المشروبات الشتوية.. تدفئ الجسد
الزنجبيل الطازج
د. عبدالعزيز بن محمد العثمان
جرت العادة على تقديم الشاي بنوعيه الأحمر والأخضر للضيوف، وفي الشتاء يقدم الزنجبيل، وهذا شيء ممتاز، ولكن هناك مشروبات تفيد في الشتاء أيضاً وربما فاقت في فوائدها الشاي والزنجبيل والنعناع، ومنها اليانسون والزعتر والكتان والبابونج، أذكر في هذه الصفحة بعض فوائد تلك الأغذية والأعشاب.
الزنجبيل
لا يكاد يخلو بيت من الزنجبيل هذه الأيام، كما أنه المشروب المفضل في الشتاء فكل مكان، ويعمل ببشر جذور الزنجبيل الطازجة أو طحنها إن كانت جافة وغليها بالماء مع اضافة السكر أو العسل لمن يرغب في التحلية.
الزنجبيل الطازج أفضل من الجاف لأن فاعليته تقل كثيرا بعد تخزينه لمدة طويلة؛ وقد يصاب بالتسوس بسبب الرطوبة، ويمكن زيادة فاعلية المجفف بتخزينه مع الفلفل الأسود.
يقول المفسرون إن معنى قوله تعالى: «مزاجها زنجبيلا» المزاج من المزج: أي الخلط في الشراب بما يحصن طعمه ويجعله لذيذا.
للزنجبيل فوائد صحية كثيرة، فهو مفيد في تخفيف آلام العضلات، وإراحة تقرح المفاصل، كما أنه يعتبر العشبة الرائعة عندما تستعمل خارجياً لمعالجة آلام العمود الفقري، فجذور الزنجبيل تزيد حركة الجسم الكسول وتنشطه، تدفئ الجسد ذي الدورة الدموية الكسولة فتشفي الأضرار التي تصيب الرياضيين خلال المباريات، وتحرر السموم العالقة في الجسد وتطلقها خارجه، تحسن الهضم، وتخفف الحرارة، والغثيان. نعم، إنها تفعل كل ذلك من دون إثارة أي من الجوانب السلبية التي تحدثها عادة الأدوية القوية المفعول.
شاي الزنجبيل
الأبحاث الطبية
أكدت الأبحاث فائدة الزنجبيل في أنه طارد للغازات ويدخل في تركيب أدوية توسيع الأوعية الدموية، وملطف للحرارة، كما أنه يدخل في زيادة القدرة الجنسية، وفي علاج آلام الحيض، والشقيقة، والقلق والتوتر النفسي، والقولون العصبي، والامساك، والنزلات الشعبية وأزمات الربو، ولسعات الحشرات، ومفيد لأمراض القلب والكلى والكبد، وتصلب المفاصل، والزكام طبعاً. أتخيل أنكم ستقولون إذن لكل داء، نعم هو مفيد لأمراض كثيرة ولكنه يكون أكثر فاعلية عند خلطه بأغذية أو أعشاب أخرى.
في أحد الاجتماعات الأخيرة للجمعية الأمريكية لبحوث السرطان قال بعض الباحثين انهم حريصون على العثور على طرق جديدة لتقليل خطر الإصابة به. وقد وجدوا أن الزنجبيل يقلل الإصابة بالسرطان.
قالت إحدى الباحثات في تقرير لها نشرته مجلة "الصحة الطبيعية" الأمريكية، إن مزج الزنجبيل مع البابونج وزهرة الزيزفون يعطي مشروبا أقوى وأكثر فعالية في إزالة الصداع والتشجيع على الاسترخاء، وفسرت فعالية الزنجبيل أنها تكمن في قدرته على تقليل إنتاج مركبات "بروستاجلاندينز" المسببة للألم في الجسم، فضلا عن كونه يرخي الأعصاب والعضلات فيساعد على الاسترخاء والشعور بالراحة وتخفيف التوتر والعصبية المسببة للصداع، لذلك فهو يساهم في تخفيف آلام الصداع الخفيفة ولكنه لا يؤثر في الحالات الشديدة.
بعض فوائد الزنجبيل
للتخلص من سموم الجسم:
من أهم الطرق التي تستخدم لتقليل آلآم العضلات والقضاء على الوهن أخذ حمام زنجبيل دافئ. بوضع ثلاث أو أربع ملاعق مائدة من مسحوق جذور الزنجبيل في قدر صغيرة وملؤها بالماء، ثم غليه ثم يترك لمدة خمسة عشر دقيقة. ثم يصفى المزيج ويضاف إلى ماء المغطس الذي به ماء فاتر، ثم نقع الجسم في المغطس لمدى لا تزيد عن الخمس وعشرين دقيقة.
وأنصح بأن لا تزيد عن 25 دقيقة، كما أنصح بشرب ماء قبل ذلك وبعده، لأن الزنجبيل سيخرج كمية من السوائل من جسمك محملة ببعض المواد الضارة، يقول بعض من جرب هذه الطريقة أنها تقضي على الزكام ولكني لم أجربها عند الزكام، فجربوها وأخبروني ماذا حصل.
وهناك من جرب حمام الزنجبيل للقدمين وذكر أن ذلك يهدئ الصداع.
الزنجبيل يخفف الوحم
وبالرغم من أنَّ كثيراً من الطبيبات يصفن نوعاً من مضادات الهستامين مع فيتامين ب6، للتغلب على الغثيان والقيء، فقد ظهر أنَّ فاعلية الزنجبيل أفضل من الأدوية المستخدمة في علاج الغثيان والقيء.
قبل النهوض من الفراش يمكن تناول مشروب الزنجبيل الدافئ محلى بقليل من العسل مع البسكويت الجاف (بسكويت الشاي)، ثم الانتظار دقائق كافية حتى تبدأ فاعلية الزنجبيل قبل النهوض من الفراش صباحا.
ويمكن تناول الزنجبيل الأخضر مع الوجبات. أو تناول بودرة الزنجبيل بما يعادل ملعقة صغيرة يوميا، ويمكن تقسيمها على ثلاث مرات في اليوم.
الزنجبيل مفيد في تخفيف آلام العضلات، وإراحة تقرح المفاصل
لتقوية الذاكرة وللحفظ وعدم النسيان:
يؤخذ من الزنجبيل المطحون قدر 55 جراما، ومن اللبان الدكر (الكندر) 50 جراما، ومن الحبة السوداء 50 جراما تخلط معا وتعجن في كيلو عسل نحل وتؤخذ منه ملعقة صغيرة على الريق يوميا مع صنوبر وزبيب.
لعلاج الصداع والشقيقة:
يعجن الزنجبيل المطحون قدر ملعقة صغيرة في فنجان زيت زيتون ويدلك منه مكان الألم مع شرب مغلي الزنجبيل مع النعناع، وحبة البركة من كل ملعقة صغيرة كالشاي.
لعلاج مرض الضغط:
لضبط الضغط انخفاضا أو ارتفاعا يشرب الزنجبيل مغليا محلى بعسل نحل صباحا بعد الإفطار، وفي المساء يبلع فص ثوم مقطع مع كوب حليب.
للمغص الناتج عن الإسهال:
تؤخذ نصف ملعقة صغيرة من زنجبيل مطحون وتمزج في كوب مغلي مع حبة البركة، ثم تصفى وتحلى وتشرب.
لعلاج بحة الصوت وصعوبة التكلم:
تدهن الحنجرة بمعجون الزنجبيل والنعناع وزيت الزيتون بنسبة 1:1: 3 مع شرب مغلي الينسون محلى بسكر نبات أو مص سكر نبات.
لعلاج عسر الهضم:
يصنع مربى زنجبيل بالنعناع وذلك بطبخ نصف كيلو عسل ونزع رغوته، ثم إضافة 50 جرام زنجبيل و25 جرام نعناع مطحون، وتؤخذ ملعقة صغيرة بعد كل أكل.
للأرق والقلق:
يضرب كوب حليب ساخن عليه ربع ملعقة صغيرة من زنجبيل مطحون مع دهن الجسم بزيت زيتون.
لتقوية الفحولة والجسم ومكافحة الأمراض وتجنب الوهن والخمول:
يؤخذ 50 جرام زنجبيل مطحون و50 جرام بذر جزر مطحون و50 جرام بذر كرفس مطحون و50 جرام ينسون مطحون و50 جرام بذر جرجير مطحون تخلط جيدا في كيلو عسل نحل، وتؤخذ ملعقة صغيرة بعد الغداء يوميا.