أ.د. جابر بن سالم القحطاني
النطرون ملح يتولد من الأحجار السبخة وقد يتركب منها ومن
الماء. وأفضله ما جاء من مصر وهو الأبيض الخالص اللون الهش الناعم ويوجد من النطرون ما يكون ملسه دهنيا. ويوجد منه قطع على هيئة رقائق زبدية الشكل وهذه وإن كانت خفيفة صلبة فهو الأفريقي أو الرومي. والنطرون يتركب الجزء الأكبر منه من ملح كربونات الصوديوم والباقي قليل من كلوريد الصوديوم (ملح الطعام)، وبيكربونات الصوديوم ونترات الكالسيوم. وقد يطلق على الخليط المتقدم اسم البورق وهذا غير صحيح لأن اللفظ الأخير أصبح يطلق على الوراكس وهو ملح حامض البوريك.
وكربونات الصوديوم مادة هامة جداً في الصناعة وهي تحضر الآن بكميات عظيمة جداً تبلغ مئات الآلاف من الأطنان كل عام وتستخدم في صناعات كبيرة متنوعة منها صناعة الصابون وصناعة الزجاج والورق وإزالة عسر الماء وصناعة الصودا الكاوية وفي تحضير كثير من المركبات الكيميائية. يستخرج النطرون من مصر من وادي النطرون ولذلك سميت باسمه وهو واد بصحراء ليبيا وأصل الرواسب التي في الوادي بحيرات مالحة جف ماؤها. يجلو النطرون سائر الندب والآثار في الجسم إذا خلط مع العسل وطليت به الأماكن المصابة، كما يفتح صمم الأذن إذا طبخ مع الزيت وقطر في الأذن. وإذا حل مع الأدهان نفع من الحمى طلاء، وهو يقتل القمل ويفتح السدد ويخرج البلغم. كما كان المصريون يستخدمونه في التحنيط وقد ورد ذكر هذا الملح في كثير من أوراق البردي.
منقول