الروماتيزم والحمل
أ. مصعب علي الزعبي
مرض الروماتيزم لا يؤثر على قدرة المرأة على الإنجاب، الا انه يتوجب على المريضة مناقشة هذا الأمر مع طبيبها وذلك لاستبدال الأدوية باخرى امنة قبل الحمل بحيث يمكن تناولها خلال الحمل وما بعد الولادة، وذلك لتفادي تشوهات الجنين.
أثبتت الدراسات عدم نشاط مرض الروماتيزم لدى 70 % إلى 80 % من النساء أثناء فترة الحمل إلى ما بعد الولادة بأسابيع، وقد ينشط المرض عند ال 20% الباقية من النساء أثناء فترة الحمل لذا ينصح بالمتابعة المستمرة مع طبيب النساء والولادة ومع طبيب الأمراض الروماتيزمية.
ودائما ما تتساءل المرأة هل يؤثر مرض الروماتيزم على حجم الجنين أو يتسبب في الولادة المبكرة أو المضاعفات الأخرى وقد أثبتت الدراسات عكس ذلك.
يجب مناقشة تأثيرات جميع الأدوية التى سيتم استخدامها بعد الولادة مع طبيب الروماتيزم لأن بعضها يمر عبر حليب الثدي للرضيع ومن المعروف أن إرضاع الطفل فى أول بضعة أسابيع مهم جدا لطفل سليم.
ولأن المرض ينشط لدى 90% من النساء في الثلاثة أشهر الأولى بعد الولادة فعليهن البدء بعلاج فعال للروماتيزم وذلك لأن المجهود الزائد اللازم لرعاية المولود الجديد قد يزيد من شدة آلام المفاصل إذا ما حدث نشاط للمرض، وقد تحتاج الأم إلى وقف الرضاعة إذا كانت هناك حاجة لدواء يتعارض مع الرضاعة الآمنة.
هنالك بعض الأدوية يجب الابتعاد عنها قبل الحمل بفترة كافية لطرد آثارها من الجسم والقيام بعمل تحاليل للدم للتأكد من ذلك بينما هنالك أدوية تعتبر آمنه لفترة الحمل مثل مضادات الالتهاب غير الإستيرويدية في كل الأحوال يجب على المرأة المصابة بمرض التهاب المفاصل الروماتيزمي استشارة طبيبها الخاص وذلك قبل الحمل بمعنى آخر على المرأة أن تقوم بالتخطيط لعملية الحمل حتى تتفادى أي تأثيرات غير مرغوبة قد تصيب الجنين لا سمح الله، وان لا تدع الأمور رهينة للصدفة وتتفاجأ بالحمل أثناء تناولها لأدوية قد تكون مضرة وخطيرة على حياة الجنين.
ودائما ما ينصح أطباء الروماتيزم بالاهتمام بالوزن والحد من السمنة من خلال برامج غذائية تتم من خلال أخصائيي التغذية لتبقى صحية وآمنة، وعادة ما يشدد الأطباء في توصياتهم لمرضى الروماتيزم بالابتعاد عن تناول ملح الطعام إلا بنسب يتم الاتفاق عليها ومناقشتها مع الطبيب المعالج، لذلك فإن مثل هذه النصائح تكون أكثر شدة وصرامة في حال حدوث الحمل لدى المرأة المصابة بالروماتيزم.
وفي حالة رغبة المرأة المصابة بمرض الروماتيزم تنظيم الحمل عبر استخدام موانع الحمل المختلفة، فإن هناك عددا من الخيارات بالنسبة لوسائل منع الحمل، وهي في معظمها آمنة وفعالة للنساء بدون أن تؤثر على المرض ولكن حتى في هذه الحالة فإن على المرأة مناقشة هذا الأمر مع طبيبها.
أخيرا يجب القول أن الحمل والروماتيزم يمكن أن يتعايشا ويمكن حدوث حمل آمن وسليم بإذن الله ولكن في كل الحالات أهم نقطة يجب التركيز عليها هي التشاور مع الأطباء.
* وحدة الأمراض الروماتيزمية
منقول