سُكري الحمل هو ارتفاع مؤقت لنسبة السكر أثناء الحمل فقط ينتهي بالولادة. وهو نوع من أنواع مرض السُكرّي" إرتفاع مستوى السُكّر في الدم".
تشير الإحصائيات الحديثة بأنه يُصيب مابين 3.8 إلى 12.5% من النساء خلال فترة متأخرة من الحمل, لذا يُعّد من أكثر أمراض الحمل شيوعاً. ويختلف سُكرّي الحمل عن باقي أنواع مرض السُكري بأنه يُصيب المرأة والتي ليس لها تاريخ مرضي بالسُكّري في أثناء فترة الحمل فقط.
مُسببات سُكرّي الحمل
لايُعرف إلى الآن مسببات سُكري الحمل, ولكن هناك بعض الاحتماليات المقترحة ومنها أن المشيمة تنتج هرمونات تساعد على نمو الطفل وهذه الهرمونات تقوم بتثبيط عمل الانسولين, الهرمون المنظّم لمستوى السُكّر في الدم, وبالتالي الإصابة بأعراض السُكّري.
من هُن النساء اللواتي لديهن خطر الإصابة بسكّري الحمل؟
هنالك عدة عوامل تجعل المرأة الحامل أكثر عرضة من غيرها من الحوامل للإصابة بسكري الحمل, ومن ضمنها:
البدانة (معدّل كثافة الجسم\الطول أكثر من 30).
الإصابة بسكّري الحمل في حمل سابق.
وجود مرض السكّري في العائلة.
وجود سّكر في البول.
وبعض الأخصائيين يضيفون العوامل التالية:
ولادة طفل كبير في السابق ( تعريف الطفل الكبير: طفل وزنه أكبر من 4 كيلوغرامات وبعضهم يستخدم 4 ونصف كيلوغرامات).
إذا حدث إجهاض غير معروف سببه في السابق.
ولادة طفل بتشوهات خلقية في السابق.
وجود ارتفاع في ضغط الدم.
إذا كانت الحامل أكبر من 35 سنة.
بالإضافة إلى كل ماسبق, قد يكون اكتساب وزن كبير خلال الحمل هو أحد الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بسكري الحمل, بحسب دراسة تّم نشرها في مجلة النساء والولادة مؤخراَ.
أعراض سُكّري الحمل
بالرغم من أن سُكري الحمل قد يأتي بدون أعراض ظاهرة إلا أن المُصابة قد تعاني من بعض الأعراض التي غالياً ترافق مرض السُكري مثل العطش, الإجهاد السريع, كثرة التبّول, والإجهاد السريع.
تشخيص سّكري الحمل
نظراَ لأن معظم النساء لا يكون لديهن عوامل خطورة مسبقة, لذا أصبح الآن إجراءً روتينياً من إجراءات الحمل أن يتّم فحص مستوى السّكر في الدم لدى جميع النساء الحوامل في فترة الحمل بين 24-28 إسبوعاً.
ويتّم التشخيص إذا تواجدت أي من القراءات التالية:
سُكر ماقبل الوجبات (الصائم): ≥ 92 مليغرام\دسل (5.1 مليمول\ليتر)
قراءة سُكر الدم ساعة بعد الوجبة:≥ 180 مليغرام\ دسل (10 مليمول\ليتر)
قراءة سُكر الدم ساعتين بعد الوجبة: ≥ 120 مليغرام\دسل (8.5 مليمول\ليتر).
تأثير سُكري الحمل على الجنين
نظراً لأن سُكري الحمل يصيب فقط الحوامل في الأسابيع الأخيرة من الحمل, لذا فهولا يتسبب, بإذن الله, في تشوهات خلقية للجنين لأن الجنين قّد تم تكوينه في هذه المرحلة من الحمل. ولكن, عدم التحّكم في مستوى السُكّر ومعالجته إذا تّم تشخيصه, قد يصيب الجنين بالضرر.
عندما يتم التشخيص بسُكّري الحمل, فإن البنكرياس يعمل فوق طاقته الاعتيادية لكن الإنسولين يكون بدون فائدة ولا يستطيع التقليل من مستوى السُكّر, أو الجلوكوز, في الدم. وبالرغم من أن الإنسولين لا يستطيع عبور المشيمة, إلا أن الجلوكوز وباقي جزيئات الغذاء تستطيع عبور المشيمة وبالتالي, تصل إلى الجنين, مما يؤدي إلى وصول كميات كبيرة من السُكّر إلى الجنين. عندها, يقوم بنكرياس الجنين بإنتاج إنسولين كوسيلة لمقاومة تأثير كميات السُكر العالية وللتخلص من السكّر الزائد. وكنتيجة نهائية, يحصل الجنين على كميات طاقة أكثر مما يحتاجها, لذا يقول بتخزينها كدهون في الجسم ممايؤدي إلى متلازمة" الجنين السمين" أو " ماكروسوميا".
المواليد المصابون بمتلازمة الجنين السمين يواجهون مشكلات طبية في المستقبل من ضمنها ضرر في الأكتاف خلال الولادة ومشاكل صحية في التنفّس, ونظراً لأن إفراز الإنسولين أعلى من المعدل الطبيعي, لذا قد يصابون بنوبات إنخفاض مستوى السُكر في الدم, كما أنهم عرضة لأن يصابوا بالبدانة المفرطة أو الإصابة بالنوع الثاني من مرض السّكري.
مضاعفات سُكري الحمل
يُعتبر الحمل الذي يصاحبه السُكري من أنواع الحمل الخطرة وبالرغم من أن في أغلب الأحيان, تُشفى النساء الحوامل من سُكري الحمل ولكنهن عرضة للإصابة به مرة أخرى ( قد تبلغ نسبة الاصابة 2 لكل 3 نساء). أحياناً, يتحول سُكرّي الحمل إلى النوع الثاني من مرض السُكّري, وبالرغم من أن النسبة قليلة و لاتستدعي القلق, لكن هؤلاء النساء سيحتاجون فترة علاج طويلة تمتد إلى مرحلة مابعد الحمل.
علاج سُكّري الحمل
نظراً لأن سُكّري الحمل قد يصيب الجنين بالضرر, لذا لا بُد من معالجته في حالة تشخيصه والتحكم فيه. بالإضافة إلى أن التحكم فيه قد يساعد في التقليل من نسبة الولادة عن طريق العملية القيصرية.
وعند علاجنا لمرض سُكّر الحمل, فنحن نحرص على الحصول على مستوى سُكر في الدم قريب من مستوى سُكّر الدم لدى النساء الحوامل غير المصابات بسكري الحمل. واهم أساليب العلاج تتركز في الآتي:
النظام الغذائي والحمية
النشاط الجسدي (ممارسة التمارين الرياضية الخاصة بالحمل).
الإنسولين للحالات التي يفشل فيها الحمية والتمارين الرياضية في التحكم بمستوى السّكر.
فحص مستوى السُكّر بالدم
قد تحتاج فئة من الحوامل إلى أن تفحص مستوى السّكر في الدم بانتظام, وفي هذه الحالة توصي جمعية السّكر الأميركية بجعل مستوى السّكر في هذا النطاق:
سُكر ماقبل الوجبات: 95 مليغرام\دسل ( أو أقل .
ساعة بعد الوجبة: 140 مليغرام\ دسل أو أقل.
ساعتين بعد الوجبة: 120 مليغرام\دسل أو أقل.
سبب انخفاض سكر الدم؟
قد يحدث الانخفاض في سكر الدم في الناس غير المصابين بمرض السكري بسبب عدة عوامل, منها:
1. إما أن الجلوكوز يتم استخدامه من قبل الجسم بسرعة أكثر من المعدل الطبيعي.
2. ان انتاج الجلوكوز لكي يتوافق مع احتياج الجسم أبطأ من المطلوب.
3. أن كمية الإنسولين التي يفرزها الجسم كبيرة.
4. وقد تكون نتيجة أمراض معينة, ففي حالات أقل شيوعاً يحدث انخفاض سكر الدم في الشهور المبكرة من الحمل أو ينتج عن طول صيام أو الرياضة المجهدة أو أورام البنكرياس. أيضاً يعتقد بعض الباحثين أن بعض الأشخاص تكون أجسامهم أكثر حساسية لهرمونات محددة مثل الإبينفرين الذي يسبب أعراض انخفاض سكر الدم.
آخرون يعتقدون أنه ينجم عن انخفاض في هرمون الغلوكاغون مما يؤدي إلى انخفاض سكر الدم. كما أن بعض أسباب انخفاض سكر الدم التفاعلي قد تكون معروفة فجراحة المعدة على سبيل المثال قد تسبب انخفاض سكر الدم بسبب العبور السريع للطعام إلى الأمعاء الدقيقة.
ما هي أعراض هبوط سكر الدم؟
قد تختلف أعراض هبوط سكر الدم من شخص لآخر إنما هنالك أعراض مشتركة قد تحدث للغالبية العظمى من الناس, ومن المهم معرفة الأعراض المصاحبة لهبوط سكر الدم بصورة مبكرة والتعامل معها بجدية, وذلك للحد من خطورة هبوط السكر وأخذ العلاج اللازم لأن هبوط سكر الدم قد يساعد على زيادة حدوث الحوادث .
من الأعراض التي قد يشعر بها المصاب بحالة هبوط سكر الدم هي الآتي:
- ضعف عام.
- رعشة بالأطراف.
- تعرق شديد.
- شعور بالجوع.
- زيادة نبضات القلب.
- صداع.
- دوار وقلة تركيز.
- ضبابية أو ازدواجية بالرؤية.
- العصبية الزائدة.
الوقاية من سكّري الحمل
حتى نستطيع تقليل احتمالية الإصابة بسُكري الحمل لابد أن تتبع المرأة أسلوب حياة صحى مثل تناول الغذاء المتوازن وأداء التمرينات الرياضية المنتظمة وتجنب الزيادة الشديدة للوزن أثناء الحمل .
منقول