تخلص من السموم داخل جسمك
إعداد: د. عبدالعزيز بن محمد العثمان أستاذ واستشاري التغذية الإكلنيـكيـة
عندما يهضم الجسم الغذاء ليحوله الى مواد مهمة لنمو وصحة الجسم وانتاج الطاقة تتبقى مواد غير مهضومة وباقي نواتج التحلل الغذائي ومواد متراكمة زائدة عن حاجة الجسم، ومع وجود مواد ضارة في الغذاء تتضاعف تلك المشكلة. وأحيانا يكون ترسيب تلك السموم داخل الجسم الإكثار من تناول البروتينات الحيوانية وزيادة الأدوية والأعشاب غير الموصوفة.
الطريقة الصحية هي الحرص على سلامة الغذاء المتناول وفي نفس الوقت محاولة التخلص من السموم المتراكمة بطريقة منظمة بما يعرف بطريقة التخلص من السموم (Detoxification).
هناك مرحلتان للتخلص من السموم.
المرحلة الأولى: هناك انزيمات تسمى "المحفزات" حيث تساعد الجسم في التخلص من السموم بإضافة ذرة نيتروجين أو اكسجين لها، وهذا يسهل عمل المرحلة الثانية.
المرحلة الثانية: هناك مجموعة من الإنزيمات تسمى "المفرزات" وتقوم بربط المادة الكيميائية المحولة من المرحلة الأولى وتربطها بمادة اسمها الجلوتاثيون "Glutathion" أو ما يحلو أن يسميه أحد الزملاء أسد الجسم فيقول Glutathion is the Body Lion وهو فعلا الحارس القوي لأجسامنا والمدافع عنها من هذه السموم. وهذه المادة تحول المواد الكيميائية من مواد غير ذائبة الى مواد ذائبة يسهل التخلص منها.
هناك جينات تتحكم في هذا الموضوع وتجعل بعض الإنزيمات تعمل بفعالية وبعضها لا يعمل بكامل قوته. ومن هنا يتدخل أمران مهمان وعجيبان الأول هو التغذية، والأمر الآخر المهم هو الحالة الصحية النفسية للشخص فكلما تحسنا كلما قويت أجهزة الجسم في الدفاع. ولكن دعونا نأخذ مثالا لشخص تناول لحوم حمراء أكثر من حاجة جسمه وهو السائد في المجتمع الخليجي بالذات عند الرجال، فشواء اللحوم وطبخها أكثر من اللازم ينتج مادة أمينية سامة اسمها المختصر HAA ومادة هيدروكربونية اسمها المختصر PAH. تأثير هاتين المادتين على الصحة سيئة بالذات عندما يكون اللحوم مشويا أكثر من اللازم أو في حالة الأسماك واللحوم المدخنة التي تحتوي مادة سامة ثالثة تسمى أمينات النيتروز. كل هذه المواد السامة تتحول الى مواد اكثر تعقيدا من خلال تفاعلات الجسم. العمليات الحيوية الطبيعية في الجسم لا تستطيع أن تتحمل تلك السموم ولا تستطيع ان تتخلص منها بشكل كامل بالذات إذا كان الشخص مدمنا لأكل اللحوم المدخنة أو المشوية. تأتي بعض الخضروات من العائلة الصليبية مثل الملفوف والبروكلي وأيضا البصل والثوم لترفع قدرة الإنزيمات التي تخلص الجسم من السموم وتساعده لدفعها للخارج من خلال البول والبراز والعرق أيضاً. الاعتدال في الأكل والشرب واختيار الأغذية الصحية بقدر الإمكان ومزاولة أي نشاط حركي -لأن البعض لا يحبذ كلمة رياضي لارتباطها بلباس معين أو مكان تدريب – هي الوسائل الأفضل لحياة صحية. فهم الطريقة المناسبة للتعامل مع ظروف الحياة تجعل الشخص أقدر على تدارك صعوباتها وتعزيز الثقة بالنفس وتطمئن الروح بالارتباط بخالقها وتتلذذ بعبادته الحقة، وهنا تكتمل دائرة الحياة الهانئة.