التخلص من الغازات المؤذية

أ.د. جابر بن سالم القحطاني

تطرقنا الاسبوع الماضي الى مشاكل الجهاز الهضمي واكدنا ان العلماء يعزون سوء الهضم إلى العوامل النفسية مثل الضغوط والقلق والتوتر أو خيبة الأمل، واشرنا الى ان من مشاكل الهضم الإمساك الذي يكون من أهم مسبباته نقص الألياف في الغذاء وقلة استهلاك السوائل والماء، كما أن من مشاكل الهضم الحرقة وذكرنا اسبابها .
واستكمالا لهذا الموضوع نشير الى مشاكل اخرى للهضم والتي منها النفخة والغازات. نحن نعلم أن وجود الغازات في الجهاز الهضمي أمر طبيعي، ويعتقد الكثيرون أنهم يشتكون من كثرة الغازات ، بينما هذا ليس صحيحاً ، حيث يتخلص أغلب الأشخاص يومياً عشر مرات تقريباً من الغازات التي تتكون من أكسيد الكربون والأكسجين والهيدروجين والنشاذر. إن الرائحة الكريهة تنتج عادة من بعض البكتريا الموجودة في الأمعاء الغليظة والتي تنتج غازات كبريتية. وحيث إن الغازات مزعجة جداً وفي نفس الوقت محرجة، وللحد منها يجب أن نعرف مسبباتها ومن ثم علاجها. تصل الغازات إلى الجهاز الهضمي من مصدرين هما الهواء الذي نبتلعه والطعام الذي لم يتم هضمه جيداً، لأننا كلما تناولنا طعاماً، أو شربنا شراباً نبتلع معه الهواء. إنما الأكل بطريقة سريعة ومضغ اللبان والتدخين وأطقم الأسنان غير الملائمة تزيد من ابتلاع الهواء ومن بعض الغازات التي نبتلعها ولكن يبقى جزء كبير منها داخل الأمعاء. أما المأكولات التي تسبب الغازات فهي كل الأطعمة التي تحتوي على نشويات يمكن أن تسبب الغازات بينما المأكولات البروتينية والدهنية لا تسبب الكثير منها. إن جسم الإنسان بطبيعته لا يهضم بعض النشويات، والتي تصل إلى الأمعاء الغليظة حيث تقوم البكتريا الموجود بشكل طبيعي في الأمعاء فينتج منها الغازات. وتختلف قدرة الهضم من شخص لآخر، والمأكولات التي تسبب النفخة والغازات لشخص قد لا تسببها لشخص آخر.
إن النشويات التي تسبب النفخة هي :
1 سكر الرافينو Raffinose ، والبقوليات مثل الفاصوليا والفول والحمص والعدس، والخضر مثل الملفوف والقنبيط والحبوب مثل القمح بنخالته والبرغل والشعير والشوفان والجادوار.
2 سكر اللاكتوز Lactose مثل سكر الحليب الموجود طبيعياً في الحليب وبنسبة أقل في الأجبان والألبان . وهناك نسبة من الناس يشكون من نقص في مادة اللاكتاز الضرورية لهضم سكر الحليب والتي يفرزها الجسم طبيعياً. كما أن الانسان مع تقدم العمر يمكن أن ينخفض لديه مستوى اللاكتاز فتخف قدرته على هضم الحليب ومن ثم تزداد عنده النفخة كلما استهلك مواد تحتوي على لاكتوز .
3 النشويات في البطاطس والذره والمكرونة تسبب النفخة لبعض الأشخاص والأرز هو المصدر الوحيد من النشويات الذي لا يسبب النفخة.
4 الألياف وهي موجودة في الخضر والفواكه، والحبوب لا يهضمها الجسم ويتخلص منها من خلال إخراج الفضلات ، بعضها يسبب غازات أكثر من بعضها الآخر مثل البازيلا مقارنة بالتفاح والخس .
والحل الأسهل للتخلص من النفخة والغازات هو الابتعاد عن الأطعمة المدانة إذا كنت حساساً لها. إلا أنها في الحقيقة مأكولات صحية، قليلة الوحدات الحرارية، وتؤمن للجسم الكثير من المغذيات. وأقدم لك بعض النصائح للتخفيف من عوارض الغازات دون أن تمتنع عن الأطعمة المسببة للغازات والنفخة وهي :
• استهلك كميات قليلة من المأكولات التي تسبب الغازات مراراً حتى تعود جسمك عليها وبعدها يمكنك زيادة الكمية وبشكل تدريجي .
• امضغ جيداً المأكولات وتناولها بتأنٍ .
• استعمل التوابل ، مثل الكمون أثناء طبخ البقوليات والحبوب فهو يزيل الغازات.
• استبدل الحليب إذا كان يزعجك باللبن والأجبان.
• إذا كانت الغازات تضايقك فيمكنك تناول جرعات من الفحم النباتي وهو متوفر في الصيدلية وعليه المعلومات ويمكنك استخدامه إما بعد أو قبل الوجبة حيث يقوم بامتصاصها بشكل جيد .
• خفف من المشروبات الغازية .
• يمكنك تناول بعض الزهورات على هيئة شاي مثل اليانسون والنعناع والبابونج وإكليل الجبل والشمر والكراويه بعد كل وجبة .

القرحة
وتعتبر القرحة إحدى مشاكل الجهاز الهضمي حيث تصيب عادة الجزء الأسفل من المريء أو المعدة أو أعلى الأمعاء الدقيقة. ويجب أن نشير إلى أن المأكولات التي تزيد من إفراز الحمض في المعدة تزيد من حدة القرحة وتشمل هذه المأكولات، البهارات والحمضيات والشكولاتة والكاكاو والشاي والقهوة والكولا .
التدخين وأثره على عملية الهضم
لقد لاحظ العلماء أنه مع كل شفطة سيجارة تستنشق حوالي أربعمائة سنتيمتر مكعب من الهواء وأكثر من أربعين مادة مسرطنة. إن علاقة التدخين بسرطان الرئتين أصبحت واضحة ولكن التدخين مسؤول أيضاً عن سرطان الفم والمريء اللذين يتعرضان مباشرة للتبغ، إضافة إلى ذلك يؤخر التدخين عملية الهضم ويضعف عمل الصمام في المعدة الذي يمنع الافرازات المعدية من الرجوع أو الصعود نحو المريء ، فتتفاقم مشكلة حرقة الفؤاد . كما يزيد التدخين من خطر الإصابة بالقرحة ، ويعيق أيضاً عملية الشفاء ، فالتبغ يزيد من إفرازات الأحماض في المعدة ويفاقم مشكلة الغازات. ولقد تبين في السنوات الأخيرة أن التدخين يمكن أن يسبب بعض أمراض الكبد .
الرياضة ودورها في تفادي الإمساك
قد يتفاجأ البعض عند الإطلاع على دور الرياضة الإيجابي، والتوقف المفاجئ عن الرياضة بسبب مرض أو عمل يعتبر هو أول مسبب للإمساك . كما أن قلة الرياضة أو الحركة تزيد من خطر إصابة الشخص بحصى المرارة ، ويمكن تفادي ذلك إذا مارست الرياضة ولو نصف ساعة يومياً ، لمدة 5 أيام في الأسبوع . وتشير الدراسات أيضاً إلى أن الأشخاص الذين يشاهدون التلفزيون لمدة 40 ساعة في الأسبوع يصابون بحصى المرارة أكثر من الذين يشاهدونه ست ساعات فقط في الأسبوع . كما أن الأشخاص الذين أبتلوا بشرب الخمر فللمعلومية أن الخمر يزيد من أعراض الحرقة أكثر مئات المرات . كما أن الخمرة تفاقم حالة القرحة وإضافة للأمراض السرطانية التي تصيب الجهاز الهضمي من جراء الإدمان على الخمر فإن الكبد هو أكثر الأعضاء تضرراً ويصاب بتشمع الكبد أو ما يسمى بالكبد الدهني وتصبح الحالة صعبة ومستعصية حتى ولو امتنع الشخص عن تعاطي الخمر
منقول