ألم أسفل الظهر.. 90% من المرضى يتماثلون للشفاء بالراحة والمسكنات «2-2»
تعلم كيف تقي ظهرك من الألم عند حمل الأشياء
د. بشير العنزي *
استكمالاً للحديث الأسبوع الماضي هنالك العديد من العوامل التي تساعد على حدوث آلام الظهر ومنها العمال الذين يتطلب عملهم رفع أحمال ثقيلة، الوقوف لفترات طويلة، المصابون بارتخاء عضلات الظهر، المدخنون، الضغوط النفسية.
ولتشخيص ألم أسفل الظهر لابد من توفر قصة مرضية واضحة، بالإضافة إلى بعض التحاليل الطبية ليتم تشخيص الحالة.
القصة المرضية:
الألم الشائع في الظهر يكون أسفل الظهر وهذا الألم قد يكون حاداً وفجائياً وفي هذه الحالة يجب استبعاد بعض الأسباب:
كالكسور والإصابات، العدوى (التهابات) كالدرن مثلا ويصاحبها ارتفاع درجة الحرارة والتعرق، ألم اسفل الظهر بسبب الوقوف لفترات طويلة أو رفع حمل ثقيل وعادة يكون الألم شديداً وحاداً واحياناً يمتد إلى الطرف السفلي (عرق النسا).
وهذا ما سوف نتطرق لعلاجه لاحقا ان شاء الله.
الألم قد يزول بالعلاج التحفظي
الأورام: ويصاحبها نقص في الوزن وتعرق مع وجود ورم في أي جهة من الجسم.
الروماتيزم: ويصاحبها تيبسات وتصلبات في المفاصل خاصة في الصباح الباكر.
نقص فيتامين (د) ويصاحبها ألم في جميع الجسم بالإضافة لأسفل الظهر.
العلاج
90% من المرضى يتماثلون للشفاء فقط بالراحة والمسكنات لفترة بسيطة (وغير صحيح ما يذكر أن الراحة تكون لفترة طويلة) ويكون السبب شد عضلي ناتج عن انزلاق غضروفي بسيط ولا يتوجب عمل فحوصات معينة إلا إذا شك الطبيب في مرض معين أو أن فترة الألم زادت عن ستة اسابيع أو كان المريض طفلا.
وسنتحدث عن علاج ألم أسفل الظهر الناتج عن الانزلاق الغضروفي أو شد العضلات بعد استبعاد المسببات الأخرى كالكسور والعدوى والأورام فلكل منها علاج خاص.
ويكون العلاج حسب الحالة المرضية:
1- حالات الألم الحاد ولمدة زمنية أقل من شهر تحتاج الى الراحة لفترة قصيرة وبعض الأدوية المهدئة وكذلك تغيير نمط الحياة.
2- حالات الألم المزمن وهو الألم الذي يستمر إلى أكثر من شهر أو الألم الذي يتكرر وفي هذه الحالات يحتاج المريض في البداية إلى علاج تحفظي وقد يحتاج المريض إلى العمل الجراحي في حال استمرار الالم.
من أهم العوامل المساعدة على الشفاء هي التخلص من الضغوطات النفسية (القلق، الضغوط النفسية والذهنية، العمل المتواصل، المشاكل المادية الحادة، التوتر الدائم وهموم العمل يمكن أن تؤثر على الجهاز العصبي وتؤدي لتوتر وتشنج عضلات العمود الفقري وتساهم في نشوء أو زيادة ألم أسفل الظهر).
* امنح نفسك قليلاً من الراحة والاستجمام بين حين وآخر، استفسر من أخصائي العلاج الطبيعي حول طرق الاسترخاء المناسبة لحالتك، اطلب مساعدة مهنية في التعامل مع التوتر، والقلق والتغيرات الاجتماعية والوظيفية، والعاطفية المحيطة بك، واجه المشاكل اليومية بواقعية وضع، برنامجا للتغير والتكيف.
العلاج التحفظي
ويتكون العلاج التحفظي من ثلاثة اقسام رئيسية.
أولاً: تغيير نمط الحياة:
تجنب الوقوف لفترات طويلة، تجنب استخدام السيارة لفترة طويلة في السفر، المحافظة على وضع الظهر مستقيما وتجنب ثني الظهر للأمام، عند التقاط أي شيء من الارض تجنب ثني الظهر أو ثني الركبتين بدلا عن ثني الظهر، مارس المشي السريع يوميا، استخدم سريرا طبيا متناسقا مع الظهر، تجنب رفع أي احمال ثقيلة، حافظ على وضع الجلوس الصحي في المكتب امام الكمبيوتر كما هو مبين في الصورة، يفضل ان يكون الكرسي في العمل ثابتاً وإذا كان الكرسي ذو عجلات فالأفضل ان يكون مستقرا وذا خمسة أرجل بشكل نجمة، اذا كان الشخص جالسا يفضل أن تكون الزاوية بين الفخذ والجسم 90 درجة أو أن يكون الفخذين مائلتين للاسفل قليلا، ضع كرسياً صغيراً ارتفاعه من 8-12 بوصة وتناوب على وضع إحدى قدميك عليه، لتخفيف تأثير الوقوف الطويل، ممارسة الرياضة وخاصة السباحة، انقاص الوزن الزائد.
عند التفكير في رفع الأشياء يجب:
أن يكون الحمل قريبا من الخصر، المحافظة على استقامة الظهر، تجنب التواء الظهر أو ميله للجنب، المحافضة على انتصاب الرأس، عدم حمل اثقال زائدة، دفع الاشياء الثقيلة بدلاً من سحبها أو جرها.
كذلك يفضل ألا يجلس الشخص في الوضعية نفسها لفترات طويلة لذلك لابد من تغيير الوضعية بقدر الاستطاعة والتوقف عن التدخين كذلك عند النهوض من السرير (الفراش) حاول الميلان على جانبك ثم قم بطي الساقين الى الجذع ثم استخدم الساعدين للوقوف وعند تنظيف اسنانك بالفرشاة حافظ على استقامة ولا تنحني إلى المغسلة بدرجة عالية ولا تعرض ظهرك للمكيف مباشرة (خاصة بعد الاستحمام) ايضاً استخدم المشد القطني (أو داعم الظهر) خاصة وقت المشي والحركة واحيانا يحتاج المريض إلى احذية طبية معينه لتخيف الم الظهر.
الجلوس:
الجلوس المتكرر على الأرض يزيد من الجهد والضغط على الغضاريف والأربطة والعضلات في أسفل الظهر.
تجنب الجلوس على الأرض في وضع التربع أو القرفصاء أو غيرها.
اجلس على الكرسي أثناء تناول الطعام، مشاهدة التلفزيون، المجالس الاجتماعية وغيرها.
قف كل نصف ساعة عند الجلوس لفترة طويلة وزاول التمرينات العلاجية التي تقلل من تأثير الجلوس الطويل.
تجنب البقاء في وضع الجلوس نفسه لمدة تزيد عن 30 دقيقة.
الكرسي:
غير قليلاً من وضع الجلوس أو قف بين حين وآخر.
تجنب وجود فراغ بين أسفل ظهرك ومسند الكرسي عند الجلوس في المنزل أو العمل أو السيارة.
ضع مسند ظهر طبي للمحافظة على الجذع مستقيما.
استفسر من أخصائي العلاج الطبيعي حول المواصفات الجيدة للمسند الطبي.
تجنب الجلوس البعيد عن مسند الكرسي وثني الظهر الحاد للأمام عند العمل أو مشاهدة التلفزيون أو الاسترخاء في المنزل.
استخدم الكراسي المنزلية الجيدة وتجنب الوثيرة أو اللينة جداً.
استخدم كرسياً ذا ظهر قابل للثني خلفاً ومسنداً للرأس ذا قاعدة للقدمين للاسترخاء عند مشاهدة التلفزيون أو القراءة في المنزل.
تحكم في العناصر الثلاثية (زاوية الظهر/ مسند الرقبة/ قاعدة القدمين) للحصول على الوضع الصحي والملائم لك.
استفسر من أخصائي العلاج الطبيعي المعالج حول وضع الجلوس الصحي المناسب لحالتك في العمل والمنزل والسيارة.
ثانياً: العلاج بالادوية:
الادوية والعقاقير التي تستخدم في علاج ألم أسفل الظهر هي أدوية مهدئة تقلل من الألم وتساعد ايضا في التقليل من حجم الغضروف المنزلق، هذه الادوية تصرف حسب شده المرض، الادوية المقوية للأعصاب، الادوية مرخيات العضلات، مراهم وكريمات للألم وترخية العضلات، بعض الأبر المهدئة في العضل واحيانا ابر في مفاصل العمود الفقري حسب ما يراه الطبيب.
ثالثاً: العلاج الطبيعي:
استخدام الماء الدافئ أو منشفة دافئة على الظهر بالنسبة للالم المزمن، التنشيط الكهربائي، الاشعة فوق الصوتية، التمارين الرياضية، حيث إن ممارسة التمارين الرياضية لعضلات الظهر مدة ربع ساعة، ثلاث مرات في الأسبوع لها ثلاث فوائد أساسية، وهي:
تقوي عضلات الظهر والرقبة والكتفين. وهذا يقلل من احتمال حدوث إصابات الظهر.
تجعل الظهر أكثر مرونة، مما يزيد من مجال الحركة والتحمل.
تريح العضلات وتخفف الآلام.
العلاج الجراحي:
ينصح بإجراء العملية الجراحية عند فشل العلاج التحفظي أو وجود سبب جراحي لألم الظهر وهناك عده أنواع من العمليات يحدد نوعها وكيفيتها الجراح والمختص لذا وجب على الجراح أن يشرح للمريض دواعي العملية وكيف تجرى العملية وكذلك مضاعفات العملية.