أطفالنا والتلفزيون
أ. فلاح المنصور *
كثيراً ما يشتكي الآباء والأمهات من أن أطفالهم لا يتذكرون شيئاً، بل قد توجه الطفل لجلب شيء ما وينسى ما طلبت منه في ثواني، وقد يعود إليك ليسألك ماذا أردت؟ ويقف الأهل حيارى امام هذه المعضلة وقد يسيئون معاملة الطفل او يفقدون ثقتهم فيه أو يتهمونه بعدم الاهتمام أو غيره، لقد أقيمت دراسات عديدة على ذاكرة الطفل وبالمناسبة فإن الطفل يبدأ بتذكر الأشياء منذ الأشهر ال 3 أو ال 4 الأولى في حياته ولكن ثبت علمياً أن الطفل لا يحتفظ بهذه الذكريات لفترات طويلة لذلك تجد ان الذكريات لدى الإنسان تبدأ من سن الثالثة عشرة أو الرابعة عشرة بشكل أكبر وما يسبقها من سنين قد لا يتذكرها حين يكبر إلا إذا ارتبطت بتفاصيل وصور معينة أو أحداث ذات تأثير من أي نوع، ومع وجود التلفزيون كوسيلة إعلامية في المنزل فإن الطفل يشاهد ويسمع ويتفاعل مع صور تنطق بكلمات فيحتفظ بها ممزوجة بالألوان وهو ما يسمى بالذاكرة التصويرية، أضف إلى ذلك ان الأطفال يشاهدون الرسوم المتحركة التي تتميز بالسرعة والحركة فيصبح الطفل بحكم التعود لا يحتفظ بهذه الصور طويلاً لكثرتها وسرعتها الفائقة، فأصبح الطفل بحكم التعود لا يحتفظ بمعلومة لمدة طويلة، فأصبح لديك طفل يتلقى المعلومات بعينيه على شكل صور وألوان ثم يمحوها سريعاً فكيف تطلب منه أن يحتفظ بأمر قلته له شفهياً وتريد منه تذكره لمدة طويلة مقارنة بما يشاهدة في التلفزيون، نخلص من ذلك انه لا يجب ترك أطفالنا أمام التلفزيون لفترات طويلة أو حتى الألعاب الحديثة بل يجب تنويع نشاطاتهم وتنظيم أوقاتهم واهتماماتهم.
منقول