تتهاون العديد من السيدات في التحلي بالرفق عند الاعتناء بالشعر. إن الطرق المتبعة في تسريح الشعر تؤثر بشكل مباشر على مظهره الصحي ومن تلك الطرق: صبغ الشعر وتشقيره، واستخدام المنتجات الكيميائية لفرد الشعر أو تجعيده، وتجفيف الشعر واستشواره، وتجديله، وتفتيح لونه.
تشريح الشعرة
تتكون الشعرة من ألياف أشبه ما تكون بالصوف تتحد مجتمعة في حزمة واحدة ويغلفها من الخارج قشرة. وتتألف الشعرة من ثلاث طبقات: النخاع وهو عبارة عن الألياف الداخلية، ثم اللحاء الذي يحيط بالنخاع، وأخيراً القشرة وهي الطبقة الخارجية من الشعرة التي تقوم بمهمة حماية الشعرة وهي الأكثر عرضة للتلف.
تخترق الشعرة البصيلة في فروة الرأس وتنمو بمقدار 4/1 إنش في الشهر، وتستمر في النمو على مدى 6 سنوات. وكجزء من الدورة الطبيعية لحياة الشعرة فإنها تسقط لاحقاً لتفسح الطريق لنمو شعرة جديدة.
ويعتمد طول شعرك على المدة التي تستغرقها دورة نمو الشعر. فإذا كانت دورة نمو شعرك تتم خلال سنتين بدلاً من 6 سنوات فإن الشعرة تصل إلى مرحلة الذروة في وقت مبكر وفي طول أقصر. وينطبق الأمر نفسه على سماكة الشعرة: حيث ينمو الشعر الكثيف من بصيلات كبير، بينما تنتج البصيلات الضيقة شعراً أرق سماكة.
والأسوأ من ذلك بالنسبة للرجل أو المرأة على حدّ السواء حدوث الصلع نتيجة انكماش حجم بصيلات الشعر المسؤولة عن انتاج الشعر الجديد أو تغير نشاطها لتصبح خاملة.
تؤثر العديد من الأمورفي دورة حياة الشعر، ومنها الطرق المتبعة في تسريح الشعر. فالمبالغة في تسريح الشعر تزيد من تغيير التركيبة الطبيعية للشعر. وعلى الرغم من أن قوة الشعر ومدى تحمله للكم الهائل من التسريح والتصفيف المتكرر يعتمد بالدرجة الأولى على الجينات وبنية الشعر وخشونته إلا أن القليل من التسريح يمكن أن يعدّ كثيراً إذا تعلق الأمر بصحة الشعر. إذا تعرض الغلاف الخارجي في الشعرة للتلف تصبح الطبقة الداخلية مكشوفة ومعرضة للعوامل الخارجية مما يسبب جفاف الشعرة فتفقد لمعانها وحيويتها.
أسباب تلف الشعر
هل حقاً عندما نقوم بتلوين الشعر أو تجعيده فإننا نتسبب في إيذاء الشعر وأن مساوئ الأمر تضاهي حسناته. فيما يلي 8 أمور اعتدنا القيام بها لأهداف جمالية يمكن لأي منها أن يكون سببا في اتلاف الشعر أو إلحاق الأذى به.
التشقير - تعمل المواد الكيميائية في منتجات تشقر الشعر باختراق الغلاف الخارجي للشعرة وإزالة لونها الطبيعي. إن ما يحدث هنا هو تغيير بنية شعرك وتركيبته مما يجعله أكثر عرضة للضرر. وما أن يحدث تشقير الشعرة تتغير قوتها وتصبح ضعيفة. أضف إلى ذلك ما قد تقومين به عقب التشقير من استشوار الشعر وتسريحه الأمر الذي يزيد حتماً من مقدار الأذى الذي يقع على الشعر مما يؤدي إلى تكسر الشعر وتقصفه فيبدو باهتاً وجافاً.
التجعيد - ونشير هنا عموماً إلى استخدام المستحضرات الكيميائية سواء لتجعيد الشعر أو تمليسه وفرده. حيث تعمل على كسر الروابط الداخلية للشعرة وإعادة تشكيلها بطريقة أخرى مختلفة. فعلى سبيل المثال، تقوم المواد الخاصة بتشقير الشعر بإضعاف الشعر مما يجعله باهتاً وعرضة للتلف مع مرور الوقت فيفقد الشعر مظهره الحيوي الكامن في تجعيداته الطبيعية أو في بريق الخصل الناعمة. وهكذا يصبح الشعر جافاً وسهل التكسر.
تلوين الشعر بالصبغات والهايلايت- على الرغم من أن أضرار الهايلايت والصبغات المؤقتة لا تعادل في خطورتها أضرار التشقير إلا أنها لا تخلو من العواقب السلبية فهي تعمل أيضاً على تغيير البنية الداخلية للشعرة خاصة إذا تم استخدامها على نحو مفرط ومتكرر لتغطية جذور الشعر الابيض، الأمر الذي من شأنه أن يفقد الشعر لمعانه ويتركه جافاً.
تجفيف الشعر بالاستشوار الهوائي أو المكواة- تؤدي الحرارة إلى تغيرات مؤقتة في الروابط الهيدروجينية التي تحافظ على تماسك الشعر، مما يجعل مظهر الشعر باهتاً. بالإضافة إلى أن تعرض الشعر لمثل هذه التغيرات المؤقتة على نحو مستمر فإنها تتحول مع الوقت إلى أضرار دائمة لا سيما إذا أصبح تجفيف الشعر روتيناً يومياً.
رفع الشعر كذيل الحصان أو تسريحه بشكل جدائل - يمكن أن تساعد مثل هذه التسريحات على تقصف الشعر وتكسره بسهولة خاصة إذا تم شدّ الشعر بقوة. وإذا قمتِ يومياً بذلك فقد يحدث تلف الشعر بصورة دائمة.
كما يؤدي تجديل الشعر المبتل أو ربطه إلى تلف الشعر بشكل أسرع لأن الشعر الرطب يكون أسهل عرضة للتكسر والتقطع.
الإفراط في تمشيط الشعر – ويسبب ذلك تقصف نهايات الشعر وانقسامها حيث يعمل التمشيط المكثف على خلق قوة احتكاكٍ زائدة بالنسبة لما يتحمله الشعر. كما أن الأنواع الرخيصة وغير الجيدة من فرشاة الشعر يمكن أن تكون عاملاً ضاراً لأنها تسبب تشابك الشعر ولا تساعد على تفكيك التشابك مما يؤدي إلى تكسر الشعر وتقصفه.
الإفراط في الاستحمام بالشامبو - إن الهدف من الشامبو هو تنظيف فروة الرأس وتخليصها من الدهون المتراكمة. ولكن استخدمه على نحو مكثف يمكن أن يقضي على دهون الشعر الطبيعية التي تكسبه الرطوبة والمظهر الحيوي فيصبح الشعر جافاً. وعلى الرغم من أن معظم الدراسات تشيد باستخدام الشامبو لفوائده إلا أن المنتجات الجيدة لا تخلو تماماً من أعراض جانبية إذا ما تم استخدامها على نحو مفرط.
عند الاستحمام احرصي على غسل شعرك بلطف لأن ذلك يقلل من تهتك الغلاف الخارجي للشعرة. واعلمي أن تنظيف الشعر يتم عن طريق غسله المتكرر لعدة مرات في الأسبوع ولا يشترط بشكل يومي.
إصلاح الشعر التالف
سواء كانت حرارة الاستشوار أو مواد كيميائية أو صبغات أو تسريحات، فإنها جميعاً توقع قدراً من الضرر على الشعر. وخير ما يقال أن تجنب هذه الأمور بقدر المستطاع يضمن لك الحفاظ على شعر حيوي بأقل الأضرار.
والخبر السّار أن منتجات الشعر في الوقت الحاضر- بما في ذلك صبغات الشعر - قد أصبحت أكثر ملاءمة للشعر عما كانت عليه قبل 20 عاما بفضل التكنولوجيا والبحوث التي ساعدت على جعل منتجات تصفيف الشعر أكثر أماناً وأقل ضرراً.
كيف يمكنك معالجة الأضرار التي لحقت بالشعر من جراء الزيارات المتكررة لصالون العناية بالشعر؟
هناك أمران يمكن القيام بهما أولاً: قص نهايات الشعر التالفة للحصول على أطراف صحية. ثانياً: التقليل من الممارسات والمستحضرات التي تؤذي الشعر. كما يفضل أن تغيري طريقة تسريحة شعرك إذا لاحظتي أنه قد أصبح باهتاً وجافاً.
يرى كثير من خبراء الشعر أن السرّ في الحفاظ على شعر صحي يمكن في المحافظة على توازن عامل PH أي درجة الحموضة في الشعر. لكي تتمتع الشعرة بغلاف خارجي صحي وغير متهتك لابد أن تعادل درجة الحموضة 4.5 وهذه هي الدرجة التي يبدو عليها الشعر في أفضل حالاته الصحية. وعندما يبدأ هذا المعدل بالارتفاع فإن الشعرة تصبح أكثر هشاشة وتبدو كالقشة
بعض التوصيات للوصول
بالشعر إلى أقصى قدر
من الصحة والجمال:
ضعي منتج الشعر قبل تصفيف الشعر بالحرارة أو الاستشوار، لأنك بالتالي تقومين بتسخين المنتج أولاً وليس الشعر مباشرة.
استخدمي ملحقات الشعر بحكمة. لأنها تضيف نوعاً من الضغط على جذور الشعر مما يسبب لها الأذى. هناك وسائل حديثة تعتمد على تركيب خصلات الشعر بواسطة أنواع خاصة من الصمغ الذي يمكن تذويبه ببساطة عن طريق استخدام زيت الأطفال. ولكن احرصي على عدم الإكثار من وضع ملحقات الشعر أياً تكن الطريقة التي تتبعينها في ذلك تجنباً لتدهور صحة الشعر.
تخلصي من الشعر التالف- الحل الأمثل للتخلص من أطراف الشعر المتقصف والجاف هو قصه لينمو من جديد بشكل صحي.
منقول