التشخيص والوقاية من سرطان عنق الرحم
د. طرفة بنت عبدالله المعمّر *
ظهور الثآليل في منطقة الأعضاء التناسلية قد تكون دلالة على الاصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، ولكن من المهم أن نعرف أن أنواع الفيروس المسببة للثآليل الجنسية تختلف جذرياً عن الأنواع المسببة للسرطان، لذلك يلجأ الأطباء للكشف النسائي الخاص (فحص مسحة عنق الرحم Pap Smear) وهو الذي على ضوئه يستطيع الطبيب المعالج الكشف عن أية أعراض أوليّة لوجود خلايا غير طبيعية، ففي نيسان/أبريل عام 2013، قامت الجمعية الأمريكية للتنظير المهبلي وأمراض عنق الرحم (أسككب) بتحديث المبادئ التوجيهية للكشف عن عنق الرحم، وقد تم الاتفاق على اختبارين يمكن أن يساعدا في الكشف المبكر والوقاية من سرطان عنق الرحم:
الاختبار الأول هو اختبار مسحة عنق الرحم (بابسمير) والذي يساعد على اكتشاف التغيرات الخلوية في عنق الرحم قبل أن تتحول إلى سرطان إذا لم تُكتشف مبكراً وتعالج على نحو مناسب.
بينما الاختبار الثاني هو اختبار فيروس الورم الحليمي البشري، والذي يلجأ إليه من اجل التحقق من أن مسبب التغيرات في الأنسجة هو الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، وقد يوصي الطبيب المعالج باجراء فحص جيني للفيروس، وذلك في سبيل تشخيص النساء اللواتي اظهرت فحوصات مسح عنق الرحم لديهن نتائج استثنائية مثيرة للشك، وهذا الفحص هو الفاصل بتحديد ما إذا كانت المرأة مصابة بهذا الفيروس أم لا، ولا يزال هذا الاختبار بدائياً في المملكة العربية السعودية وقليل جداً من المراكز الصحية من ينتهجه، علماً أن اختبار فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) مهم جداً ويسعى أغلب الأطباء لاعتماده عند تشخيص الحالات الشائكة.
بشكل عام، تنصح الجمعية الأمريكية بإجراء اختبار مسحة عنق الرحم كل 3-5 سنوات كفحص روتيني لثقتهم بأن الكشف المبكر هو خير وسيلة للعلاج، فلقد أثبتت الدراسات الحديثة أن هذه الاختبارات قد قللت بشكل ملحوظ من معدل وفيات سرطان عنق الرحم، وينصح بالبدء في الحصول على اختبارات مسحة عنق الرحم بعد الزواج في مجتمعنا المحافظ.
في حالة اكتشاف خلايا غير طبيعية في عنق الرحم (من خلال مسحة عنق الرحم) يحدد الطبيب درجة التطوّر في وضع الخلايا غير الطبيعيّة ويتم علاجها موضعياً عن طريق الكي بالتبريد أو العلاج باللوب الكهربائي أو الاستئصال المخروطي، وفي حالة اثبات إصابة المريضة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري، فليس هناك علاج للقضاء على هذا الفيروس حتى الآن، وبشكل عام، جسم الإنسان يتغلب على الفيروس ويزيله من الجسم فبالتالي الالتهاب يزول من تلقاء نفسه بدون أية حاجة إلى أي علاج، ولكن هناك حالات معيّنة، يستطيع فيها الفيروس المكوث في الأعضاء التناسلية والتكاثر مسبباً خلايا سرطانية، والطريقة الوحيدة للوقاية هي إجراء فحص مسحة عنق الرحم بشكل روتيني.
هناك المزيد من الخطوات للمساعدة في منع سرطان عنق الرحم مثل الامتناع عن التدخين، الامتثال لما يمليه ديننا الحنيف والبعد عن العلاقات الجنسيّة غير الشرعية، استخدام الواقيات الذكرية أثناء العلاقة الجنسية، ايضاً استخدام اللقاحات المتوفرة لحماية الإناث (سيرفيركس) أو حماية الإناث والرجال (جاردسيل) ضد أنواع فيروس الورم الحليمي البشري التي تتسبب في معظم سرطانات عنق الرحم، والمهبل، والقضيب، والفرج.