استشارات
* العلاج الجراحي للصرع
* هل جراحات علاج الصرع ممكنة ومفيدة؟
* أبو حامد - الكويت - هذا ملخص رسالتك والأسئلة الواردة فيها. الصرع هو اضطراب مرضي في الدماغ يتسبب في تكرار حصول نوبات التشنج العضلي في مناطق الجسم، إما بشكل كلي أو جزئي. وهي تحدث عندما تصدر مجموعات من الخلايا العصبية في الدماغ إشارات كهربائية خاطئة تنشط نشوء تلك الحركات اللاإرادية وغير المنضبطة في كل الجسم أو مناطق منه، ما يؤدي إلى ذلك وإلى أعراض مرافقة، مثل الغيبوبة واضطرابات في الأحاسيس والعواطف وغيرها.
وثمة عدة أمور تتسبب بالإصابة بالصرع، منها بعض الأمراض أو الإصابات أو نمو أنسجة بشكل غير طبيعي في الدماغ، وفي كثير من الأحيان لا يعرف السبب على وجه الدقة. ويستخدم الأطباء تصوير مسح الدماغ، إضافة إلى اختبارات أخرى لتشخيص الصرع. ومن المهم أن يبدأ المريض العلاج على الفور من حين تأكيد تشخيص الإصابة بالصرع.
ورغم أنه لا يوجد علاج شاف لمرض الصرع، فإن ثمة الكثير من الوسائل العلاجية الدوائية التي تعمل على السيطرة على حصول نوبات الصرع بشكل فعال، وعندما لا تعمل الأدوية بشكل جيد، توظف وسائل الجراحة أو زرع أجهزة محفزة قد تفيد في السيطرة على نشوء تلك النوبات.
العلاج الجراحي للصرع هو إجراء، إما يزيل أو يعزل منطقة معينة من الدماغ توجد فيها تلك الخلايا العصبية غير المنضبطة. أي إما إزالة أجزاء مضطربة في الدماغ، أو عمل قطع جراحي يمنع انتشار الإشارات الكهربائية غير الطبيعية من الانتشار في أرجاء الدماغ أو من الانتشار في مناطق معينة من الدماغ. والجراحة مفيدة بشكل أفضل لدى الأشخاص الذين تنشأ النوبات عندهم في نفس المكان بالدماغ دائما. ويتوجه التفكير الطبي نحو استخدام الوسيلة الجراحية هذه حينما لا يتمكن دواءان من ضبط نشوء نوبات الصرع. والسبب أنه في غالب الحالات عند تناول المريض لنوعين من الأدوية، من الصعب السيطرة على نوبات الصرع التي لا يفلح في ضبطها.
وما يساعد على اتخاذ مثل هذا القرار، إضافة إلى تناول دواءين دونما جدوى، هو حصول كسور متكررة في العظام أو إصابات أخرى خطرة نتيجة لحصول نوبة الصرع، أو حصولها لدى المريض أثناء السباحة، أو حصول تلف في أنسجة الدماغ جراء تكرار حصول نوبات الصرع مما يتطلب وقف التدهور في عمل الدماغ.
وهناك أنواع من العمليات الجراحية. منها إزالة كتلة من الدماغ بحجم كرة تنس الطاولة، أي المنطقة الدماغية التي توجد فيها خلايا عصبية غير طبيعية وغير منضبطة. والنوع الآخر من الجراحات يقوم بعمل شق أو قطع للاتصال فيما بين أجزاء الدماغ وخاصة بين الجانب الأيمن والجانب الأيسر من الدماغ، وهذا النوع ربما يستخدم في معالجة حالات الصرع لدى الأطفال.
وبلا شك فإن ثمة مخاطر لمثل هذه النوعيات من العمليات الجراحية المعقدة. وإضافة للمضاعفات التي قد تحصل في أي عملية جراحية، مثل الالتهابات الميكروبية والنزف وآثار التخدير، هناك مضاعفات ربما تحصل على الذاكرة والمهارات اللغوية والمهارات الحركية وسلامة الرؤية وغيرها مما يذكره عادة جراح الأعصاب للمريض قبل خضوعه للجراحة.
وتختلف النتائج حسب نوع مسببات مرض الصرع ومكان المنطقة التي جرى إزالة أجزاء منها، وغيرها من العوامل التي يذكرها أيضا طبيب الأعصاب للمريض وفق ما يتوفر من نتائج لمتابعة الحالات التي خضع المرضى فيها لجراحة علاج الصرع.