اللحوم الحمراء.. تناولها ولكن باعتدال

مرقتها ماء وملح ودهن فقط والشوي يحتفظ بجميع المواد الفعالة
اللحوم الحمراء.. تناولها ولكن باعتدال!

تناول اللحوم الحمراء باعتدال بحيث لا تتجاوز معدلات السعرات الحرارية من الدهون
    استكمالا للحديث حول اللحوم الحمراء نتطرق اليوم الى فوائد اللحوم الحمراء للإنسان: حيث ان تناول اللحوم الحمراء باعتدال بحيث لا تتجاوز معدلات السعرات الحرارية من الدهون ما نسبته 25-30% يمكن ان يمد الجسم بفوائد صحية بدءاً من الوقاية من نقص الفيتامينات والمعادن وتقوية المناعة في بناء الدم القوي، ففيتامين ب 1 يساعد في تقوية الدورة الدموية والجهاز العصبي، كما انه يساعد الجسم في اختزان الطاقة وإطلاقها، ويؤدي نقص هذا الفيتامين الى مرض البري بري، وأما فيتامين ب 2 فهو ضروري للنمو الطبيعي ولبشرة سليمة، ويساعد فيتامين ب 6 في منع الاضطرابات العصبية وأمراض الجلد، كما يساعد فيتامين ب 12 في تقوية كريات الدم الحمراء في عملها، كذلك يعتبر النياسن (ب3) ضروريا لمحاربة مرض يطلق عليه البلاغرا، كما ان فيتامين أ و ج اللذان يوجدان في الكبد يزودان العينين ببصر طبيعي ويقويان انسجة اللثة.
تقول الدكتورة سوزان كلينر اخصائية التغذية المعتمدة والتي تعمل في عيادة هاي برفورمانس للتغذية في جزيرة ميرسر بواشنطن ان الناس يقرؤون تلك التقارير التي تقول ان اللحوم الحمراء تسبب السرطان وإمراض القلب ويعتقدون انه يجب عليهم ان يمتنعوا عن تناولها تماماً، والشيء الذي لابد لهم معرفته هو ان الاشخاص الذين شملتهم الدراسات هم الذين يأكلون عشر اوقيات او اكثر يومياً من اللحوم الحمراء. وتقول الدكتورة كلينر (ان الاعتدال هو الحل، فعندما نكون بصدد تناول اللحوم الحمراء فيجب ان لا يزيد المعدل اليومي على 3 الى 5 اوقيات).
اذا نظرنا الى معدن الحديد فإن اللحوم غنية بهذا المعدن، ويعتبر نقصه احد اكثر امراض النقص الغذائي شيوعاً في الولايات المتحدة الامريكية، وقد يكون هذا هو السبب في ان الاجهاد وهو اهم اعراض الانيميا وهو السبب الرئيسي في ذهاب الاشخاص الى الطبيب.
ان اللحوم تعتبر احد المصادر المهمة للحديد، وهو معدن ضروري وأساسي لتقوية قدرة الدم على حمل الاكسجين، فبمجرد ان يستنفد مخزون الحديد في الجسم تصبح الخلايا اصغر مما يصعب الامر على الرئتين في ارسال ما يكفي من الاكسجين الى بقية اعضاء الجسم، وبدون الاكسجين الكافي يسبب للشخص الشعور بالإنهاك والوهن.
تقول الدكتورة كلينر (ان السيدات بصفة خاصة لا يحصلن على ما يكفي من الحديد ولعل السبب في ذلك انهن على عكس الرجال لا يتناولن الاغذية الغنية بهذا المعدن (الحديد) والموجود في اللحوم الحمراء) وتضيف (ان هذا الامر قد يسبب كثيراً من المشاكل الصحية لان السيدات بشكل عام يحتجن الى المزيد من الحديد اكثر من الرجال لتعويض ما يفقدنه كل شهر اثناء الدورة الشهرية، علاوة على ذلك فإن السيدات اللاتي يمارسن التمارين الرياضية يواجهن خطر الاصابة بالأنيميا بنسبة اعلى، ويعود السبب في ذلك الى ان الجسم يستخدم المزيد من الحديد اثناء التمارين لمواجهة الطلب المتزايد للأكسجين، فإذا لم يكن هناك حديد كاف فسوف ينفذ سريعاً اثناء زيادة التعرق.
ولأن اللحوم غنية بالحديد فإن حصة غذائية مقدارها ثلاث اوقيات من لحم البقر تحتوي على 3 جرامات من الحديد أي 20% من المقدار اليومي الموصى به للسيدات، بينما يحتاج الرجال ما نسبته 30% يوميا من الحديد.
وإذا نظرنا الى معدن الزنك فإن وظيفته هي الحيلولة دون فشل جهاز المناعة في اداء وظيفته. ان عدم الحصول ما يكفي من هذا المعدن المهم يعني ان جهاز المناعة سيجد صعوبة في مجابهة الالتهابات ونزلات البرد وغيرها مما قد يغزو الجسم، وميزة الزنك الذي يحصل عليه الجسم من اللحم انه يمكن امتصاصه بسهولة عكس الزنك الذي نحصل عليه من الحبوب وجنين القمح، تقول الدكتورة كلينر " بمجرد ان يحتوي غذاؤك على قليل من اللحوم يصبح من السهل ان تفي بالمقدار اليومي من الزنك وهو 15 ملجم. ان ثلاث اوقيات من اللحم تمد الجسم بمقدار 5 ملجم او حوالي ثلث المقدار اليومي من هذا المعدن الاساسي.
وإذا نظرنا الى الاحماض الامينية الموجودة في اللحم والتي تعتبر اللبنات لبناء البروتينات، والأحماض الامينية ضرورية للحياة حيث ان البروتين هو الذي يعطي البنية التركيبية لكل الكائنات الحية، حيث ان كل كائن حي يتكون اساساً من البروتين، والبروتين بمختلف اشكاله يسهم في العمليات الكيميائية الحيوية التي تحفظ الحياة وتعمل على استمرارها. والأحماض الامينية تشكل الجزء الاكبر من وزن الجسم، فهي تأتي بعد الماء مباشرة في هذا التكوين، فهي التي تكون العضلات والأوتار والأربطة والأعضاء والغدد والشعر والأظافر وسوائل الجسم الحيوية. وتعتبر الاحماض الامينية ضرورية لنمو العظام، كما ان الهرمونات والإنزيمات التي تحفز وتنظم جميع العمليات الحيوية بالجسم هي من الاحماض الامينية. كما ان الاحماض الامينية تساعد على تنظيم التوازن المائي في الجسم وتحافظ على الرقم الهيدروجيني (PH) المناسب داخل الجسم، وهي تساعد في تبادل العناصر الغذائية بين السوائل الخلوية والأنسجة والدم والليمف. ونقص الاحماض الامينية تسبب اختلالاً لتوازن السوائل في الجسم مما يسبب التورم والاستسقاء. كما ان الاحماض الامينية تكون الاساس التركيبي للكروموسومات التي من خلالها تنتقل المعلومات او الصفات الجينية الوراثية من الآباء الى الابناء، والشفرة الجينية التي توجد في الحمض النووي DNA في كل خلية،فهي في الحقيقة عبارة عن المعلومات التي توضح كيفية انتاج البروتينات في تلك الخلية.
ما هي افضل الطرق لطهو اللحوم الحمراء:هناك عدة طرق لطهو اللحوم ولعل اهمها الشوي والسلق والقلي، وطريقة الشوي هي بتسليط لهب النار مباشرة الى اللحم وتعد افضل طريقة للحصول على لحم مقمر لذيذ الطعم، كما ان هذه الطريقة تساعد على تبخر الماء المخزون في اللحم الطازج بنسبة 20% حيث تجعله مغذياً وقابلاً للهضم السريع، ويكون شوي اللحم اما بواسطة الاسياخ او بالفرن، ويجب عدم تمليح اللحم المشوي إلا بعد الانتهاء من شيَه ويجب مسح اللحم قبل شيَه بزيت الزيتون.والطريقة الاخرى هي بسلقه في الماء وهذه الطريقه تجعل اللحم ينضج بشكل متساوي ويكون طرياً وسهل الهضم.
اما طريقة القلي فهي تجمع بين الطريقتين السابقتين وهي تأتي في الترتيب الثالث من حيث الفائدة، حيث ان طريقة الشوي تحتفظ بجميع المواد الفعاله وتكمن اشكالية هذه الطريقة ان مركبات معينة في اللحم تتحول الى مركبات تسمى متنوعة الهدارة والتي قد تزيد من خطر الاصابة بالسرطان، وللتخلص من هذه المشكلة هي بنقع اللحم في الماء المالح او الخل، ففي احدى الدراسات وجد الباحثون انه عندما ينقع اللحم في خليط من زيت الزيتون والسكر البني والخردل وتوابل اخرى قبل القلي تقل نسبة المركبات الضارة بنسبة 95%، وفي السلق يخسر اللحم كثير من محتوياته مثل الفيتامينات حيث تذوب في الماء وبهذا تقل فائدة اللحم مع ان السلق اكثر اماناً من الشوي والقلي لندرة امكانية الاصابة بالسرطان.
هل يوجد في مرق اللحم غذاء؟: من المفاهيم القديمة ان المرق يحتوي على جميع مكونات اللحم ولكن الدراسات الحديثة تقول انه لا فائدة ترجى من مرق اللحم كغذاء بروتيني حيث ان البروتينات لا تذوب في الماء حتى ولو ترك على النار لفترة طويلة، ومرقة اللحم عبارة عن ماء مملح بأملاح اللحم والقليل من الدهن.
متى يمكننا اعطاء الرضيع لحماً؟: يعتبر اللحم افضل المصادر للحصول على الجليسيرين، وهو العنصر الاساسي لنمو الاطفال، ولكن كثير من اطباء الاطفال لا ينصحون به الا نادراً وبحذر. في اغلب الحالات من غير الضروري اعطاء الطفل لحماً قبل الشهر الخامس، ومع ذلك فإذا اتضح ان جسم الطفل لا يستسيغ الحليب وظهرت عليه اضطرابات هضمية فيجب حينئذ اعطائه اللحم، وكما هو الحال في فقدان الشهية فإن عنصر اللحم كفيل بإعادتها، ان الطفل في شهره الخامس يستعد لهضم اللحم ومع ذلك فيجب التدرج النسبي كأن يعطى الطفل عصير لحم البقر المشوي المدمي اولاً بمقدار 10 – 20 غراماً في اليوم وفي الاشهر اللاحقة يعطى لب اللحم المفروم بمقدار 5 – 10 غرامات وزيادتها تدريجيا حتى تصل الى 25 جرام في الشهر الثاني عشر، وهناك منتجات من اللحوم جاهزة ومخصصة للأطفال الرضع.
هل الافراط في تناول اللحم له اضرار صحية ؟: الافراط في تناول اللحم له اضرار صحية خطيرة خصوصا لمن هم فوق الاربعين ومن اهمها تصلب الشرايين والذبحة الصدرية والسكتة المخية ومرض النقرس، وعليه فيجب ان يتم تقنين اكل اللحم كما ذكرنا سابقاً لكي يستفيد الجسم من مكوناته العظيمة والتي لها دور في بناء جسم الانسان.



مرقة اللحم عبارة عن ماء مملح بأملاح اللحم والقليل من الدهن


اللحوم تعتبر أحد المصادر المهمة للحديد


اللحم افضل المصادر للحصول على الجليسيرين
منقول