كيف أساعد ابني للتغلب على خجله الزائد؟
سؤال:
إبني في الخامسة من عمره. هو خجول جدا. معلمتة تقول بأنة ذكي وينجز المهمات كما يجب. اذا ضربه أحد الأولاد في الصف فإنة يبكي ولا يشكو لها. أولاد صفه يخبرونها عما جرى. في البيت يصرّ على أن يحصل على كل ما يريد ويحاول دائما ضرب أختة التي تكبره بالعمر؟ على ماذا يدل هذا وكيف أساعده للتغلب على خجله؟
الجواب:
أمزجة الأطفال مولودة ومتنوعة. لا دور للمربي بتغيير الطباع وإنما مسؤوليته احترام التنوع وملاءمة أسلوبه التربوي مع كل مزاج. سلوك طفلك طبيعي. فلو أنه غير مرتاح أو غير راض لأظهر ذلك أثناء قيامه بالمهمات المطلوبة منه. من المؤكد بأنه يرتاح في بيته أكثر منه في المدرسة. تلك حالة طبيعية وغير مقلقة. ما يهم هنا هو فقط إشباعه بحاجاته العاطفية- دائما- التي تكسبه الثقة بالنفس والشعور بالتقدير الذاتي.
أهم حاجاته العاطفية هي: 1) شعوره بالطمأنينة 2) وجود نموذج عاطفي (مثله الأعلى) لتقليده 3) إشباعه بالحب. ( أنظري في كتابي: "نعم للتربية الإيجابية" الفصل الرابع ص32 ).
الملامة، التأنيب، مواجهته بنقد سلبي، محاولة تغيير طبيعته، العصبية والنق، التنبيهات والتعليمات تزيد من ضغوطه وقلقه وتجعله يشعر بأنه ليس عند حسن ظنك.
للشعور بالثقة بالنفس يلزم إيجاد عدد من أنواع سلوك محمود له وامتداحه عليه مثل: " كم أفتخر بك وبتعاملك مع فلان. كم أحب مساعدتك لفلان، أحسنت باختيارك فلان صديقا لك... ". عبارات إيجابية غير مرتبطة بسلوكه غير المستحب. أي تصرف غير مستحب أو ليس مقبولا عليك منه فلتتجاهليه. والسلوك المستحب فلتمتدحيه وتشجعيه مرارا وتكرارا وفي كل وقت.
عليك التركيز أيضا على سلوك بديل مستحب يقوم به وتدريبه على تكراره.
الطفل في جيل ما قبل التاسعة يتميز بخياله الواسع. الاستناد على الدراما الخيالية حاجة تربوية مفيدة. يمكنك اللجوء للأسلوب الدرامي بالاستعانة بدمية " كُشْكُشْ" البطل القصصي الذي يحبه جميع الأطفال خاصة بعمر ابنك. بعد الانتهاء من سرد أية قصة ل" كُشْكُشْ" والوصول للخاتمة وبعد الاندماج الممتع، عليك امتداح سلوكه لدمية " كُشْكُشْ" بالقول مثلا: "أرأيت يا" كُشْكُشْ" ما أحلى تعامل ابني حين... كم يعجبني أناقة غرفته، ترتيبه مائدة الطعام...". " كُشْكُشْ" هي أيضا "نموذجه العاطفي" الذي يحب تقليد سلوكه. دمية " كُشْكُشْ" تعمل على طمأنته واستعادة أمانه كلما شعر بحاجة لإشباع عاطفي.
وأخيرا يحتاج طفلك أيضا لأنشطة رياضية وحركية لتنفيس ضغوطه.