أمراض الكلى ووظائفها وطرق الوقاية
سعود عبدالقادر محمود*
تتراوح الأمراض في مجملها بين أمراض بسيطة او ما يسمى عوارض تذهب تلقاء العلاج المباشر وبين امراض أخرى صنفتها منظمة الصحة العالمية كأمراض مزمنة، وهي تلك الأمراض التي تلازم الانسان طول حياته وقد كانت في السابق تعني الموت المحتم، ولكن بتقدم العلم وتطوراته الحديثة فقد أصبحت هذه الأمراض تحت السيطرة الطبية، وذلك بثنائية التعاون بين المريض وطبيبه المعالج، لذلك أصبحت موجودة ولكن لا خطورة من وجودها إلا بإهمال العناية بها وعلاجها المستمر وأن يكون المريض هو نفسه من يراقب نفسه بمساعدة طبية متخصصة، ومن الأمراض المزمنة والتي تعتبر خطيرة إلى حد ما هو الإصابة بأمراض الكلى، خصوصاً الفشل الكلوي .
تختلف نسبة الإصابة بأمراض الكلى من بلد إلى آخر وهي مشكلة يعاني منها العالم أجمع، فتعتبر مثلاً الولايات المتحدة الأعلى نسبةً في العالم، حيث تقول الاحصائيات إن هناك 240 حالة جديدة لكل مليون من السكان في العام الواحد، وتنخفض النسبة في بعض الدول الأوروبية إلى 60 حالة جديدة لكل مليون من السكان في السنة، تعتبر الكلى السكرية الأهم من بين أمراض الكلى التي تصيب الإنسان، ويليها في ذلك ارتفاع ضغط الدم وتأثيره السلبي على الكلى ثم التهاب الكبيبات الكلوية الحاد والمزمن وكذلك أمراض الكلى الوراثية.
إن حجم الفشل الكلوي في السعودية في تزايد مستمر كما يتضح من إحصائيات المركز السعودي لزراعة الكلى، فهناك ما بين 100 140 حالة جديدة لكل مليون من السكان في السنة الواحدة، ويوجد حاليا ما يقارب الثمانية آلاف مريض يعالجون من الفشل الكلوي عن طريق الغسيل .
يحتوي جسم الإنسان الطبيعي على كليتين تزن كل واحدة منهما حوالي 150 جم، ويتراوح طول الواحدة لدى الشخص الطبيعي البالغ ما بين 11 – 13 سم، ويبلغ قطرها 4 - 5 سم، وهي كلوية الشكل ( تشبه حبة الفاصوليا )، وتقع الكليتان في تجويف البطن على جانبي العمود الفقري، وعلى مستوى الفقرات القطنية أسفل العمود الفقري (من الأولى حتى الثالثة) وفي منطقة الخاصرة، وتتكون كل كلية من حوالي مليون وحدة كلوية (كليون) Nephron وكل كليون يتكون من كبيبة Glomerulin وأنابيب ترشيح Tubles .
الكلية هذا العضو الصغير الحجم هو في الحقيقة ذو عمل عظيم ومهم جداً ومن اهم وظائفه :
إخراج البول:
يمر الدم خلال الكبيبات التي تسمح بمرور السوائل والأملاح من خلالها إلى الأنابيب المرشحة التي تمتص الأملاح والسوائل بمعدلات متوازنة بحسب حاجة الجسم ويتم هنا ما يسمى بعملية الإخراج بالترشيح، فتفرز السوائل والأملاح التي لا يحتاجها الجسم عن طريق البول الذي يتكون من هذه السوائل والأملاح مع إفرازات أخرى.
التحكم في ضغط الدم
عند انخفاض ضغط الدم لأي سبب، فإن الكلى تفرز هرمون الرينين H Rennin الذي يؤدي إلى تفاعلات كيميائية، تؤدي هي بدورها إلى انقباض الشرايين الطرفية، مما يجعل القلب يضخ الدم بصورة أكبر، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وبالعكس فعندما يرتفع ضغط الدم عن المعدل الطبيعي، تفرز الكلى بعض المواد، التي تؤدي إلى ارتخاء الشرايين الطرفية ومن ثم اتساعها، حتى تستوعب كمية أكبر من الدم فتؤدي إلى انخفاض الضغط .
تنظيم معدل إنتاج كريات الدم الحمراء
تحتاج الكلى إلى كميات كبيرة من الأكسجين لتأدية وظائفها، حيث إن خلاياها تعتبر من أكثر خلايا الجسم حساسية لنقص الإمداد بالدم ( الأكسجين، التغذية )، ونظراً لهذا الاحتياج فإن الشعيرات الدموية الكلوية تقوم بفرز هرمون الاريثروبيوتين Erythropiotein الذي يقوم بتنشيط خلايا نخاع العظام Bone Marrow وهذا بدوره يساعد على سرعة تكاثرها ونضجها منتجة عدداً أكثر من كريات الدم الحمراء R.B.Cs وبإفراز هرمون الاريثروبيوتين وما يتبعه من زيادة عدد كريات الدم الحمراء ( الناقل الرئيسي للأكسجين من الرئتين إلى مختلف أنسجة الجسم ) تضمن الكلى الحصول على كميات مناسبة من هذا الأكسجين، وتستمر الكلى في إفراز هذا الهرمون حتى تستوفي احتياجها تماماً، ويأتي ذلك بالوصول إلى المعدل الطبيعي لعدد كريات الدم الحمراء ونسبة الخضاب في الدم .
تنشيط فيتامين د D
يحصل الجسم على فيتامين (د) من خلال الإنتاج الذاتي من الدهون تحت الجلد بتأثير أشعة الشمس المباشرة، بالإضافة إلى المصادر الغذائية كالدهون الحيوانية، وأشهرها زيت كبد الحوت، وفيتامين (د) هو المسؤول عن تنظيم امتصاص الكالسيوم من الأمعاء وترسيبه في العظام، واخراج الزائد منه عن طريق الكلى وغيرها .
ضبط الأس الهيدروجيني PH الدم
حيث تقوم الكلى بإفراز الأيونات الحمضية الزائدة مثل الهيدروجين واستحداث الكربونات القلوية Na Hco3 واضافتها إلى الدم.
بعد كل ذلك فإننا ننصح الجميع بالمحافظة على كلى سليمة من خلال شرب السوائل بشكل كاف خصوصاً في موسم الصيف لتعويض ما يفقده الإنسان من سوائل من خلال البول والتعرق، أو فقدان السوائل لأي سبب كالاسهال أو القيء، كذلك يجب الاهتمام بالتغذية الصحية المتوازنة والاهتمام بتناول الفواكه والخضروات ومحاولة التقليل من أكل اللحوم الحمراء التي تحتوي كميات كبيرة من البروتين، كذلك من المهم جداً أن يهتم الانسان بالقيام بفحوص دورية للاطمئنان حتى لو لم يكن مصاباً بمرض ما ويجب فحص وظائف الكلى خصوصاً إذا لاحظ الانسان نقصاً ملحوظاً في كمية البول أو وجود رائحة غير مألوفة، أو ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم أو تورمات في أسفل القدمين أو حول العينين، وذلك للوقاية.