د. عبد الحفيظ خوجة
* تمارين خطرة على القلب
* يعتقد بعض الناس أن ممارسة الرياضة العنيفة هي أكثر فعالية لصحتهم وأنجح في التخلص من الوزن الزائد الذي يعانون منه، وما زالوا متمسكين بالقاعدة الخاطئة التي تشير إلى أن الفائدة لا تتحقق إلا بالإجهاد والتعب والألم «no pain no gain». ولا شك أنه اعتقاد خاطئ، فقد أثبتت معظم الدراسات العلمية أن ممارسة جرعات زائدة من الرياضة قد تكون لها آثار ضارة على الصحة خاصة تلك التي تسبب إجهادا للقلب لضخ كمية أكبر من الدم، مثل سباق الماراثون وتدريبات الترياثلون «triathlon» (سباق ثلاثي، يبدأ بالسباحة ثم ركوب الدراجات، وينتهي بالجري)، يمكن أن تضر أكثر مما تنفع، خصوصا للقلب. كما منحتنا الدراسات الحديثة فهما أفضل بكثير عن فسيولوجية الرياضة، واستطاعت أن تحول الكثير من المفاهيم القديمة رأسا على عقب، من حيث المدة الزمنية المثلى لممارسة الرياضة وكمية التمارين وشدتها حتى لا تتحول فوائد الرياضة إلى أضرار.
وعليه فيجب على المبتدئين ممارسة التمارين الخفيفة من الرياضة ولوقت قصير من الزمن يزداد تدريجيا في ما بعد. كما ينصح بألا يستمر التمرين الواحد في المرة الواحدة لأكثر من 45 دقيقة في كل مرة. وفي الحقيقة فإن الحصول على قلب يضخ بقوة وجسم يتعرق بشدة بشكل تدريجي سوف يعود على الجسم بفوائد متعددة. وقد وُجد أنه مع ارتفاع معدل ضربات القلب يحدث الآتي:
* يضخ القلب بشكل أكثر كفاءة.
* تزداد كمية الأكسجين في الدم بشكل ملحوظ.
* تتحسن قدرة الجسم على إزالة السموم.
* يتم تنشيط الجهاز المناعي.
* يحدث زيادة في إفراز الأندورفين، وبالتالي يرتفع المزاج ويتحسن.
هذا هو مجرد غيض من فيض في ما يتعلق بفوائد التمارين البدنية الرياضية، ولكن نعود ونذكر بأن هناك خطا أحمر لممارسة الرياضة، بعده يمكن للرياضة القاسية أن تضر الصحة.
* رُهاب المدرسة
* مع موسم العودة إلى المدارس تتعرض بعض الأسر إلى حالات يرفض فيها طفلهم الذهاب إلى المدرسة، سواء كان طالبا مستجدا أو منتظما من السابق. وهنا يقع كثير من الآباء في حيرة كبيرة في كيفية إقناع هذا الطفل بقبول الذهاب إلى مدرسته، فيلجأون إلى معاقبته بالضرب والشتم والإهانة. وهذا سلوك خاطئ من الوالدين من شأنه أن يزيد الحالة سوءا وتعقيدا.
إن مشكلة الخوف من المدرسة أو «رهاب المدرسة» (School Phobia) ليست حالة نادرة، وإنما هي مشكلة مألوفة. ويمكن في غالبيتها التوصل إلى السبب بمجرد الحديث الحاني إلى الطفل وطمأنته ومكافأته، والوصول إلى الحل من دون الحاجة لاستشارة استشاري مهني. وإذا تم استبعاد حدوث أي ضرر من ذهابه إلى المدرسة، وجب على الأسرة أن تحاول إقناع الطفل بالعودة إلى المدرسة في أقرب وقت ممكن.
هذا بالنسبة للطفل المستجد، أما إذا كان الطفل منتظما في الدراسة ثم تعرض للشعور بالخوف من الذهاب إلى المدرسة، فغالبا ما تبدأ المشكلة بالبكاء والشكوى من شعوره بالصداع أو ألم بالبطن. وهنا يجب التأكد أولا ما إذا كان الطفل بالفعل مريضا، أم أنه يرفض الذهاب فقط لمجرد عدم رغبته في الدراسة، أو أنه مهمل في أداء واجباته الدراسية ويخشى من الإحراج والعقاب. وقد تكون لديه مشكلة أخرى حقيقية مثل القلق أو الاكتئاب أو الإجهاد النفسي لعدم القدرة على التعامل مع بيئة المدرسة، أو يعاني من قلة النوم. إن واحدا من بين العديد من هذه العوامل يجب التوصل إليه وتحديده كمسبب لرفض الطفل الذهاب إلى مدرسته.
وضع المتخصصون في هذا المجال مجموعة من النصائح لكيفية التعامل مع الطفل الذي لديه حالة سيئة أو متقدمة من رهاب المدرسة، نذكر منها الآتي:
* عدم الخضوع لرغبة الطفل في البقاء المنزل طويلا، لأنه ثبت أن المشكلة تزداد تعقيدا كلما طالت فترة انقطاعه عن الدراسة.
* عدم اللجوء للعنف والشدة، فقد ثبت أنهما يعوقان إمكانية النجاح في التغلب على الخوف.
* مرافقة الطفل إلى المدرسة، والبقاء معه قليلا حتى يشعر بالأمان ويتقبل ترك والدته.
* عرض الطفل على طبيب متخصص في الطب النفسي (psychiatrist) وآخر في السلوك النفسي عند الأطفال (psychologist) يكون من ذوي الخبرة في المشاكل المدرسية، والأخذ بنصائحهما.
* الاستفادة من مرئيات الإخصائي الاجتماعي أو المستشار المدرسي حول سلوك الطفل في المدرسة، وكذلك الاطلاع على تقارير المعلمين حول أي سلوك متغير طرأ على الطفل.
* عرض الطفل على طبيب الأطفال المتابع له في مرحلة الطفولة، والاهتمام بتقديم تاريخ بداية الحالة، التقارير المدرسية، وأي أسباب قد تكون لها علاقة بالموضوع في الأسرة (الآباء - الأشقاء.. إلخ).
* الاهتمام بتغذية الطفل وتصحيح نظامه الغذائي بإضافة بعض الفيتامينات التي يكون بحاجة لها وفقا لرأي الطبيب.
استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة