظم الفقرات، وضيق القناة الفقارية، واضمحلال الغضروف وهو ما يتسبب فيه التقدم في السن.
ولوقاية هذا الجزء من الجسم عليكم الالتزام باتباع برنامج بدني مناسب، واتباع نمط حياة صحي واتباع تعليمات السلامة الشخصية في نقل أو رفع أو تحريك الأشياء.
منقول