الخلل في إحدى الوظائف الحيوية لدى الطفل قد يكون له تأثير على نمو الفك ووضعية الأسنان
أسنان الأطفال.. حفزوا أطفالكم على العناية بصحة أفواههم وعلموهم طرق الوقاية من التسوس
لطبيب الأسنان دور مهم في مراقبة نمو الفكين والأسنان
د.عبدالله بن صالح الكريديس
في الاسبوع اكدنا على ان المحافظة على صحة الفم لدى الأطفال لها دور مهم في المحافظة على صحة أبدانهم ككل وطرحنا أسئلة مجملها: كيف يحصل طفلي على أسنان صحية وجميلة وكيف يمكنني مساعدته في المحافظة عليها وما هي الخطوات الصحيحة للعناية بأسنان طفلي حتى الكبر؟ واستعرضنا الاجابة على جزء من هذه الأسئلة وتطرقنا الى مراحل النمو للطفل وما يجب عمله في كل مرحلة. ومن تلك المراحل:
1- مرحلة الحمل.
2- مرحلة ما بعد الولادة.
3- مرحلة 2-5 سنوات.
الاستمرار في تفريش الأسنان
وذكرنا انه في هذه المرحلة تستمر الأسنان اللبنية في البزوغ وتكتمل في عمر 3-4 سنوات تقريبا وعدد الأسنان اللبنية 20 سنا، وتتميز هذه المرحلة بالاضافة الى ما ذكرناه الاسبوع الماضي:
- الاستمرار في تفريش الأسنان بواسطة الوالدين والتأكد من عدم بلع المعجون، وذلك بتعليم الطفل المضمضة وبصق المعجون المتبقي في فمه.
- تحتوي الأسواق على العديد من أشكال الفرش والمعاجين المخصصة للأطفال والمحتوية على رسومات وشخصيات يحبذونها وذلك له أثر كبير في تشجيعهم، ومن المهم أن تكون الفرشاة ناعمة حتى لا تؤذي اللثة وصغيرة مناسبة لحجم الفم والأسنان.
الزيارة الدورية لطبيب الأسنان
- من المهم جدا التأكد من احتواء المعجون على نسبة مخففة من مادة الفلوريد، لان الطفل معرض لابتلاع المعجون أثناء التفريش، حيث من المهم تجنب التعرض لكمية كبيرة من الفلوريد في هذه المرحلة لما قد يسببه من تبقع في الأسنان الدائمة كما ان تناول كميات كبيرة من مادة الفلوريد قد يؤدي إلى التسمم.
والتبقع الفلوري مرض في الأسنان ناتج عن التعرض لكمية كبيرة من الفلوريد في الصغر وذلك من خلال شرب مياه الآبار والمياه المحتوية على كميات كبيرة من مادة الفلوريد، ويتأثر تكوين الأسنان الدائمة لأنها تتشكل وتتكلس منذ الولادة وحتى سن 7-8 سنوات تقريبا، ويؤثر الفلوريد الزائد على الخلايا المكونة للأسنان مما يؤدي إلى تغيير في سطح الأسنان المتأثرة، وتتراوح شدة الحالة من بسيطة إلى تبقع شديد ونخر حسب كمية الفلوريد المستهلكة.
- من الاعتقاد الخاطئ لدى الكثير بأن الأسنان اللبنية ليست مهمة لأنه سيتم تبديلها في الآخر. والصحيح هو العكس تماما لأنه عندما يتم تعويد الطفل منذ البداية على الإهمال وعدم المحافظة على أسنانه سيستمر على ذلك حتى الكبر، كما وأن الأسنان اللبنية تؤثر على الأسنان الدائمة، حيث إن تسوسها وفقدانها المبكر يؤثر في بزوغ الأسنان الدائمة وفي كثير من الحالات يفقد الفراغ المهيأ للسن الدائم ويسبب ضموره في عظم الفك.
لابد من تدريب الطفل على طرق الوقاية من التسوسات وأمراض اللثة
4- مرحلة 6 سنوات فما فوق.
- تبدأ في هذه المرحلة عملية تبديل الأسنان اللبنية بأسنان دائمة. كما سبق وذكرنا تتفاوت مرحلة التبديل من طفل إلى آخر.
وتتميز بما يلي:
- عدد الأسنان الدائمة 32 سنا، تبدأ ببزوغ السن الطاحن الأول الدائم ويأتي خلف الطواحن اللبنية أي انه لا يتم تبديله بسن لبني.
- يجب تعويد الطفل في هذه المرحلة على الاعتماد على نفسه في استخدام الفرشاة والمعجون بالإضافة إلى الخيط السني وتشجيعه على ذلك.
- استمرار الزيارة الدورية لطبيب الأسنان حيث يتم فحص الأسنان ومراقبة تبديل الأسنان اللبنية وتنظيفها، وقد يتم وضع طبقة واقية على سطوح الأسنان الدائمة (fissure sealant) وهي قد تساعد على الحد من انتشار التسوس على سطح الأسنان العضي، وتشمل أيضا وضع طبقة الفلوريد حتى تساعد على تقوية الأسنان.
المحافظة على صحة الفم لدى الأطفال لها دور مهم في المحافظة على صحة أبدانهم
- ولطبيب الأسنان دور مهم في مراقبة نمو الفكين والأسنان، وتراص الأسنان مع بعضها البعض وكذلك الكشف عن وجود بعض العادات السيئة لدى الطفل والتي قد تؤثر على نمو الفكين وقد تسبب سوء في إطباق الأسنان مع بعضها البعض.
- قد يلاحظ الأبوان وجود فراغات بين الأسنان العلوية الأمامية لدى أطفالهم بالإضافة إلى عدم تراصها مع بعضها البعض مما يستدعي الكثير إلى عرض الطفل على أخصائي تقويم الأسنان لتصحيحها، ولذا من المهم معرفة أن الطفل يمر في مرحلة تغيير طبيعية تسمى (ugly duckling stage) وتكون في عمر 8-9 سنوات وينصح في كثير من الأحيان بالانتظار لحين بزوغ الأنياب الدائمة، حيث تبدأ بسد الفراغات بين الأسنان الأمامية.
- ومن التغيرات أيضا والتي قد يلاحظها البعض هي تزاحم في الأسنان الأمامية السفلية لدى الطفل، وهي تدل أيضا على مرحلة طبيعية وقد تزول مع نمو الفك وعند تبديل الطواحن اللبنية إلى دائمة، وقد يكون من المستحسن استشارة أخصائي تقويم الأسنان في الحالات الشديدة لأنها قد تستدعي تدخلا مبكرا من قبله.
- وهناك عادات سيئة تجدر الإشارة إليها هنا ومنتشرة بكثرة هي عادة مص الإصبع. حيث إنها لا تؤثر على الفكين والأسنان إذا تم إيقافها في سن مبكرة كسن 4 سنوات، أما إذا استمرت إلى سن متأخرة وإلى بعد بزوغ الأسنان الدائمة فهي بالتأكيد ستؤثر على نمو الفكين وبالأخص الفك العلوي ويحتاج الطفل إلى تدخل سريع من قبل أخصائي الأسنان لإيقاف هذه العادة وعلاج تشوهات الفكين والأسنان الناجمة عن ذلك.
- إن الخلل في إحدى الوظائف الحيوية لدى الطفل قد يكون له تأثير كبير على نمو الفك ووضعية الأسنان مع بعضها البعض، ومثال على ذلك هو الخلل في وظيفة التنفس بسبب وجود اللحمية أو حساسية الأنف مما يضطر الطفل إلى التنفس عن طريق الفم (mouth breathing) وبذلك يكون الفم مفتوحا في معظم الوقت مما يؤثر في نمو الفكين ويؤدي إلى تكوين العضة المفتوحة (open bite) وضيق في حجم الفك العلوي أي حدوث تشوهات في عظم الفك والأسنان.
ويبدأ علاج هذه الحالات بعرض المريض أولا على أخصائي الأنف والأذن والحنجرة لمعرفة سبب الخلل ومن ثم علاجه وبالتالي الوصول إلى نتيجة طبيعية في التنفس، ومن ثم يبدأ أخصائي التقويم في علاج التشوهات في الفك والأسنان بواسطة أجهزة تقويم الأسنان.
وأخيرا أعيد التأكيد على دور الوالدين في تحفيز الطفل على العناية بصحة فمه، وتعليمه الطريقة الصحيحة لتفريش الأسنان وطرق الوقاية من التسوسات وأمراض اللثة عن طريق الزيارة الدورية لطبيب الأسنان، حتى تصبح عادة تنمو معه حتى الكبر.
منقول