أمراض القلب قد تكون متعددة المنشأ ومتعددة التأثير
ماهو الفحص المثالي للشرايين التاجية؟
ليس هناك فحص جامع مانع لتشخيص جميع أمراض القلب
يسأل كثير من المرضى وأقاربهم عن مفهوم هام جداً ألا وهو: يادكتور.. كيف أعرف أن لدي تضيق في شرايين القلب؟ وماهو الفحص المثالي لاكتشاف تضيق شرايين القلب؟
والإجابة على هذا السؤال تحتاج الى شيء من التفصيل وعرض لمفاهيم مهمة في فحوصات القلب.. وسنعرضها على شكل نقاط مبسطة.
ليس هناك فحص واحد يشخص جميع امراض القلب
أولا: ليس هناك فحص واحد جامع مانع يشخص جميع امراض القلب!! والسبب في ذلك بسيط ألا وهو ان امراض القلب قد تكون متعددة المنشأ ومتعددة التأثير.. فيجب ان يركز الطبيب في اختيار الفحص الذي يعطي المعلومة المطلوبة بأقل جهد وبدون اضرار جانبية على المريض.. فمثلا ضيق التنفس عند المشي قد تكون بسبب ضعف العضلة؟ او تضيق الصمام الاورطي؟ او تضيق الشرايين التاجية؟ سواء كانت هذه الاسباب مجتمعة او متفرقة.. وتأثير هذه الاسباب قد يشمل الرئتين والكلى وقد يشمل تأثير الجانب الايمن من القلب على الضغط الرئوي الوريدي وكذلك الكبد.. ولذلك يجب اختيار الفحص المناسب الذي يجيب على كل جزئية من تلك الجزئيات لتكتمل الصورة للطبيب المعالج.. وقد يقول قائل من الممكن ان نعرف ببساطة امراض تضيق شرايين القلب باجراء القسطرة التشخيصية؟! والحقيقة التي لايعرفها ذلك السائل ان هناك الكثير من امراض شرايين القلب تكون القسطرة فيها طبيعية! ! فمثلا حالة انقباض الشرايين التاجية المفاجئ المؤقت او تضيق وضعف اداء الشعيرات الشريانية التاجية او قد يكون هناك تضيق من نوع نادر يأتي بشكل معين في الشرايين التاجية لايكتشفه من يعمل القسطرة الا بأخذ زاوية معينة للتصوير الصبغي.. بالاضافة الى ان القسطرة التاجية ليست خالية من المخاطر!! فهي عملية لها مضاعفاتها المحتملة - وان كانت نادرة - مثل توقف القلب او جلطة الدماغ "أقل من حالة واحدة لكل مئة الف حالة" او تأثير الصبغة على وظيفة الكلى خصوصا في مرضى السكر الذين يعانون من قصور كلوي او في تأثير القسطرة على الاوعية الدموية في أعلى الفخذ او من ناحية التعرض للاشعاع الذري ولذلك يجب ان توزن المنافع والمضار في كل حالة يتم تقييمها.
ثانيا: هناك فحوصات كثيرة لفحص الشرايين التاجية وهي: فحص الجهد الكهربائي، فحص الجهد النووي، فحص الجهد بالاشعة الصوتية، فحص الاشعة المقطعية، فحص الاشعة المغناطيسية، وأخيرا القسطرة القلبية، ولكل من هؤلاء شروط وموانع لاستخدامها في الكشف عن الشرايين ومضاعفات محتملة يجب ان يعرف عنها المريض والطبيب معا.
ماهي العوامل التي تجعل الطبيب يختار فحصا معينا دون الاخر؟
ثالثا: مايحدد نوعية الفحص المناسب لذلك الشخص هو شيئين فقط: تاريخه المرضي وفحصه السريري؟ وتاريخه المرضى يقصد به هل لديه الم في الصدر؟ وهل يحدث مع المشي؟ وهل يخف مع الراحة؟ وهل لديه سكر او ضغط او ارتفاع في الكلسترول او تدخين او تاريخ عائلي بأمراض شرايين القلب المبكرة.
رابعا: اذا كان الشخص ليس لديه ضغط او سكري او كلسترول ولايدخن وعمره مثلا ثلاثون سنة ولايشتكي من اعراض ولكنه يريد التأكد من شرايين القلب فالوسيلة المثلى هو فحص الجهد الكهربائي فاذا كان فحص الجهد طبيعيا فيستطيع ان يطمئن ان شرايينه التاجية طبيعية.. ولسائل ان يسأل ولكن فحص الجهد الكهربائي لاتتعدى دقته 65%؟! فلماذا لاننصح بفحص اكثر دقة مثل الاشعة المقطعية او النووية او القسطرة الشريانة مثلا؟ والجواب هو انه فحص الجهد الكهربائي مفيد للحالات التي يكون فيها احتمالية تضيق الشرايين متوسطة أو منخفضة وليست عالية وبالتالي يستطيع نفي حدوث تضيق في الشرايين بصورة أكبر.. أضف على ذلك أنه يمكن استخدامه كفحص مبدئي على اعداد كبيرة من الناس كفلتر أولي يمكن بواسطته تقسيم حالات الم الصدر الى غيره خطر فيتم تطمين المريض وخروجه من المستشفى او حالات من المحتمل ان تكون خطيرة وتحتاج الى تأكيد بفحوصات اخرى مثل فحص الجهد النووي او الاشعة المقطعية او القسطرة.. ولكن عندما يكون الم الصدر في مريض سكري ويدخن فإن فحص الجهد الكهربائي لوحده غير كافي - لأن حساسيته غير مرتفعه - ونحتاج فحصا ادق من ذلك مثل التصوير النووي او الاشعة المقطعية.
درجة تكلس الشرايين:
هناك فحص حديث نسبيا يقوم بقياس درجة تكلس الشرايين حيث تقاس بوحدات تسمى (أجاستون) ويتم مقارنتها بالقيم العالمية المنشورة حسب العمر والجنس وتعطى نسبه معينه لاحتمالية اصابة هذا الشخص بتضيق الشرايين.. فإذا كانت النسبة منخفضة تم علاج المريض بالادوية ومتابعة درجة تطور التكلس كل ثلاث الى خمس سنوات واذا كانت مرتفعة فيطلب فحص التصوير النووي واذا كان هناك نقص شديد في التروية فيتم عمل قسطرة الشرايين والتعامل مع كل شريان تاجي حسب درجة تضيقه.. ولكن ماوجدناه في المرضى السعوديين ان درجة تكلس الشرايين في مرضى السكر خصوصا تحت سن الاربعين لا ترتبط ارتباطا وثيقا بدرجة تضيق الشريان التاجي.. وبمعنى آخر انه اذا أتى مريض سكر ويشتكي ألم في صدره وهو تحت السن الاربعين وكانت درجة تكلس الشرايين التاجية لديه صفرا لايعني بتاتا ان ذلك المريض ليس لديه تضيق في شرايين القلب التاجية.
مفهوم شائع وخاطئ:
هناك الكثير من المرضى يعتقد خطأ انه اذا كان تخطيط القلب والانزيمات سليمة فإن ذلك يعني ان المريض ليس لديه تضيق في شرايين القلب.. والحقيقة ان الانزيمات لاترتفع غالبا الا في جلطات القلب ولذلك فقد يكون الشخص لديه تضيق شديد في الشريان التاجي وليس لديه جلطة في القلب وفي المقابل فإن تخطيط القلب الطبيعي لايعني عدم وجود تضيق في الشرايين التاجية والعكس صحيح.
الخلاصة:
فحوصات القلب متعددة وكل منها يسلط الضوء على جانب من وظائف القلب المتعددة ويتم اختيار الفحص المناسب حسب اعراض المريض التي يشتكي منها وفحصه السريري.. ودمتم بصحة وعافيه.
فحص القلب بالسونار لا يكشف على شرايين القلب التاجية
التصوير النووي أكثر دقة من فحص الجهد الكهربائي لتشخيص تضيق شرايين القلب
منقول