التهاب المسالك البولية عند المرأة..الثقافة والنظافة هما الحل!
الفحص هو الحل للتشخيص
يصاب سنوياً بالتهاب المسالك البولية عشرات الملايين من الناس من جميع الفئات والاعمار من الاطفال والرجال والنساء والكهول، لكن النساء اكثر من غيرهن اكثرعرضة للإصابة بها المرض وخاصة في اوج نشاطهن الجنسي اي في سن الخصوبة والإنجاب، وتقدر نسبة عدد الاصابات بالتهاب المسالك البولية لدى النساء مقارنة مع الرجال بعشرة الى واحد. ومناطق المسالك البولية التي تتعرض للالتهاب لدى المرأة فهي عنق المثانة وفتحة مجرى البول والمثانة والكلى وحوض الكلى. ويمكن اكتشاب التهاب المثانة والمسالك البولية العليا بسهولة وتشخيصها بدءا من معرفة الاعراض المصاحبة مثل حرقة البول وتكرار التبول وتغير في لون البول بالاضافة لحدوث آلام في اسفل البطن ومنطقة الكلى ويتم التأكد من ذلك بواسطة الفحوص المخبرية وزرع البول.
التهاب المثانة (Cystitis)
التهاب المسالك البولية(التهاب المثانة) لدى المرأة تسببه بكتيريا تكون عادة متواجدة في المهبل ومحيط الفرج والشرج وتنتقل في ظروف معينة الى المسالك البولية العليا اي المثانة والحالبين والكلى وتصيبها بالتهاب حاد او مزمن. ويكون السبب الالتهاب احياناً توالد البكتيريا وتكاثرها في مناطق جروح الولادة وغشار البكارة(في بداية الزواج) إذا لم تراع اصول النظافة.
ولا شك إن من اهم انواع التهاب المثانة لدى الفتاة ذلك الذي يحصل على اثر الزواج والذي يسمى بحرقان البول عند العروس او التهاب شهر العسل.
اما الأسباب المساعدة على حدوث التهاب المثانة فهي كما يلي:
1. قصر مجرى البول عند المرأة إذ لا يتعدى طوله 2,8سم بينما يبلغ عند الرجل 10سم.
2. وجود فوهة مجرى البول بمحاذاة مدخل المهبل مما يساعد على دخول بعض الميكروبات والفطريات الى المسالك البولية.
3. عدم العناية الكافية بجروح غشاء البكارة وجروح الولادة وتطهير منطقة الفرج والشرج عقب كل لقاء جنسي.
4.قد يساعد بعض وسائل منع الحمل على حدوث التهاب المثانة فقد وجد ان نسبة الاصابة بالتهاب المثانة لدى السيدات اللواتي يستعملن حبوب منع الحمل هي اعلى من تلك التي عند غيرهن، كذلك بعض الاقراص المهبلية ذات الرغوة وبعض الاجهزة التي تحشر في المهبل والأصباغ التي تستخد في صناعة الواقي الذكري تساعد على حدوث هذه الالتهابات.
5. حبس البول الإرادي وتأجيل التبول خاصة التبول بعد الجماع لمدة طويلة من الزمن تزيد عن الساعة من بدء الشعور بالحاجة اليه يؤدي الى توسع المثانة وتراكم الجراثيم فيها مسهلاً بذلك حصول الالتهاب علماً بان التبول فوراً بعد الجماع يغسل مجرى البول وينظفه من تراكمات البكتيريا الخارجية.
6. استخدام الحمامات والمراحيض في الاسواق والاماكن العامة حيث تقل فيها وسائل النظافة وتكثر العدوى الجرثومية.
اعراض التهاب المثانة او حرقان البول عند العروس
ينتاب العروس في بداية حياتها الزوجية وذلك في الايام الاولى من الزواج إحساس بالاحتراق والاكتواء في المنطقة التناسلية سرعان ما يتحول الى ضغط شديد وألم لدى تكرر العملية الجنسية فتشعر العروس بحرقة شديدة كلما دعتها الحاجة للتبول فتسرع الى الحمام كل عدة دقائق ولكن البول لا ينزل بسهولة بل بدفعات قليلة جداً وبصعوبة فائقة كما يميل لون البول الى الاحمرار بسبب امتزاجه بالدم الراشح من المثانة. وتبدأ المريضة تعاني من آلام متكررة في اسفل البطن وترتفع حرارة الجسم وتفقد الشهية للطعام ويصيبها توعك جسدي ونفسي ويعتريها خجل شديد وفي الغالب لا تخبر زوجها بهذه المشكلة الذي ربما يبدأ بالتضجر وقد تبدأ بعض المشاكل الاسرية والسبب في ذلك جهل الزوج بالامر وخجل الزوجة خصوصاً عندما يكونان في شهر العسل خارج البلاد لذا يجب تنبيه الازواج بذلك الامر.
ويعالج التهاب المثانة وحرقان البول بالمضادات الحيوية وهي عديدة ويتم اختيار نوع المضاد حسب نوع الجرثومة وفعالية المضاد لها حيث ان بعض البكتيريا لديها مقاومة لبعض المضادات الحيوية مما قد يسبب في تأخر الشفاء وحدوث مقاومة مزمنة للعلاج اذا لم يتم باشراف طبيب مختص. وبالاضافة الى المضادات الحيوية هناك عدة خطوات على المريضة ان تأخد بها لكي تساعد نفسها على الشفاء السريع وهي الالتزام بالراحة وعدم التعرض للبرد والاكثار من شرب السوائل بمعدل ثلاث ليترات يومياً كما ينصح بالامتناع عن تناول المنبهات مثل الشاي والقهوة والمأكولات الحارة وعدم ممارسة الجماع اثناء فترة العلاج.
ان من اهم وسائل الوقاية العامة من التهاب المثانة هو غسل المنطقة التناسلية جيدا من الامام الى الخلف وليس بالعكس بعد كل تبول اوبعد الممارسة الجنسية وكذلك تفريغ المثانة مباشرة قبل وبعد الجماع وغسل الاعضاء التناسلية بالماء والصابون. يجب استخدام فوط صحية نظيفة وتبديلها باستمرار خلال الحيض. كما ينصح بعدم استخدام العطور والزيوت والاعشاب على منطقة الاعضاء التناسلية. كما يجب عدم حبس البول ووجوب الذهاب الى الحمام عند الشعور بالحاجة للتبول بدون تأخير ولا تأجيل ولا خجل ولا حياء، ويفضل ارتداء ملابس مريحة وواسعة على ان تكون الملابس الداخلية مصنوعة من القطن. وينصح الاطباء بتناول الاطعمة التي تحتوي على الكالسيوم والماغنزيوم وفيتامين ب 6 فهي تساعد على تفادي التهابات المثانة. كما ان التغذية السليمة مع الراحة النفسية والابتعاد عن الاجهاد تساعد على رفع مقاومة الجسم للاصابة بالالتهاب وتقوي جهاز المناعة.
الفحص الدوري والتأكد من خلو الجسم من الامراض كمرض السكري وامراض الضغط والشرايين أمر ضروري لتفادي مشاكل الجهاز البولي والتناسلي.
هناك اسباب عديدة تدفع النساء الى حبس البول ومنها الحرج في المواقف الاجتماعية والحياء والخجل من الذهاب عندما يداهمهن نداء التبول الطبيعي وكذلك اشمئزازهن من استعمال الحمامات العامة خارج منازلهن ناهيك عن عدم توفر العدد الكافي من الحمامات النظيفة في الاماكن العامة كأماكن العمل ومحلات التسوق.
التهاب الكلى
يعد التهاب الكلى أكثر خطراً من التهاب المثانة وهو إما حاد أو مزمن وكثيراً ما يحدث أثناء الحمل لأن الحمل يؤدي الى تغيرات هرمونية تحد من نشاط الكلى ونزول البول بسلاسة ويزيد الامر تعقيدا ضغط الرحم على الجزء الاسفل من الحالب مما يساعد على ركود البول وحدوث الالتهاب، ومن علاماته ارتفاع في درجات الحرارة والاحساس بقشعريرة ورغبة متكررة في التبول واوجاع حادة جدا في منطقة الكلى والظهر. ومن آثاره السيئة انه يساعد على حدوث تسمم الحمل والولادة المبكرة. ويتطلب التهاب الكلى معالجة مكثفة بالمضادات الحيوية ومسكنات الألم والاكثار من السوائل والراحة حتى تزول الاعراض.
يعالج التهاب المثانة وحرقان البول بالمضادات الحيوية
التغذية السليمة مع الراحة النفسية تساهم في مقاومة العدوى
قد تشعر بآلام شديدة