أمراض الكلية والمثانة

أمراض الكلية والمثانة ( من تذكرة الأنطاكي رحمه الله ) --------------------------------------------------------------------------------
سوء مزاج الكلية ؛ يكون لفساد الخلط وعلامة الحار منه قوة الحرارة والعطش والهزال وصبغ القارورة ( حدقة العين ) وشدة الشبق ( شدة الشهوة الفاسدة ) .
وعلامة البارد ؛ عكس ذلك .
العلاج ؛
الفصد في الحار وشرب ماء الشعير بالبذور واللبوب والبنفسج والرجلة والطين الأرمني والهندباء والبارد بالراوند والقسط والدار صيني وحب الصنوبر والجوز والسعد والخولنجان .
وأما هزال الكلية قد يعرض للكلية أن تهزل ويقل شحمها لسوء مزاج حار أو كثرة الجماع أو أستفراغ ؛
وعلامته ؛ بياض البول وأدراره ووجع في الصلب ونحافة في البدن وقلة الشهوة .
العلاج ؛
أكل اللبوب بالسكر مثل اللوز والنارجيل والبندق والفستق وشحم الدجاج والأوز والخشخاش والحمص والباقلاء واللوبياء وكذا شرب لبن البقر واللبن المطبوخ مع ثلاثة أرباعه ترنجبين وأذا دقت الكلية وطيبت وجعل معها مايسمن ويقوي من الأبازير والأفاوية كان ذلك نافعا وينفعهم الحقنة المتخذه من لحوم الحملان والفراخ وأدهان اللبوس المذكورة .
صفة حقنة جيدة ؛
يؤخذ رأس خروف سمين ينظف ويجعل في قدر ويصب عليه من الماء قسط ونصف يسد القدر بالعجين ويوضع في الفرن يوما وليلة ثم يخرج ويصفى ويخلط بسمن بقري ودهن زنبق وعصارة الكراث وأذا طبخ معه حسك ومغاث وحلبة وبذر الخشخاش وشيء من البصل مدقوقين كان أجود .



( في ضعف الكلية والريح والوجع فيها )

--------------------------------------------------------------------------------
ضعف الكلية ؛
سببه أما سوء مزاجها وتهلهل أكتناز لحمها أو كثرة أستعمال المدرات .
علامته؛ بول مثل ماء اللحم مع وجع في الصلب أحيانا وقلة شهوات الباءة وقلة البول .
العلاج ؛
أن كان سببه سوء مزاج فتبديل المزاج بما مر وأن كان سببه الهزال فعلاجه علاج الهزال وأن كان سببه الأتساع والتهلهل وهو الضعف الحقيقي فعلاجه منع تلك الأسباب وهو ترك الحركة والجماع والأستحمام الكثير والألتجاء الى السكون والقرار وهجر المدررات وأستعمال الأدوية القابضة اللزجة مثل السويق والقصب والسفرجل والرمانية بعجم الزبيب والقصب والورد .
وأما ريح الكلية فقد يتولد في الكلية ريح غليظ يمددها وعلامته وجع وتمدد من غير ثقل ولاعلامة حصاة
ويكون فيها أنتقال ماء وثقل على الخوي وعلى الهضم الجيد .
وعلاجها : شرب المدررات المحللة للرياح مثل البذور بماء العسل أو السكر والتضميد بالأضمدة الكاسرة للريح مثل الكمون وورق السذاب والبابونك والتكميد بالملح والنخالة والرماد والتدهين بدهن القسط ودهن الزنبق ودهن السذاب .
وأما وجع الكلية سببه ؛ أما ريح أو ضعف وقد ذكر أو حصاة أو قروح وقد يجيء أو من ورم أو من سدة فيها .

( في أورام الكلية )


يكون أما حارا من دم غليظ أو رقيق صفراوي .
وعلامته حميات مختلطة لاقوة لها مع التهاب ووجع في البطن من جانب الكلية العليا وثقل خصوصا اذا أنبطج العليل أو أضطجع على الجانب الصحيح والعطش والصداع والسهر وقيء مراري وعسر البول والبراز وقد يمتد الوجع الى أسفل نحو الأنثيين ويصعد الى فوق الى الجنبين وخدر في الرجل التي تحاذي الكلية الوارمة وبرودة الأطراف ورقة البول وبياضه في الأبتداء وحمرته وغلظته في التزيد وأحتباس البول في بعض الأوقات .
العلاج ؛
فصد الباسليق وعند التزيد من الصافن أن ساعدت القوة وألا حجامة الساق ويشرب بذر من مغسول مع دهن الورد أو سكر أو يؤخذ من ماء عنب الثعلب وماء الهندباء وماء الرازيانج مغلي مصفى قدر نصف رطل ويمرس فيه قدر نصف أوقية خيار شنبر وقليل من دهن اللوز الحلو فأن أحتبست بطن العليل فأوفق الأشياء له هذه الحقنة ؛
يؤخذ زهر بنفسج وشعير مقشور وبذر خطمي ومخيط يطبخ ويصفى ويضاف اليه دهن البنفسج فأذا أنطلقت بطن العليل سقي مثقالين بذر قطونا مقلوة وبذر خشخاش مثقال بشرب الورد ومن المجرب عند الأنتهاء تؤخذ هذه الأقراص وصفتها ؛
يؤخذ كثيراء بيضاء وبذر خشخاش ولب قثاء ولب قرع وبذر رجله من كل واحد مثقالان نشا وبذر خطمي وطين أرمني من كل قرص مثقالان زعفران أربعة مثاقيل تدق الأدوية وتنخل وتعجن بماء الرازيانج وتقرص كل قرص مثقالان , الشربة قرص بماء الخطمي أو بماء بارد وأن كان الوجع شديدا يسقى هذا الدواء وصفته ؛
يؤخذ بذر رجله وبذر خس من كل واحد درهم , لب خيار درهمان , أفيون وبذر بنج من كل واحد دانق يدق الجميع ناعما ويشرب بلبن الماعز فأنه يسكن الوجع في الحال , أو يوضع عليه خرقة ملطوخه بقيروطي
معمول من الشمع الأبيض ودهن البنفسج ودهن القرع وماء الرجله وماء حي العالم وماء الكزبرة الخضرا وماء الخس وماء الهندباء . أو يشرب كل يوم من بذر الخيارين وبذر رجله من كل واحد خمسة دراهم يؤخذ منهم خمسة دراهم ويستحلب بماء بارد وسكر من كل واحد عشرة دراهم أو يؤخذ كل يوم من بذر الخيارين والبطيخ مستحلب محلى بسكر ينتقل من هذه المعالجة حتى يعلم أن الورم قد نضج وأخذ في الجمع وعلامته سكون الحمى وأشتداد الوجع والثقل والقشعريرة فأذا رأيت ذلك فأستعمل المضادات المنضجة .
صفة ضماد ؛
يؤخذ بنفسج وأكليل الملك والخطمي وبذر الكتان وشب وحلبه كل واحد عشرة دراهم يطبخ بالماء والدهن ويضمد به ويطلى على الكلية بطبيخ أكليل الملك وبذر الكتان والشبت ورجله وبنفسج فاترا فأذا سكن الوجع وزالت الحمى وبقي الثقل فأيقن بالنضج التام فينبغي أن يضاف الى الضماد المنضج الأشياء المفجرة كزرق الحمام ودقيق الكرسنه وغبار الرحى فأذا أنفجر وسالت المادة عن طريق البول فيستعمل شراب البنفسج وترنجبين وشراب الخشخاش وحليب البذور الثلاثة من كل واحد عشرة دراهم أو يؤخذ بذر كتان ونشا وطين أرمني وكاكنج من كل واحد ثلاثة دراهم يدق ويؤخذ منه ثلاثة دراهم مع شراب الخشخاش عشرة دراهم .
والغذاء مازورة الماش مع لب اللوز ومازورة القرع أو يشرب من لبن الأتن ثلاث أوراق , سكر عشرة دراهم
وأن طالت مدة خروج المادة فاسقه هذا السفوف :
يؤخذ لب الخيارين والبطيخ والقرع من كل واحد عشرة دراهم , بذر خشخاش أبيض ونشا وصمغ من كل واحد درهمين , حب الكاكنج خمس حبات يدق وينخل , الشربة منه ثلاث دراهم بشراب الخشخاش عشرة دراهم .
وأن كان الورم باردا بلغميا أو سوداويا وعلامته عدم الحمى والألتهاب الشديد وأن يكون الثقل في الخاصرة من غير وجع شديد وقد يشبه وجع القولنج والفرق بيبنهما بأن الحقنة في هذه العلة لاتنفع بل تزداد شرا .
وعلاجه :
أن يسقى دهن اللوز وماء الحلبة وماء التين مع الأدوية المنضجة ويضمد من خارج بهذا الضماد :
يؤخذ حلبه وورق كرنب وبذر كتان فأن أنفجر الورم وسالت المادة ينبغي أن يسارع في علاج ذلك القرح بكل حيلة حتى يلتئم ويسقى الأقراص التي تقدمت ويكمد الورم دائما بأسفنجة ويلين الطبيعة بسنا خمسة دراهم ورازيانج ثلاثة دراهم سكر عشرة دراهم يغلى ويصفى ويحل في لب خيار شنبر خمسة عشر درهما .
وأيضا تضمد الكلية بهذا الضماد :
يؤخذ شب وبابونك من كل واحد أربعة دراهم وبذر خبازي وخطمي من كل واحد عشرة دراهم , بذر كتان وحلبه من كل واحد خمسة دراهم يدق ناعما ويعجن بماء الرازيانج أو يحل بالصمغ العربي وصمغ الأجاص في الماء الحار ويضمد به وأيضا يضمد بمخ ساق البقر وشحوم البط والدجاج والمقل الأزرق المحلول في الماء الحار .
صفة حقنة ترقق المادة وتخرجها :
يؤخذ لبن حليب رطل , دهن ورد أوقيتان ويحقن به أو يحقن بماء الشعير والغذاء فروة من ماء الحمص مع القرطم والدجاج .


( في قروح الكلية والمثانة وجربهما )القروح تحدث من فضول حارة صديدة تنحدر الى الكلية فأذا رسخت فيها قرحتها بحدتها وأذا أنحدرت هذه المادة الى المثانة قرحتها بحدتها .
وعلاجهما وتدبيرهما واحد ألا أنه ينبغي أن يذكر الفرق بين القروح المتولدة في الكلى وبين المتولدة في المثانة فمن ذلك أن صاحب قروح الكلى يجد وجعا" في القطن والخاصرة من غير ثقل ولا تمدد وخروج المدة والدم والقشور في البول , وربما خرجت شبيهة بفتات اللحم صلبا ويكون خروج البول سهلا .
وأن كانت القروح في المثانة وجد صاحب ذلك وجعا في العانة وعسر عليه البول ويخرج مع البول شيئا يشبه القشور والصفائح وتكون رائحته منتنة وينبغي أن يعجل بعلاج قروح الكلى لأنها أذا لازمت لم تبرأ ،
العلاج : أول ما يعالج به أن يكمد موضع الوجع بأسفنجة مغموسة في ماء حار ثم يضمد بعد ذلك بضماد متخذ من الورد اليابس وعدس مقشر وحب آس وغبار الرحى ودهن ورد .
أو يسقى من لب البطيخ والقثاء والخيار والقرع وحب السفرجل وبذر خطمي ترض وتطبخ هذه الأدوية مع العناب والسبستان وتشرب أو في ماء الشعير أو مع لبن الأتن .
صفة أقراص تنفع بأذن الله من قروح الكلى والمثانة أن كان من سبب حار :
يؤخذ لب الخيار والقثاء وبطيخ والقرع كل ذلك مقشور وبذر رجله ونشا وطين أرمني من كل مثقالان , كثيراء بيضاء وصمغ عربي وطباشير أبيض وورد ومحلب خشخاش وبذر بنج وبذر قطونا من كل واحد مثقال تدق الأدوية وتنخل وتعجن بماء وتقرص كل قرص مثقال والشربة منه قرص بماء بارد ودهن لوز أو بماء سبستان والغذاء حساء نشا باللوز أو محاح اللبيض والأرز المغسول بالصمغ العربي .
وأن طبخت هذه البذور مفردة أو مجموعة مع المخيط واللوز الحلو والشونيز وشرب العليل من مائها كل غداة نفعت قروح الكلى والمثانة وأن شربت مع ألبان الماعز نفعت أيضا , فأن كانت القرحة في المثانة فيصب بالمثانة بالزراقة ماء وعسل أو مستحلبا من لب الخيار وبياض البيض وبلعاب السفرجل ولعاب بذر قطونا مع شحم الحدادة يجمع من دهن الورد ويزرق في المثانة .
صفة ضماد للقروح التي تكون في المثانة :
يؤخذ شمع وزفت رطب وسمن وشحم أوز وميعه سائلة يداف ويخلط الجميع ويضمد به .
ومن مجرباتنا هذا الحب ينقي قروح المثانة والقيح : يؤخذ أيرسا درهمان , راوند درهم ونصف , زرواند طويل درهم , مصطكي ورب سوس من كل واحد نصف درهم , كافور خروبتان يحبب بالترمنتيا والشربة منه كل يوم خمس حبات بشراب البرشاوشان .
وهذا المعجون مجرب أيضا لجراحات المثانة : يؤخذ ورد سكري ثمانية دراهم , طين أرمني ومصطكي من كل واحد درهم , نشا درهمان يعجن بشراب العناب وشربته أربعة دراهم صباحا ومساء .
والغذاء : ينبغي أن يكون حسن الكيموس من الطير والسمك الرضراضي والبقول كالرجله والخس مادامت القرحة رديئة فينبغي أن تعطى مشوية وأفضلها لحوم الطير والعصافير الجبلية وصفرة البيض النيمرشت ويتدرج الى الدجاج السمين والألبان تنفعهم مثل لبن الأتن والخيل والبقر والألقاح لأنها تصلح القروح وتغسلها وأما جرب الكلية : هي عبارة عن بثور صغيرة تظهر على الكلية من أخلاط مرارية أو بورقية ثم تتقرح وعلامتها علامة القروح من الوجع وبرد الأطراف وبول الدم والمدة وخروج القشور وحكة ودغدغة في موقع الكلية ونخس وربما عظم الوجه .
وعلاجها : تنقية البدن بالفصد من الباسليق والأسهال بطبيخ الشاهترج والأجاص والسبستان مع الشيرخشك أو بالحقن اللينة ثم تبريد المزاج وترطيبه بالأشربة والبقول الرطبة مثل شراب البنفسج والنيولوفر والخشخاش والرجله والأسفاناخ والخطمي والكزبرة الرطبة ويسقى بنادق البذور وصفتها لب بطيخ مقشر عشرة دراهم , لب خيار خمسة دراهم , لب قرع مقشر وبذر بنج وبذر بقله وبذر خطمي ولوز مقشر وكثيراء ونشا ورب سوس وبذر خشخاش أبيض من كل واحد درهمان يسحق ويعجن بلعاب بذر قطونا ويحبب مثل البندق مع الطين الأرمني ويستعمل برأي الطبيب .