أروى شحادة *
يتعرض الأطفال أينما وجدوا إلى تقلبات في حالاتهم الصحية فمنهم من يعاني من مرض مزمن ومنهم من قد يطرأ عليه مرض عارض.. وفي أي من الحالات فإن الدواء لا بد من أن يجد له سبيلاً إلى جسم هذا الطفل ليكون أحد الطرق للقضاء أو التخفيف من أعراض هذا الداء أو المرض، وهنا فإنه لابد من الإشارة إلى أهمية إعطاء الطفل دواءه بشكل يضمن له السلامة الدوائية التي تعنى بإعطاء الأثر الإيجابي للدواء مع تجنب او التخفيف من ظهور الاثار السلبية لهذا الدواء.
وهنا سنلقي الضوء على بعض النقاط التي تساعد على تمام ضمان السلامة الدوائية للطفل المريض عند المباشرة بإعطائه أي دواء، فقد يصرف للطفل أنواع من الأدوية المعالجة لمرضه على شكل حبوب وبالتالي قد يلجأ الأهل إلى القيام بطحن الحبوب أو تكسيرها حتى يسهل على الطفل تناولها، وهنا يجب التحذير من أن طحن أو تكسير بعض الحبوب الدوائية قد يقلل من فعاليتها لذا يجب استشارة الصيدلاني قبل القيام بذلك والتأكد من أن طحن أو كسر حبة الدواء لا تؤثر على فعاليتها الدوائية.
وبالمقابل فقد لا يحب الطفل طعم دواء ما بشكله السائل، لذا قد يقوم الأهل هنا بخلطه مع نوع من العصائر أو الطعام لتغيير طعمه غير آخذين بعين الاعتبار من أن هذا قد يقلل من فعالية الدواء فيجب استشارة الصيدلاني والسؤال عن نوع العصير أو الطعام الذي يمكن أن يخلط معه الدواء بحيث لا تتأثر فعاليته، كما يجب الانتباه هنا إلى أن كمية الطعام أو العصير التي خلطت بها جرعة الدواء يجب تناولها كاملة وإلا فإن الجرعة لن تكون قد أخذت بالقدر المحدد طبياً.
تجدر الإشارة هنا إلى أن بعض الأدوية التي تصرف دون وصفة طبية والتي تعالج أعراض السعال أو الزكام أو الحساسية، ينبغي أن لا تعطى للأطفال دون سن السادسة وهذا ما توصي به الهيئات الصحية المعنية بالسلامة الدوائية لدى الأطفال وهنا يجب الرجوع إلى الطبيب والصيدلي قبل اللجوء إلى استخدام أي من هذه الأدوية المحظورة لدى الأطفال.
تلجأ بعض الأمهات إلى ترغيب طفلهن المريض بالدواء بالادعاء بأنه حلوى وهذا ما لا تقبله خطوط السلامة الدوائية حيث قد يلجأ الطفل إلى أخذ الدواء أكثر من الجرعة المطلوبة وبصورة مستمرة مما يؤدي إلى التسمم الدوائي.
ومن ناحية أخرى فإنه يجب الأخذ بالعلم بأن الدواء الآمن بالنسبة للكبار ليس بالضرورة ان يكون آمناً بالنسبة للأطفال حيث إن أعضاء الطفل المسؤولة عن استقلاب الدواء وتخليص الجسم منه (الكبد والكليتين) لم تنضج إلى الحد المعني بالنسبة للبالغين لذا يتوجب على الأهل عدم إعطاء الأطفال أي دواء من الأدوية المصروفة للكبار إلا بعد استشارة الطبيب..
ونخلص بعد هذا إلى أنه لا ينبغي للأهل تشخيص مرض طفلهم بأنفسهم ومن ثم إعطائه الدواء حسب رؤيتهم حيث إن هذا سيعرض طفلهم إلى مشاكل صحية بل يجب الرجوع للطبيب في حال ظهور اعراض مرضية على الطفل لإعطائه الدواء الأنجح لحالته..
كان ذلك بعض من الإشارات التي يجب التوقف عندها في طريق تعاملنا مع طفلنا والدواء حتى نسلك طريقاً آمناً بعيداً عن المخاطر الطبية والدوائية.
منقول