في البداية نود أن نهنئ الطلاب والطالبات بانتهاء الموسم الدراسي ونبارك للناجحين والناجحات ونتمنى لهم اجازة سعيدة خالية من الامراض، فمع دخول موسم الصيف المليئ بالفعاليات المبهجة والاوقات السعيدة والرياضات المائية والوجبات الغذائية في الخارج تنتشر بعض الجراثيم الضارة من بكتيريا وفيروسات.
ففي دراسة عملت في جامعة اورجن الامريكية وجد انه زيادة درجات الحرارة بمعدل عشر درجات مئوية تزيد من انتشار البكتريا السالبة لصبغة غرام بنسبة 17%. فمعروف عن الصيف انه موسم البكتيريا كما هو معروف عن الشتاء بانه موسم الفيروسات.
السباحة والبكتيريا:
السباحة في المسابح غير المعقمة أو بعض الشواطئ غير النظيفة قد تكون السبب في تعريض كافة افراد العائلة للالتهابات.. ففي دراسة عملت في الولايات المتحدة وجد ان بكتيريا ال(E-COLIE) موجودة في 58% من المسابح وأن نسبة الكلور في تلك المسابح لم تكن مناسبة في 47% من الحالات، فمن المعروف أن الكلور يساعد في القضاء على البكتيريا ولكن بنسب معينة.
اكثر الالتهابات انتشارا هي ما يتعرض له الشخص من نزلات معوية حادة في حال بلع المياه او استنشاق رذاذ الماء مما يؤدي الى الاستفراغ والاسهال او النزلات الصدرية التي من الممكن ان تأتي بعد 3 ايام من السباحة فهي ليست بالخطيرة في غالب الاحيان وتستغرق فترة بسيطة وتنتهي ولكن قد تؤثر في الاستمتاع في الاجازة الصيفية، والكلور في المسابح لا يقتل كل البكتيريا في الحال فبعض البكتيريا تحتاج الي ساعات واخرى تحتاج لعدة ايام بحسب تقرير المركز الوطني الامريكي لمراقبة الامراض، ومن المهم ان تكون المياة في المسابح دائمة الجريان فالمياة الراكدة تتكاثر فيها البكتيريا بسرعة، ومن ضمن الامراض المنتشرة في حال تكرار السباحة هي التهابات الاذن الخارجية ففي الغرب يطلق عليها التهابات الاذن للسباحين swimmers ear
ففيها تزيد الالام في الاذن الخارجية ويكون فيها احمرار ومن المهم تجنب السباحة في فترة الالتهاب وعلاجها يكمن في قطرات موضعية ولكن يجب فحص الاذن للتأكد من سلامة طبلة الاذن فهنالك بعض القطرات لها اثار جانبية على السمع في حال وجود ثقب في طبلة الاذن. وبعض الأطفال والكبار يصاب بحساسية من مادة الكلور فيكثر احمرار العين وفي احيان اخرى تؤدي الى طفح جلدي فمستواها في المسبح ضروري جداً ومن هو مصاب بالحساسية لا يعني ذلك الانقطاع عن رياضة السباحة فبعض المسابح تستخدم الاوزون كمادة معقمة وتقوم مقام الكلور.
طرق الوقاية لسباحة آمنة:
لابد من الاستحمام قبل وبعد السباحة وذلك لغسل جميع الجراثيم والغبار وكذلك الكلور لكي لا تؤدي الى الحساسية او انتشار الامراض.
اخذ الاطفال لدروة المياه كل ساعة وغسل اليدين بعد استخدام المرحاض.
عدم بلع مياه المسبح لاحتمالية احتوائها على الجراثيم.
فحص مياه المسابح الخاصة لمعرفة معدل الكلور (1-3 مليغرام للتر) وكذلك معدل الحموضة او القلوية للماء والتي تعرف باسم ال PH ( 7.8_ 7.2) وذلك من اجل زيادة قدرة المياه على قتل الجراثيم، وفي حال استخدام المسابح العامة لابد من سؤال الادارة ان كانت تفحص معدل الكلور مرتين في اليوم، وكذلك ان كان لدى المشغل المسؤول عن المسبح أي تدريب في كيفية تشغيل المسابح العامة، فهذا هو المتبع في الدول المتقدمة، وبالنسبة لفحص الكلور فيتم باستخدام شرائح بسيطه تباع في المتاجر العامة وكذلك معدل الحموضة او القلوية فهي عملية سهلة نسبيا.
وبالنسبة لالتهابات الاذن الخارجية فلابد من المحاولة لجعل الاذن ناشفة من الماء قدر المستطاع وذلك باستخدام سدادة الاذن، والانحناء بالرأس للجوانب لتفريغ الاذن من الماء، ومحاولة تجنب ادوات تنظيف الاذن مثل القطن واعواد الآذان فقد تؤدي لجرح الطبلة او الاذن الخارجية مما يؤدي للنزيف والالتهاب، ولابد من مراجعة الطبيب اذا كان هناك احمراراً او تقشرً أو أية افرازات تخرج من الأذن.
النزلات المعوية والصيف:
يكثر الأكل خارج المنزل في الصيف ويقل حفظ المواد الغذائية في درجة حرارة آمنة مما يؤدي لتكاثر البكتيريا على الطعام مما يعرض متناوله للنزلات المعوية الحادة، ويكمن تكاثر البكتيريا على الحليب غير المبستر واللحوم النية وكذلك على البيض وكذلك الخضروات التي لم تغسل بشكل جيد، ولا ننسى انه خلال فترة الصيف يكثر كذلك السفر والنزلات المعوية المرتبطة بالسفر فيتراوح معدلها من 30-58%.
طرق الوقاية من النزلات المعوية:
محاولة تجنب شرب المياه في الشارع او الاكل في مطاعم غير موثوق في درجة نظافنتها لمن هو مسافر واستخدام المياه المعلبة.
تجنب الاكل غير المطبوخ وخصوصا اللحوم والاكل البحري والسلطات.
غسل اليدين قبل وبعد تناول الوجبات الغذائية.
وجود بعض التطعيمات للحماية من النزلات المعوية لمن هو ذاهب لبعض الدول فلابد من استشارة الطبيب ومحاولة اخذ التطعيمات قبل السفر ببضعة اسابيع.
وفي حال حصول النزلة المعوية فيجب تجنب العصيرات وذلك لاحتواءيها كميات عالية من السكريات التي قد تزيد الاسهال والتركيز على المياه واكل الخبز والأرز الأبيض (المسلوق) وكذلك الموز فهي تقلل من اثار النزلة وتخفف من الاسهال.
وفي النهاية لأجل صيف جميل خالي من الامراض فلابد من التركيز على شرب السوائل واستخدام واقي الشمس بمعدل الحماية من الشمس 30% او أكثر والحرص على عدم الجلوس في الشمس لساعات طويلة ولبس الملابس القطنية الفاتحة والفضفاضة، ونتمنى لكم صيفا جميلا واياما سعيدة بتوفيق الرحمن.
منقول