حرب شرسة داخل جسمك
الفيروس المسبب للإنفلونزا ليس نوعاً واحداً
الفيروس المسبب للإنفلونزا ليس نوعاً واحداً، بل أنواع عديدة تم تصنيفها إلى ثلاثة أصناف (أ، ب، ج) ويندرج تحت كل منها أنواع كثيرة من الفيروسات، وكلما قضى الجسم على نوع، ظهر نوع آخر نتيجة بدء ضعف مناعة الجسم، وكلما قضى الجسم على فيروس معين سجل بيناته كاملة في مركز المعلومات بالمخ متضمنة نوع الفيروس وتركيبه ومواصفاته والمادة الكيميائية التي تقضي عليه وكأنه رقم كودي معين مثل لوحة السيارة أو الرقم والخطوط التي نراها على المنتجات المختلفة، وعندما يهاجم ذلك الفيروس الجسم مرة أخرى تكون المعلومات مخزنة والمادة الكيمائية جاهزة للقضاء عليه، ولكن ماذا عن الفيروسات الجديدة التي تدخل للجسم للمرة الأولى ولم يتعود عليها الجسم؟ وهذا ما يحدث في التجمعات مثل الحج او السفر لمناطق أخرى فيها أنواع مختلفة من الفيروسات، فيحتاج الجسم لتوجيه أنواع من الاجسام المضادة لمحاولة قتل الفيروس وبعد الانتصار عليه تضاف المعلومات عنه في مركز المعلومات بالمخ. تحدث تلك المعارك الهائلة داخل الجسم بين الأجسام المضادة أو المناعية والميكروبات المهاجمة للجسم ومنها فيروسات الانفلونزا، وتستمر الحرب لعدة أيام، وبعدها يكون النصر حليف الأجسام المضادة التي تقتل جميع الفيروسات وتموت معها ويتم تغليف الفيروسات الميتة ونقلها الى مقابر جماعية في الغدد الليمفاوية مثل اللوزتين حيث تتورم تلك الغدد بما تحتويه من سوائل وفيروسات ميتة وبعد ذلك يتم نقلها عن طريق الأوعية الليمفاوية الى الكليتين وتطرد مع البول، حينها تكون رائحة البول شبيهه براحة المضادات الحيوية.
أرض المعركة تكون ملتهبة لنمو بعض البكتيريا والفطريات عليها لانشغال الجهاز المناعي بحربه الضروس مع الفيروسات، ولهذا تخرج رائحة كريهة من الفم لكونه الممر الأساسي لدخول الفيروسات والبكتيريا من الخارج ووجود أكبر مقبرتين «اللوزتين» للأجسام المضادة الميتة والفيروسات المقتولة. ارتفاع درجة الحرارة والإفرازات المخاطية والعطاس والسعال ماهي إلا وسائل دفاعية مساعدة للجسم وتنظيفه مما يعلق بالجهاز التنفسي ومجرى التنفس من ميكروبات، وحتى الالتهابات هي دليل على أن معركة حامية الوطيس تدور رحاها هنا، فيفرز الجسم مركبات الهيستامين التي ترفع تأهب الجسم للحرب فتظهر الأعراض المعروفة، وعندما نتناول خافضات الحرارة ومهدئات الألم (مضادات الهيستامين) لا يتم معالجة المشكلة حقيقة ولكن فقط تقليل ظهور أعراضها ولكن الحرب لازالت تعمل في الداخل.
منقول