حين يهاجم الجهاز المناعي الخاص بنا عدة أجهزة في أجسامنا، فهي الذئبة الحمراء الجهازية وهي مرض مناعي ذاتي ومزمن، يصيب النساء غالبا ما بين ال 15الى 45 سنة حيث تبلغ النسبة من 70% - 90% من المصابين هم من النساء.
وهو مرض لم يعرف أسبابا محددة لإصابة الإنسان به، ولكن يعتقد ان أسباب المرض ترجع الى عوامل منها خلل في الجهاز المناعي المصمم لحماية الجسم، وهذا الخلل يفقد الجسم خاصية التعرف على انسجته مما يتسبب في تكون أجسام مضادة لهامن اهمها مضادات نواة الخلية(ANA)، كما ان بعض الدراسات أثبتت ان بعض العوامل تلعب دورا بالاصابة بالمرض، مثل العوامل الوراثية والمتمثلة بالجينات، حيث وجد ان اقارب المصابين لديهم قابلية أكثر للاصابة، كما ان الهرمونات الأنثوية من العوامل المرجح تأثيرها وهو ما يرجح أن للنساء النصيب الاكبر من الاصابة بهذا المرض، بالاضافة الى التعرض للأشعة فوق البنفسجية، وبعض أنوع الفيروسات، كما وأشارت الدراسات أن هذا المرض قد يحدث نتيجة للأثر الجانبي لبعض الادوية التي تشبه في ظاهرها مرض الذئبة الحمراء، ولكن لوحظ في حالة التأثير الجانبي للأدوية أنه وفي اغلب الاحيان وحين يتم ايقاف الدواء تزول الاعراض، ومن هذه الأدوية Hydralazine وهو دواء مرضى ضغط الدم المرتفع، Phenytoin وهو دواء مرضى الصرع penicillamine وهو دواء مرض روماتزم المفاصل، وفي هذه النقطة إذا كنت تأخذ مثل هذه الأدوية فإننا ننصح بأن تتبع نصائح طبيبك ولا داعي للخوف أو الهلع فإن حديث هادئ مع طبيبك عن مخاوفك من التأثيرات الجانبية سيؤدي في النهاية إلى اتخاذ كل التدابير الصحية المناسبة التي من شأنها وقايتك أولاً وتبديد مخاوفك ثانياً. هناك أربعة أنواع من مرض الذئبة، فهناك الذئبة العضوية والتي يمكن أن تؤثر على أي جزء من أجزاء الجسم، والاعضاء الأكثر شيوعا في الاصابة هي الجلد والمفاصل والرئتين والكلى والدم، وهناك الذئبة الجلدية التي تؤثر على الجلد فقط وتصيب الوجه والعنق وفروة الرأس وهي النوع الثاني، وهناك النوع الثالث الذي يظهر بسبب نوع معين من الادوية وتختفي العلامات والأعراض عادة عند التوقف عن أخذ تلك الأدوية، بينما النوع الاخير هو شكل نادر من الذئبة ويؤثر على المواليد الجدد.
علامات وأعراض الذئبة قد تتغير بمرور الوقت وتتداخل مع كثير من الاضطرابات الأخرى، ولهذه الأسباب قد لايتم تشخيض الذئبة حتى تصبح علامات وأعراض أكثر وضوحا وقد تصبح الاعراض حادة، ولأن هذا المرض يؤثر سلبا على عدة أجهزة في الجسم، فإنه وبناء على ذلك تختلف الأعراض باختلاف الجهاز المصاب، ولا يمكن لحالتين من حالات الذئبة الحمراء ان تتشابها في الاعراض ذاتها بالضبط ولكن مصاب الذئبة الحمراء قد يشتكي من أشياء كثيرة ومعقدة نذكر منها التعب، والحمى، اختلال الوزن بين نقص او زيادة، آلام وتصلب وتورم بالمفاصل، طفح جلدي على شكل فراشة يغطي الوجه والخدين وقصبة الأنف، المشاكل الجلدية تظهر أو تزداد سوءاً مع التعرض للشمس، قروح الفم، فقدان وسقوط الشعر، تحول الأصابع الى اللون الابيض او الازرق عند تعرضها للبرودة او لحالات التوتر (وهو ما يسمى بظاهرة رينود)، ضيق في التنفس، ألم في الصدر، جفاف العيون، كدمات، قلق، اكتئاب.
تشخيص المرض يعتمد على توفر مزيج من الأعراض والعلامات الطبية المميزة لهذا المرض، والنتائج المخبرية الخاصة مع استبعاد الأمراض المشابهة، وذلك لكي يمكن التفريق بين هذا المرض وبين الأمراض الأخرى التي قد تعطي أعراضا مشابهة، وقد وضعت الجمعية الأمريكية لأمراض الروماتيزم قائمة بأحد عشر معياراً أو مقياساً طبياً يدركه الأطباء المدربون، فإذا توفرت هذه المعايير فإنها تزيد من إمكانية تشخيص المرض، وعادة لتشخيص المرض يجب توفر 4 معايير من إجمالي 11 معياراً خلال أي وقت منذ بداية المرض، والأطباء ذوو الخبرة يستطيعون مع ذلك تشخيصه حتى لو توفر أقل من أربعة معاير، ولعل السبب في صعوبة التشخيص هو أنها تختلف من شخص لآخر كما تختلف باختلاف حدة المرض والعضو المتأثر، كما ان الاختبارات المعملية تساعد على تشخيص مرض الذئبة الحمراء وتحديد مدى إصابة أعضاء الجسم فاختبارات البول والدم الدورية تؤدي إلى تقييم مدى نشاط وشدة المرض، كما تحدد مدى استجابة جسم المريض للأدوية المستخدمة وبيان أية أعراض جانبية قد تظهر خلال فترة العلاج.
قبل الخوض في طرق العلاج لا بد للمريض أن يعرف طبيعة هذا المرض وأنه مرض مزمن وبالتالي يدرك أهمية المتابعة والانتظام بالعلاج دون يأس أو ملل وأن تكون المتابعة من قبل طبيب مختص وأن لا يكثر من التنقل بين العيادات أو المستشفيات، أما عن العلاج فانه يختلف وذلك باختلاف شدة المرض ومدى تأثيره على الجسم، ففي كثير من الحالات قد لا يحتاج المريض إلى أكثرمن مضادات الالتهاب والمسكنات وفي بعضها قد يحتاج إلى عقار الكورتيزون أو الأدوية الخافضة للمناعة وفي بعض الحالات قد يلجأ الطبيب إلى استخدام ما يعرف بالعلاج الكيماوي هذا إضافة إلى مضادات الملاريا والتي تستخدم في أغلب الحالات، والطبيب هو خير من يقرر متى وكيف تستخدم هذه الأدوية وغيرها، وتجدر الإشارة إلى أنه في ظل التقدم العلمي وزيادة وعي المرضى فان صورة المرض ليست بتلك الصورة القاتمة والسيئة التي يراها البعض وأن كثيرا من المرضى يمارسون حياتهم بشكل اعتيادي و طبيعي مثلهم في ذلك مثل غيرهم. من الأصحاء أما عن الوقاية فان مريض الذئبة الحمراء ينصح بتجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة حيث أن ذلك قد يؤدي إلى نشاط المرض كما ننصح المريض أن يبادر إلى مراجعة الطبيب عند الشعور بأعراض قد تدل على وجود التهاب ميكروبي مثل ارتفاع الحرارة خصوصا إذا كان يتعاطى عقار الكورتيزون أو أدوية خفض المناعة.
منقول