بين الخطأ والصواب
د. عبد الحفيظ خوجة
آلام الذبحة الصدرية
> ارتبط الشعور بآلام الصدر بأمراض القلب والذبحة الصدرية، وهذا الشعور المطلق خطأ، حيث يسبب نوعا من القلق والانزعاج عند صاحبه، وإن كان في الوقت نفسه يعتبر مؤشرا جيدا لاستشارة الطبيب وعمل الفحص الطبي الدوري.
الذبحة الصدرية هي ألم في الصدر نتيجة عدم تلقى عضلة القلب ما يكفي من الأكسجين في الدورة الدموية القلبية، وقد يشعر الشخص وكأن ثقلا يضغط على صدره. وعادة ما يكون هذا الألم عرضا من أعراض مرض كامن في القلب.
والشعور بألم في الصدر وعدم انتظام دقات القلب حتى في الأعمار المبكرة، قد يشخص بأنه ألم «ذبحة صدرية»، فلا شيء مستحيل في هذا العصر، خاصة إذا ارتبطت الأعراض مع وجود عوامل خطورة لأمراض القلب والشرايين كقلة الحركة والسمنة والتدخين والنظام الغذائي غير الصحي والحياة غير المستقرة.
نعم، هناك أسباب أخرى متعددة تؤدي إلى أعراض الذبحة الصدرية نفسها، ويكون تشخيصها متداخلا ومربكا، مثل الجفاف، والارتجاع المريئي لحمض المعدة، والتشنجات العضلية في القفص الصدري، والجلطات الرئوية.. إلخ. والفصل بين كل هذه الأسباب والذبحة الصدرية يعتمد على الفحص الطبي وأخذ التاريخ المرضي وعمل تخطيط للقلب وربما إجراء قسطرة قلبية بواسطة طبيب متخصص في أمراض القلب. فإن ثبت أن الحالة فعلا هي «ذبحة صدرية» فالعلاج المبكر يكون جيدا وفعالا ومساعدا في منع النوبات القلبية الخطيرة.
أما إذا كانت الذبحة الصدرية شديدة وغير مستقرة، فإنها تحتاج إلى زيارة قسم الطوارئ ليتم تقييم الحالة في أسرع وقت ممكن وإعطاء العلاجات المناسبة.
المخاطر الصحية لملوثات الهواء
> من الأخطاء الشائعة في كثير من الدول النامية أن المصانع لا تزال موجودة داخل المدن وبين الأحياء السكنية، مما يتسبب في إصابة السكان بكثير من الأمراض نتيجة تلوث الهواء بمنتجاتها ومخلفاتها. وقد ثبت منذ القدم أن تلوث الهواء يتسبب في كثير من الأمراض؛ أهمها أمراض القلب والرئة، والتهابات أخرى في الجسم. وحديثا، كشف الباحثون أن له دورا محتملا في الإصابة بمرض التهاب الأمعاءinflammatory bowel disease (IBD)، بما في ذلك مرض «كرون» والتهاب القولون التقرحي. ويعتقد الباحثون أن سبب ذلك هو أن الملوثات تحفز التهاب القناة الهضمية، وتجعل الأمعاء أكثر إنفاذا للبكتيريا. وتشير إحدى الدراسات إلى أن ما يشكو منه البعض، خاصة صغار السن، من ألم مبهم في البطن سببه التعرض قصير الأمد لتلوث الهواء، وقد تم بالفعل تشخيص مرض «كرون» عند الأفراد الأصغر سنا الذين يعيشون في محيط مناطق ذات تركيزات أعلى من ملوثات ثاني أكسيد النيتروجين، ومرض التهاب القولون عند الشباب الذين يعيشون في مناطق ذات ارتفاع تلوث بثاني أكسيد الكبريت، كما وجد أن التعرض قصير المدى لتلوث الهواء يحفز بعض حالات التهاب الزائدة الدودية، وأن الانبعاثات العالية للملوثات في الهواء ترفع نسبة التنويم بالمستشفيات، بسبب التهاب الأمعاء 40 في المائة أكثر من المعدل المعتاد.
ولخفض المخاطر الصحية الناجمة عن تلوث الهواء ينصح الباحثون بالآتي:
* تغيير مكان السكن، إن أمكن، بعيدا عن مناطق التلوث التي تشكل خطرا على صحة الإنسان.
* يأتي بعد ذلك دور المنزل ومكان العمل، حيث تتم السيطرة على الملوثات، وهي الطريقة الأكثر فعالية لتحسين جودة الهواء في الأماكن المغلقة بالقضاء على مصادر التلوث كدخان التبغ، والمركبات العضوية المتطايرة من الدهانات والرش بالرذاذ، والمنظفات المنزلية، والمبيدات الحشرية، ومادة الفثالات phthalates التي تنبعث من أرضيات الفينيل، ومنتجات العناية الشخصية، والملوثات المنبعثة من منتجات الخشب المعالجة بالضغط، وغاز الرادون وغيرها.
* تهوية المنزل.
* استخدام التكنولوجيا الحديثة عالية الجودة لتنقية الهواء، وهي من أفضل طرق القضاء على ملوثات الهواء، مثل أجهزة تنقية الهواء باستخدام الأكسدة الضوئية المحفزة Photo Catalytic Oxidation (PCO) التي تعتبر أفضل التكنولوجيا المتاحة في أنظمة تنقية الهواء.
استشاري في طب المجتمع